ad a b
ad ad ad

«إمارة التركستان الصينيين».. هل تُغير المشهد في الشمال السوري؟

الثلاثاء 11/ديسمبر/2018 - 07:39 م
إمارة التركستان
إمارة التركستان
سارة رشاد
طباعة

تداولت وسائل إعلام روسية خبر حول تأسيس الحزب الإسلامي التركستاني، أحد الفصائل المتشددة في الشمال السوري، ما يسمى بـ«إمارة التركستان الصينيين» بمحافظة إدلب، شمالي غرب سوريا.


وقالت وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن الإمارة المشار إليها تشمل منطقة «جسر الشغور»، فيما تأتي في توقيت تعاني فيه الفصائل السورية من تفكك جبهتها الداخلية واستعداد الأجانب منهم للعودة إلى بلدانهم أو المناطق المشتعلة بعدما تراجعت فرصهم في سوريا.


«إمارة التركستان

وبينما يمر اتفاق «سوتشي» المعقود بين روسيا وتركيا، في 17 من سبتمبر الماضي، بأزمات تعرقل تنفيذه بشكل كامل، اتجهت الفصائل المتطرفة إلى عمليات خرق الاتفاق سواء على مستوى تنفيذ هجمات على قوات النظام السوري أو إعلان عدم التزامها بـ«سوتشي».


وفي تعليقه على الخطوة، قال الباحث السياسي المختص في الشأن الروسي، محمد فرّاج أبوالنور، إن الفصائل لا تنتظر منها شيئًا منطقيًّا، فرغم انحصار وجود الفصائل وتفكك جبهتها الداخلية مازالت تسعى لتأسيس كيانات جديدة.


واستبعد في تصريح لـ«المرجع» أن تكون هذه الإمارة ذات تأثير على المشهد في شمال سوريا، مرجحًا إن تكون محاولة لرفع الروح المعنوية لدى أفرادهم والتأكيد لهم أن ثمة قوة مازالوا يحتفظون بها.


ولفت إلى أن تأسيس الإمارة لا يعني إن الحزب التركستاني يسيطر على قطاع كبير في إدلب، مشيرًا إلى أنه كيان ذو وزن ضئيل على الأرض وقوته تنبع من كونه يعمل إلى جانب «هيئة تحرير الشام».


وتابع الباحث، قائلًا إنه يتوقع أن يكون الحزب التركستاني أول التنظيمات المستهدفة في الفترة المقبلة، وتحديدًا من تركيا، خاصة أن الفصائل تعمل في الفترة الحالية في اتجاه يخالف الرؤية التركية، كما توقع أن يذهب المشهد في إدلب إلى إرجاء تركيا لخطوة تنفيذ اتفاق سوتشي، وأن يكون تعطيل الاتفاق برغبة تركيا للحفاظ على مصالحها.


ولفت «أبو النور» إلى أن روسيا في المقابل تحاول إطالة صبرها، حتى تكسب شرعية دولية لأي حراك لها أو للنظام السوري في الشمال، مشيرًا إلى أن روسيا ومعها النظام السورى يتبعان سياسة التفريغ التدريجي للفصائل، وسيأخذ ذلك فترة طويلة لكنه في النهاية ستفرغ في سوريا أغلب المتشددين، وفي النهاية سيتدخلان عسكريًا لإبادتهم.


وقال الباحث في الشأن الروسي، إن تفريغ المشهد يكون بأكثر من وسيلة إما لتركهم لخلافاتهم البينية، أو تسهيل ترحيل حزب منهم إلى أماكن النزاع حول العالم، على أن تكون الأولوية للأكثر تطرفًا والأكثر رغبة في استبعاده من سوريا.


«إمارة التركستان

الإيغور

وقومية الإيغور التي ينتمي لها الحزب الإسلامي التركستاني هم السكان الأصليون لإقليم تركستان الشرقية الواقع ضمن منطقة آسيا الوسطى، ويمثلون نسبة تقارب 80% من إجمالي سكان الإقليم، وفي عام 1949 فرضت الصين سيطرتها عليه وغيرت اسمه ليصبح «شينجيانج»، وانتهجت سياسة تهجير الصينيين إلى هناك ليتقلص عدد الأيغور في الداخل إلى 45% من إجمالي السكان.


ويتهم الأيغور، بكين، باستنزاف مواردهم وممارسة سياسات اضطهادية ضدهم، ما دفع القيادي الأيغوري، حسن معصوم، في عام 1997 إلى تأسيس «الحزب الإسلامي التركستاني»، وفي البداية كان حزبًا ذا أهداف محلية، تتمثل في السعي إلى تحرير إقليم تركستان الشرقية، إلى أن انتقل إلى مرحلة ثانية أعلن فيها ولاءه لتنظيم «القاعدة» الذي حارب إلى جواره في أفغانستان.


وفي عام 2011، ومع اندلاع الحرب السورية، أرسل الحزب عددًا من عناصره للعمل في سوريا، فأسسوا في 2013 «الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا»، وهو الأمر الذي جعل الصين تتدخل في الحرب لتساند النظام السوري، معتبرة بقاء هذا الحزب في سوريا يُمثل تهديدًا لأمنها القومي.


وفي نوفمبر 2017، وجّه الحزب، أول تهديد صريح إلى الصين، وذلك حين نشر مقاطع مصورة تظهر عرضًا عسكريًا تقوم به عناصره.


«إمارة التركستان

وفي تقديره لعدد الأيغور الموجودين بسوريا، قال السفير السوري بالصين، الدكتور عماد مصطفى، في تصريحات لوكالة «رويترز»، نُشرت في مايو2017: إن عدد القادمين من تركستان الشرقية إلى سوريا، على مدار سنوات الحرب، بلغ 5000 شخص انضموا إلى صفوف «داعش» و«القاعدة»، مطالبًا الصين بمضاعفة دعمها للنظام السوري، قائلًا: «الصين، مثل أي بلد آخر، يجب أن تشعر بقلق شديد»، كما تطرق إلى دور تعتمد فيه بكين على النظام السوري، في الحصول على معلومات استخباراتية عن «الحزب الإسلامي التركستاني».


والحزب التركستاني وفقًا لشهادة الإرهابي السعودي، عبد الله المحيسني، هو أكثر الكيانات المسلحة في سوريا تنظيمًا، ولا يعرف العودة إلى الوراء، وربما لهذا السبب هو ضمن كيانات قليلة داخل إدلب رافضة للاتفاق «الروسي - التركي»، الذي أبرم في 17 من سبتمبر الماضي، بمنتجع سوتشي الروسي. 

للمزيد.. العائدون من سوريا.. «قنابل موقوتة» تُهدد أمن الصين

الكلمات المفتاحية

"