ليس دحر الحوثي فقط.. التحالف العربي يحارب الإرهاب في اليمن
تسعى دول التحالف العربي بقيادة السعودية، إلى إعادة الاستقرار في اليمن، ليس من خلال محاربة الحوثيين فقط، بل التصدي لعناصر الإرهاب الأخرى من مقاتلي تنظيمي القاعدة وداعش الموجودين شمال البلاد.
ومنذ بداية الحرب على الإرهاب في اليمن، التي يخوضها
التحالف العربي تعمل قوات التحالف وقوات الشرعية اليمنية على دحر تنظيم القاعدة
والجماعات المتشددة، بالتوازي مع عملياتها لدحر ميليشيات الحوثيين المدعومة من
إيران.
وبالإضافة إلى استعادة عدد من المناطق اليمنية من سيطرة
الحوثيين، نجحت قوات التحالف في تحرير معظم المناطق التي كانت تعد معقلًا
للإرهابيين من تنظيمي القاعدة وداعش.
وفي 2014، انقلبت ميليشيات الحوثي، على الحكومة
اليمنية الشرعية، وتلقت دعمًا إيرانيًّا استراتيجيًّا وماديًّا وأسلحة،
وهو ما أعطى فرصة لعودة الحياة إلى تنظيم القاعدة والذي يعد فرعه في اليمن من أقوى
الفروع في الشرق الأوسط، وخاصة بعد تراجع التنظيم في بلد المنشأ أفغانستان.
وفي سبيل مكافحة الإرهاب في اليمن، أطلق التحالف العربي،
بقيادة السعودية، عملية عاصفة الحزم عام 2015، والتي أسفرت عن استعادة أكثر من
85% من مساحة اليمن، ومنها عاصمة حضرموت التي تم تحريرها من
القاعدة، ومحافظة شبوة.
وفي تصريح له، قال العقيد ركن تركي المالكي،
المتحدث باسم قوات تحالف إعادة الشرعية في اليمن، إن قوات التحالف
العربي، تخوض حربًا ضد الإرهاب في اليمن كتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم
داعش الإرهابي.
وأضاف أن التحالف نفذ ولا يزال عمليات مشتركة مع الأشقاء
والأصدقاء لتفكيك قدرات هذه التنظيمات من خلال العمليات الجوية - البحرية وعمليات
القوات الخاصة المشتركة.
ونشط تنظيما القاعدة وداعش في اليمن قبل عامين، نتيجة
ارتفاع أعمال العنف التي ينفذها الحوثيون، وما تبعها من عدم الاستقرار في البلاد،
وهو ما دفع التحالف العربي للتدخل.
وتجمع التنظيمات الإرهابية، داعش والقاعدة والحوثيين،
أيديولوجية متطرفة وعدم التعايش مع الآخر، بحسب ما قاله المتحدث باسم التحالف.
وقبل نحو ثلاثة أعوام، أنزلت قوات التحالف، نحو 3 آلاف
جندي سعودي وإماراتي، في عدن لمساندة المقاومة، إضافة إلى دعم التحالف للجان
الشعبية اليمنية، بالإضافة إلى إمدادات عسكرية وأسلحة متطورة، وتدريب القوات
اليمنية، تحت إشراف غرفة العمليات المشتركة التابعة للتحالف، وكانت أغلب التدريبات
تُقام في «صحراء العبر» الواقعة بين محافظتي «مأرب» و«حضرموت» شرق اليمن، بما
يساهم في مكافحة الإرهاب في اليمن.
كما ينفذ التحالف العربي، عددًا من الضربات ضد
التنظيمين، أسفرت عن اعتقال قيادات في تنظيم «القاعدة» في اليمن، بعد
عملية مشتركة مع الجيش اليمني في المكلا، العام الماضي.
وقال بيان للتحالف العربي حينها، إنه تم اعتقال «عدد من العناصر والقيادات الكبيرة لتنظيم القاعدة الإرهابي في وادي عدم
بحضرموت من جنسيات مختلفة أبرزهم، أحمد سعيد عوض بارحمة، الملقب بالزرقاوي وذلك في
منطقة الطويلة بمدينة المكلا»، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية
الرسمية.
وأضاف البيان أنه «نتج عن العملية إحباط المخططات
الإرهابية عبر مصادرة معدات وآليات وأسلحة متنوعة كانت معدة لتنفيذ عمليات إرهابية
في عدد من المناطق بحضرموت».
وأشار البيان إلى أن «هذه هي العملية النوعية
الثانية من نوعها بعد اعتقال الرجل الثاني بتنظيم القاعدة بحضرموت أبو علي الصيعري
في وادي عدم بوادي حضرموت».
ويقول جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب،
إن تنظيم داعش يستهدف مقرات الحكومة الشرعية في اليمن، لإثبات وجوده في
اليمن، ويحاول أن يثبت وجوده في الأراضي اليمنية على حساب تنظيم القاعدة، ليحصل
على دعم مادي ومقاتلين.
وتابع: أي فئة سواء الحوثيون أو القاعدة، أو داعش يدخلون
في مواجهات مع قوات التحالف العربي في اليمن، بقيادة السعودية والإمارات، التي
تقاتل الإرهاب، بحسب ما قاله محمد.
ويضيف المحلل السياسي اليمني نبيل سهيل، كلما اقتربت
قوات التحالف العربي في اليمن من «عدن» ترتفع وتيرة العمليات
الإرهابية، وهو ما يجعل تحالف التنظيمات الإرهابية «الحوثيين، والقاعدة،
وداعش» واضحًا أكبر ضد التحالف العربي.
وأوضح أنه لا فرق بين تنظيم القاعدة والحوثيين، لأن كلًا
منهما، يحاول تحقيق مصالحه والسيطرة على المناطق اليمنية بقوة السلاح والإرهاب.
وقال سهيل، إن ما يحدث على الأرض في اليمن يختلف عن
خطابات الاستهلاك الإعلامي، لكن قوات التحالف العربي تدرك هذه المراوغات، وستستمر
في محاربة الإرهاب.





