يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

العائدون من سوريا.. «قنابل موقوتة» تُهدد أمن الصين

الأربعاء 03/أكتوبر/2018 - 12:21 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

تواجه جمهورية الصين الشعبية العديد من التحديات، عقب ورود تقارير تؤكد عودة عدد من مسلمي الإيغور المشاركين في القتال بسوريا، خوفًا من ارتكابهم أعمال عنف بالبلاد، إذ يُمثل المقاتلون الأجانب في سوريا، تهديدًا كبيرًا للدول الأصلية لهم، خاصة فيما يُعرف بـمرحلة «ما بعد القتال في سوريا»، وما قد يلحق بهذه الدول من ضرر من نشاطات المتطرفين العائدين.

الايغور
الايغور
الإيغور الذين يعيشون في مقاطعة «شينجيانغ» شمال غرب الصين، هم جماعة مسلمة من أصول تركية، تتراوح سجالات العداء بينها وبين الحكومة المركزية في بكين، من حيث اختلاف القيم السائدة في الإقليم عنها في بكين، بجانب التطلع للحصول على حكم ذاتي أو الانفصال عن الصين كليًّا.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ارتبط الإيغور بسلسلة من الحوادث العنيفة التي وصفتها الحكومة الصينية بأنها حالات للإرهاب، ففي عام 2009، اندلعت أحداث شغب رئيسية في أورومتشي، عاصمة شينجيانغ، وأودت بحياة أكثر من 200 مدني (معظمهم من الهان الصينيين ذوي الأكثرية). وفي مايو 2014، تم تفجير قنابل في محطة أورومتشي للسكك الحديدية؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا.

ووفقًا لتقارير فإن عددًا من مسلمي الإيغور، انضموا إلى جماعات إسلاموية، مثل «الإخوان»، و«السلفية التكفيرية»، ما حدا ببعضهم للارتماء في أحضان متشددي ومتطرفي الفكر.

وبحسب دراسة بعنوان: «السلفية في الصين وسلالاتها الجهادية - التكفيرية»، نشرت في يناير 2018، فإن المسلمين الصينيين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج، أو درسوا تعاليم الإسلام على يد معلمين سلفيين، أسهموا -بقوة- في نشر تلك الأفكار المتشددة بين أوساط مسلمي الصين.


ومع تعرض «الإيغور» للاتصال المباشر مع المتطرفين من تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، فإن عددًا من «الإيغور» والأقليات العرقية في الصين، اكتسبوا نزعة تكفيرية من رفقاء السجون، خاصة خلال النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي.
الايغور
الايغور
سوريا.. ملاذ الإيغور
ويدفع الإيغور الأموال لمهرّبين لنقلهم إلى تركيا ثم إلى سوريا؛ حيث يستطيعون تعلم التدريب على الأسلحة، ومن ثم العودة إلى الصين، ووفقًا لتقرير لوكالة «أسوشيتد برس»، يقدّر مسؤولون سوريون وصينيون أنه ما لا يقل عن 5000 من الإيغور قد ذهبوا إلى سوريا للقتال، ومن بين هؤلاء انضم عدة مئات لتنظيم «داعش».

وفي تقرير أعدته وكالة «فرانس برس» في سبتمبر 2018، بعنوان: «إدلب آخر وجهة للمقاتلين الأجانب في سوريا»، فمنذ عام 2015، كانت «إدلب» في الشمال السوري موطنًا لمجموعة معقدة من العناصر المناهضة للنظام السوري الذين لهم صلات بتنظيم القاعدة و«داعش»، ويشمل غير السوريين مقاتلين من أوزبكستان والشيشان والأقلية العرقية الإيغورية في الصين.
الإيغور
الإيغور
وقال سام هيلر، أحد كبار المحللين في مجموعة الأزمات الدولية: «هؤلاء أشخاص لا يمكن دمجهم في سوريا حقًّا، تحت أي ظرف من الظروف، ليس لديهم مكان يذهبون إليه، وقد يكونون مستعدين للموت على أي حال».

وبحسب ما نقلته وكالة «فرانس برس» يدفع الغضب، الإيغور للقتال إلى جانب تنظيم «القاعدة» في الحرب السورية، فيما انضم مقاتلون في حزب تركستان الإسلامي بعدما اكتسبوا خبرة قتالية في أفغانستان قبل التوجه إلى سوريا، والمساعدة في الحرب ضد قوات النظام السوري من إدلب في 2015.

«لقد صقلوا مهاراتهم إلى جانب «طالبان» أو «القاعدة» في باكستان وأفغانستان، قبل أن يتوجهوا إلى سوريا كحلفاء لفرع القاعدة هناك»، وفقًا للتقرير.

ويقول هيلر: «من هناك، أغاروا على مخزونات الأسلحة، ومنذ ذلك الحين كانوا من بين أكثر الفصائل قوة في الشمال، لذا فهم ليسوا مجرد مزحة».
هيئة تحرير الشام
هيئة تحرير الشام
ويقول تاور هامينج، المتخصص في الحركات الجهادية في معهد الجامعة الأوروبية إنه من المرجح أن يقاتل حزب تركستان الإسلامي في هجوم شامل، على الأرجح كحليف رئيسي في ساحة المعركة لهيئة تحرير الشام (تشكيل عسكري مشارك في الحرب الأهلية السورية، أسسته عدة فصائل عسكرية منتشرة في شمال سوريا).

ويقول تقرير نشر في ديسمبر 2017، لموقع "South china morning post" بعنوان «الغضب في الصين يدفع الإيغور للقتال إلى جانب تنظيم القاعدة في الحرب السورية استعدادًا للانتقام» إنه منذ عام 2013، سافر الآلاف من الإيغور، لسوريا لتدريبهم مع جماعة «تركستان» الإسلامية المتشددة في الإيغور، والقتال إلى جانب تنظيم القاعدة، حيث لعبوا أدوارًا رئيسية في عدة معارك.

"لكن نهاية حرب سوريا قد تكون بداية أسوأ مخاوف الصين، بحسب التقرير الذي نقله الموقع عن وكالة «أسوشيتيد برس»، الذي تحدث إلى أحد المقاتلين الذي قال: «أردنا فقط أن نتعلم كيفية استخدام الأسلحة ثم نعود إلى الصين».


ويقول مسؤولون صينيون إن الصين ستكون ضحية للإرهاب، ويتأثر الرجال الإيغور بالأيديولوجية العالمية المتطرفة، وفي المقابل هناك إجراءات شاملة لمكافحة الإرهاب في «شينجيانغ» الصينية تخلق دولة بوليسية ضخمة، وفقًا للتقرير.
"