الدُّب الروسي يتوغل في أدغال أفريقيا بـ«مكافحة الإرهاب» مع نيجيريا
في إطار الخطوات الحثيثة التي تُسجلها روسيا للمُضي قدمًا في علاقتها مع دول القارة السمراء، أعلنت وزارة الخارجية النيجيرية- عبر متحدثها الرسمي جورج أدوكبا- توقيع البلدين (روسيا ونيجيريا) اتفاقية مشتركة بينهما لمكافحة الإرهاب والجرائم العنيفة في الدولة الأفريقية.
وفي بيان رسمي نشرته وسائل الإعلام النيجيرية، صرح «أدوكبا» أمس الاثنين 3 ديسمبر 2018 بأن المعاهدة التي وقع عليها الجانبان قديمة وراسخة منذ عام 2009، وما استجد عليها مجرد التوقيع الرسمي في إطار تطوير آلياتها لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف؛ إضافة إلى إدارة القضايا القانونية المتعلقة بالعدالة الجنائية، بينما تم توقيعها رسميًّا في 27 نوفمبر 2018 بالعاصمة الروسية موسكو.
ولفت أدوكبا إلى أن وزير العدل الروسي، أوليغ بلوخوي قد مثل بلاده في التوقيع على الاتفاقية الثنائية بحضور وزير العدل النيجيري، أبو بكر مالامي، وسفير نيجيريا في الاتحاد الروسي، ستيف أوجبا، مشددًا على أن الاتفاقية تُعَدُّ خطوة مُهمة في سبيل تنمية العلاقات والمصالح بين الدولتين، كما أنها ستساعد بلاده في مكافحة الإرهاب وإيقاف تمويله.
وفي ما سبق طغى حضور كلٍّ من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية كلاعبين رئيسيين في المنطقة الأفريقية، إلا أن الخريطة تغيرت نسبيًّا مؤخرًا بتأهب الدب الروسي للعب دور يوازي الدور الغربي الآخر في المنطقة، وبالأخص في نيجيريا التي تُعاني بشدة من انتشار جماعات الإرهاب والعنف على أرضها وأبرز تلك الجماعات «بوكو حرام».
ففي يونيو 2018 اتفق البلدان على إنشاء محطة نووية لتوليد الطاقة في نيجيريا إلى جانب مركز أبحاث يهتم بالدراسة في الاستخدمات السلمية للطاقة النووية، كما دعا السفير الروسي في نيجيريا، نيكولاي أودوفيتشينكو خلال احتفالية أقامتها السفارة بمناسبة اليوم الوطني للاتحاد الروسي في يوليو 2017 إلى توطيد أواصر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، إضافة إلى استقبال بعثات للطلاب النيجيرين في بلاده.
وعلاوة على ذلك، نظم وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيكتوروفيتش لافروف لقاءً رسميًّا لنظيره النيجيري بموسكو في 30 مايو 2017 للنقاش بشأن التعاون الاقتصادي بين البلدين والاتفاق على تصدير المنتجات الروسية لنيجيريا، والمشاركة في أعمال البنية التحتية للبلاد، إضافة إلى الدعم العسكري للجيش.
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين قد بدأت مرحلة الزخم منذ قيام الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيدف في يونيو 2009 بزيارة رسمية لأول مرة إلى الأراضي النيجيرية، وذلك على الرغم من أن التمثيل الدبلوماسي بين البلدين ممتد منذ الستينيات.
فيما تذكر دراسة بعنوان العلاقات الثنائية بين روسيا ونيجيريا أصدرها مركز «Rudn» أن الفترة منذ 1960 أي مع بداية العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين إلى 1991 شهدت سعي الاتحاد السوفييتي إلى تعزيز علاقاته بنيجيريا بالتزامن مع نمو تيارات سياسية في البلاد الأفريقية تشجع الاتجاه إلى تعدد العلاقات الخارجية وعدم اقتصارها على طرف واحد، وبالأخص أن تلك الفترة قد شهدت أيضًا إعلان استقلال دولة نيجيريا عن المملكة المتحدة في 1960.
وأما في الفترة التي أعقبت تفتت الاتحاد السوفييتي زاد التوجه الروسي تجاه نيجيريا والدول الأفريقية بشكل عام، فطبقًا للورقة البحثية تصاعد التعاون بين البلدين بدءًا من الزيارات الرسمية والوفود المتبادلة مرورًا بالاتفاقيات التجارية والاقتصادية لخلق أسواق جديدة.





