ad a b
ad ad ad

يحملون آثار الماضي الإجرامي.. السجون البلجيكية أكبر مفرخة للإرهابيين

الإثنين 03/ديسمبر/2018 - 01:24 م
السجون البلجيكية
السجون البلجيكية
آية عز
طباعة

حذرت أجهزة الاستخبارات البلجيكية، الجمعة الماضية، من أن البلاد تواجه تهديدًا إرهابيًّا في الوقت الحالي؛ بسبب ازدياد نسب التطرف داخل السجون، وخطر معاودة العناصر المتهمة بالإرهاب لنشاطاتها؛ ما يشكل خطورة بالغة على الشارع البلجيكي.

 الاستخبارات البلجيكية
الاستخبارات البلجيكية
ووفقًا لتقرير صادر عن الاستخبارات البلجيكية، فإن السجون تضم في الوقت الحالى موقوفين بتهم الإرهاب بأعداد كبيرة للغاية وغير مسبوقة، مشيرًا إلى احتمال أن يُطلق سراح أولئك في غضون ثلاث أو خمس سنوات، وبالتالي سيشكلون نواة موجة تطرف جديدة في البلاد وفي العالم.

وقال التقرير إن بلجيكا كانت إحدى أكثر الدول المصدرة للعناصر الإرهابية المنضمة لتنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، وعاد ثلثهم إلى البلاد وهناك 150 منهم مازالوا يقومون بأفعال وعمليات إرهابية.
السجون البلجيكية
السجون البلجيكية
وتعتبر السجون البلجيكية وكرًا كبيرًا للجماعات المتطرفة في القارة العجوز، خاصة «داعش»، ففي 5 يونيو 2018 أعلن التنظيم الإرهابي عبر ما يُسمى مجلة «النبأ»، أحد المنابر الإعلامية التي يمتلكها، أن «بنجامين هيرمان» منفذ العملية الإرهابية الأخيرة التي تمت يوم 29 مايو 2018 في مدينة لييج شرقي بلجيكا، كان أحد العناصر الإرهابية الذين انضموا للتنظيم مجددًا، على يد أحد أعضاء «داعش» داخل السجون البلجيكية.

و«بنجامين هيرمان»، أحد المجرمين المسجلين فى الفئة «خطر»، بالسجون البلجيكية، وسجن أكثر من مرة، آخرها في سجن «لانفين» شرق بلجيكا، ثم اعتنق الإسلام، عقب دخوله السجن، وقام بتغيير اسمه من بنجامين إلى «بكر»، ثم بدأ يتقرب إلى العناصر المتطرفة المسجونة.

ولم يكن «بنجامين هيرمان» هو الأول الذي خرج من سجون بلجيكا متطرفًا لينفذ عمليات إرهابية، فإذا تتبعنا تاريخ الإرهاب في بلجيكا فسنجد أن أغلب منفذي العمليات الإرهابية، كانوا في الأصل سجناء واختلطوا بمتطرفين، منهم الإرهابيان خالد وإبراهيم بكراوي، اللذان نفذا هجومًا مسلحًا على مطار بروكسل ومحطة مترو مالبيك يوم 22 مارس عام 2016.
وزير الداخلية البلجيكي
وزير الداخلية البلجيكي «جان جامبون»
وبالاتفاق مع ما سبق، أكد وزير الداخلية البلجيكي «جان جامبون» في تصريحات سابقة له داخل البرلمان، أن هناك عددًا كبيرًا من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم «داعش» عادت إلى بلجيكا خلال عام 2017؛ بسبب الهزائم المتلاحقة التي تعرض لها تنظيمهم، وجميعهم أُلقي القبض عليهم وسُجنوا مع المتهمين الجنائيين، مشيرا إلى أن هناك نحو 40% من عناصر«داعش» العائدة من سوريا والعراق إلى بلجيكا يقبعون داخل السجون.

وبالاتفاق مع حديث وزير الداخلية البلجيكي، يبلغ عدد العناصر الإرهابية الذين يحملون الجنسية البلجيكية وانضموا إلى «داعش» سوريا والعراق خلال عامي 2013 و2014، نحو 457 بلجيكيًّا، أغلبهم من النساء والأطفال، عاد منهم ما يقرب من 121 عنصرًا إلى بلجيكا، و44 منهم داخل السجون، وذلك بحسب تصريحات المسؤولين في الحكومة البلجيكية.

وبحسب عدة تقارير إعلامية وأجنبية، فإن العناصر التابعة للجماعات المتطرفة تجتهد وتنشط داخل السجون في بلجيكا؛ بهدف إقناع السجناء الجدد بالانضمام إليها، من خلال بث عدة معاني وأفكار، مثل، أنهم هم الذين يمثلون الإسلام وأنهم حماة الإسلام، وأن القتال معهم يعني جهادًا في سبيل الله، ثم بعد ذلك يشرحون بعض المفاهيم الدينية بما يخدم أفكارهم الإرهابية، ويتلون عليهم بعض آيات من القرآن الكريم التي تحث على الجهاد، ويقومون بتفسيرها حسب ما يخدم أهواءهم المتطرفة، وإقناع السجناء بأنهم سيموتون شهداء وسيفوزون بالجنة، وبالفعل يقع الكثير من الشبان الأوروبيين تحت سيطرتهم، خاصة أنهم حديثو عهد بالإسلام ولا يعلمون شيئًا.
جبهة النصرة
جبهة النصرة
الماضي المجرم
وفي هذا الصدد نشر مركز دراسات الأمن الدولية للخدمات المتحدة في لندن، دراسة أسماها «ماض إجرامي»، تحدث فيها عن مستقبل الإرهابيين الأوروبيين، وأكدت تلك الدراسة أن السجون الأوروبية توفر إمدادات جاهزة من الشبان الغاضبين والمتمردين؛ من أجل الانخراط في الإرهاب.

وقام عدد من الباحثين الذين أعدوا الدراسة، بتحليل شخصية ما يقرب من 79 إرهابيًّا أوروبيًّا، أغلبهم لهم ماض إجرامي، ومعظمهم من بلجيكا وبريطانيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا، وجمعيهم إما سافر للقتال أو تورط في مخططات إرهابية بأوروبا.

وأكد المركز أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة، توجه حوالي خمسة آلاف أوروبي للشرق الأوسط للقتال في صفوف جماعات إرهابية، مثل تنظيم «داعش» وما تُعرف بـ«جبهة النصرة»، وأشارت الدراسة إلى أن 57% ممن شملتهم الدراسة كانوا في السجون قبل أن يتجهوا إلى التطرف، وهناك 27% أمضوا عقوبة في السجن بسبب أعمال إرهابية.

الكلمات المفتاحية

"