يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

كتاب يؤكد: «التحالف» في اليمن رسخ مفهوم الأمن القومي العربي

الثلاثاء 18/ديسمبر/2018 - 10:19 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

يعد اليمن ركنًا مهمًا من أركان الأمن القومي العربي، وذلك بسبب إرثه الحضاري والتاريخي، ما جعله مطمعًا للقوى الاستعمارية عبر مختلف العصور، كما يلعب الموقع الجغرافي له عمقًا استراتيجيًا للعالم العربي بشكل عام، والدول الخليجية بصورة خاصة.


كتاب يؤكد: «التحالف»

واهتم الدكتور جمال سند السويدي بالشأن اليمني، في كتابه «دور عملية استعادة الشرعية في اليمن في تعزيز الأمن القومي العربي»، الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في عام 2017 ، بالتأكيد على ذلك، إذ يرى المؤلف أن تدخل دول التحالف العربي في اليمن فرصة تاريخية مهمة، لابد من استغلالها بالصورة الصحيحة، لاستعادة الشرعية داخل اليمن، بما يسمح باعادة بناء قوة عسكرية عربية قادرة على الدفاع عن الأمن القومي العربي.

للمزيد: 2018.. عام سقوط المشروع الإيراني في اليمن


كتاب يؤكد: «التحالف»

واعتبر المؤلف أن هناك أخطارًا عدة تواجه المنطقة، ما يؤكد ضرورة تكوين تلك القوة، ومنها السيناريوهات المعقدة التي تنتظر منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل الصراعات والنزاعات التي تعيشها المنطقة، ما يدل على أهمية الاستعداد لأي حدث مستقبلي محتمل.


ويعتمد المؤلف في كتابه على دراسة تقوم على ستة فرضيات مرتبطة ببعضها البعض، أولها أن انقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية في اليمن لايعد تهديدًا لاستقرار الدولة اليمنية فقط، ولكنه اعتداء على الأمن القومي والوطني العربي بصورة كلية، والثانية هى أن الحوثيين يعملون على السيطرة على الأوضاع في اليمن، تنفيذًا للمخطط الإيرانى، الذى يهدف إلى السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية، فى سبيل تنفيذ الحلم  التوسعي لنظام الخامئني في المنطقة.


أما الفرضية الثالثة، فهى وجود حتمية للتدخل العسكري العربي في اليمن، خصوصًا أن ميليشيات الحوثي رفضت كل حلول التسوية السلمية للأزمة، وأصرت على الاستمرار في عملياتها الارهابية، ظنًا منها أنها قد تنجح في تنفيذ المخطط الإيراني، والرابعة، تقول بأن التدخل العربي العسكري في الأزمة وبصورة سريعة، جاء ضربة قوية للمشروع الإيراني الفكري والمذهبي داخل المنطقة العربية، والذي كان يعمل على تفتيت الدول العربية وتقسيمها.


الفرضية الخامسة ، تؤكد أن دول التحالف العربي ساهمت في إحياء مفهوم الأمن القومي العربي والجمعي، بعد سنوات من الخلافات العربية، وتتحدث الفرضية الأخيرة عن أنه يمكن اعتبار التحالف العسكري العربي، نواة يمكن البناء عليها لتكوين قوة عربية، تكتسب مع مرور الوقت صفة المؤسسية والاستمرارية بعد انتهاء الأزمة اليمنية، وذلك يسمح لها بالتدخل في الأزمات العربية المختلفة، وعدم إعطاء المساحة للقوى الإقليمية والدولية المختلفة بالتدخل في المنطقة.


وأظهر الكتاب خطر الفكر الطائفي، فعلى الرغم من اختلاف الإيرانيين الذين يدينون بالفكر الشيعي الاثنى عشري، والحوثيون أصحاب الفكر الشيعي الزيدي، إلا أن إيران تعمل على دعمهم، لدفعهم إلى الخروج عن النظم السياسية والأمنية الخاصة بالدول التي يعيشون بها.

"