ad a b
ad ad ad

اتهامات متبادلة.. «تحرير الشام» و«داعش» وجهًا لوجه في إدلب

الأربعاء 06/يونيو/2018 - 02:25 م
المرجع
سارة رشاد وآية عز
طباعة
أزمة جديدة طرأت على المشهد المعقد بمدينة إدلب السورية (شمالي غرب البلاد)، إذ دخلت ما تسمى بـ«هيئة تحرير الشام»، كبرى الفصائل المسلحة بالساحة السورية، في مواجهة مباشرة مع تنظيم «داعش» الإرهابى، عندما قام الجهاز الأمني للأولى، مساء أمس الثلاثاء، 5 يونيو 2018، بشن هجوم على ما اعتبره «معسكرًا تدريبيًا لداعش» بمدينة سلقين بريف إدلب، وتصفية 22 شخصًا، قالت الهيئة إنهم تابعين للتنظيم.

ووجهت «هيئة تحرير الشام» اتهامات لـ«داعش» بالوقوف خلف عمليات الاغتيال التي شهدتها إدلب في الشهور الأخيرة، إذ كانت الهيئة تتهم في السابق النظام السوري بتنفيذ عمليات الاغتيال في حق أفرادها لزعزعة استقرار المدينة المدارة من قبلها، إلا إنها استقرت، أمس، على تورط «داعش» في عمليات الاغتيال.

وبثت النوافذ الإعلامية التابعة لما يسمى بـ«هيئة تحرير الشام» مقاطع فيديو للاشتباكات التي قالت إنها استمرت لـ 12 ساعة، لاسيما اعترافات من قبل أفراد -بعضهم لم يتجاوز العشرين عامًا- وهم يتحدثون عن كونهم عناصر من «داعش»، أخذوا تعليمات بتكوين خلايا وتنفيذ عمليات اغتيال بإدلب.

واتساقًا مع ذلك، نشر رجل الدين السوري الموالي لـ«تحرير الشام»، عبدالرزاق المهدي، رسالة، عبر قناته على «تيليجرام»، طالب فيها «داعش» بالعودة إلى العراق بدلًا من إدلب لمحاربة قوات الحشد الشعبي.

وقال المهدي: إن «ظهور جماعة البغدادي على إدلب يساوي إبادة محققة لإدلب وأهلها والمهجرين والمهاجرين أيضًا»، وتابع: «لقد فقدتم مناطق كثيرة كانت تحت سيطرتكم كالأنبار وديالا والموصل.. فالواجب عليكم شرعًا وعقلًا ومنطقًا وواقعًا أن تستردوا تلك المناطق، خاصة المناطق التي سيطر عليها الحشد».

ورأى المهدي أن ترك «داعش» للعراق وتركيزه على إدلب فيه «إجرام وخيانة عظمى» -بحسب الرسالة- قائلًا: إنه حال بقى «داعش» في إدلب فستنتهي المدينة إلى أيدي النظام السوري، كما حدث مع مدينة الموصل العراقية والرقة السورية، اللتان كان التنظيم يعتبرهما عواصمه وانتهى بهما الأمر إلى استرداد الحكومات لهما.

على الجانب الآخر، أطلق «داعش» نوافذه الإعلامية للرد على «تحرير الشام»، نافيًا التهم الموجهة له بالوقوف وراء عمليات الاغتيال. موجهًا اتهامات مضادة قال فيها: «إن المجموعات التي قتلتهم (تحرير الشام) بدعوى أنهم خلايا داعشية، ما هم إلا نازحون من العراق تورطت الهيئة في قتلهم».

وربط «داعش» بين الخلايا التي تقول «تحرير الشام» إنها ضبطتها بـ«سلقين»، وقرار أمريكا، الخميس الماضي، 31 مايو 2018، بإدراج الهيئة على قوائم الإرهاب، إذ قال «داعش»، في مقال نشره عبر نوافذه الإعلامية: إن «تحرير الشام» سعت من خلال هذه الخطوة لمغازلة أمريكا.

على المستوى الميداني، قدرت شبكة «إدلب 24» عدد الاغتيالات التي شهدتها المدينة بـ93 حالة في صفوف قادة الفصائل المسلحة، وحلت «تحرير الشام» على رأس القائمة بـ41 حالة، لحقها «فيلق الشام» بـ10 حالات، ثم «الحزب التركستاني» بـ7 حالات، و«الأوزبك» بـ5 حالات، فيما جاء «صقور الشام»، و«مهجري الزبداني» بـ3 حالات لكل منهما، و«حراس الدين» (التابع لتنظيم القاعدة) بحالتين، و«أنصار التوحيد» بحالة واحدة.

إلى جانب ذلك، سقط أحد قادة ما يسمى بـ«تجمع المهاجرين والأنصار» من جنسيات غير سورية، لاسيما اغتيال 4 من أفراد «جيش العزة»، واثنين من «جيش إدلب الحر»، و3 من الشرطة المحلية بإدلب، بالإضافة لـ 11 مدنيًا.

وتعليقًا على ذلك، أرجع مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، الخلافات القائمة حول إدلب إلى كونها مدينة مهمة سواء لتركيا وأمريكا ورسيا، الساعين للسيطرة عليها، مشيرًا إلى أن تنظيم «داعش» يحاول استغلال هذا المشهد الملتبس للعمل على العودة عبر استقطاب منضمين جدد.

من جانبه، قال ربيع شلبي، العضو السابق بالجماعة الإسلامية، إن تنظيم «داعش» يعتبر محافظة إدلب والجزء الشمالي السوري من أهم المناطق السورية له في الوقت الحالي، وذلك لأنه في بداية دخوله سوريا عام 2014 كان يعتبر إدلب ولاية كبيرة تابعة له، وكان مسيطرًا على أجزاء كبيرة من أراضيها، والآن عقب خروجه من دمشق يريد أن يسترجعها من جديد.

ورجح شلبي، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن من بين الأسباب التي تدفع بـ«داعش» للاهتمام بالشمال السوري هو قربه من تركيا، التي تسعى إلى تمويل واحتضان أي تنظيم يتواجد في هذه المنطقة بحكم قربها من حدودها.

وتابع شلبي: «داعش» يدرك أن إدلب مدينة منتظرة لضربات كلً من النظام السوري وروسيا والتحالف الدولي، مرجحًا أن التنظيم يرغب في العودة للمشهد للصعود مجددًا إلى السطح.
"