تمكين الحشد الشعبي.. خطة إيرانية للسيطرة على حدود العراق
لا تزال
المحاولات الإيرانية لتمكين الحشد الشعبي في العراق مستمرة، في ظلِّ مطالبات
للكيانات الموالية لإيران بدمج الحشد رسميًّا في الجيش العراقي، ومحاولة إيجاد دور
رسمي للكيان الطائفي، ومؤخرًا طالب قيس الخزعلي، زعيم ما يُسمى فصيل «عصائب أهل الحق»
المدعوم من إيران، بدور رسمي لـ«الحشد الشعبي» في تأمين الحدود مع سوريا.
ورأى مراقبون أن هذه المطالبات قد تكون تمت بإيعاز من إيران للسيطرة على الحدود عبر كيانات موالية لها، وهو ما سيُسهم في تسهيل عمليات التهريب الإيرانية عبر الحدود؛ خاصة في ظلِّ بحث النظام الإيراني عن ثغرة لفكِّ الخناق الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على نظام طهران بسبب العقوبات.
للمزيد.. إيران تحرق بلاد الرافدين بنيران «الحشد الشعبي» في العراق
تمكين الحشد
لم يكتف الخزعلي المدعوم إيرانيًّا بالمطالبة بوجود دور رسمي للحشد على الحدود مع سوريا، إلا أنه طالب بإسناد مناصب قيادية لقادة الحشد، داعيًا إلى توفير الحكومة للمعسكرات والمخازن لكي يتم خروج كل قوات الحشد الشعبي من داخل المدن السكنية، ولا يكون احتكاك فيما بينها وبين السكان، وتتوجه لأداء مهامها العسكرية والأمنية المطلوبة.
ودعا الخزعلي القائد العام للقوات المسلحة أن يستثمر الحشد الشعبي في أكثر من مهمة حسب الحاجة، كما ذكرنا مسألة تأمين الحدود، وأضاف: «تهديد داعش للعراق لم ينتهِ، ما دامت سوريا غير مستقرة، والحشد الشعبي أثبت أنه الجهة العسكرية الأكثر التي تجيد التعامل مع داعش خلال تجربتها، وبالتالي وجودها على الحدود العراقية مع سوريا يشعر العراقيين بالاطمئنان أكثر، وهذه تعتبر أولوية الآن قياسًا إلى المسائل الأخرى».
وجاءت مطالبات الخزعلي وسط مطالب لسياسيين عراقيين بنزع سلاح الحشد الشعبي، مشيرين إلى أن الفصيل مسؤول عن انتهاكات ارتُكبت على نطاق واسع في العراق، إضافة إلى المطالب الأمريكية السابقة لأعضاء في الكونجرس الأمريكي سابقاً لفرض عقوبات على فصيل الخزعلي لتلقيه دعمًا من إيران، خاصة في ظلِّ المساعي الأمريكية لمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي على ممر استراتيجي في أراضٍ تمتد من طهران إلى بيروت.
سيطرة الفصائل على الدولة
وقال المحلل العسكري العراقي، زياد الشيخلي، في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن مطالبة قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق بدور لفصائل الحشد في حماية الحدود العراقية السورية ليست بالجديدة، وإنما أثيرت لأكثر من مرة، وذلك بسبب وجود قوات أمريكية على بعض مناطق الشريط الحدودي من الجهة السورية لحماية وإسناد الفصائل الكردية السورية، كما أن المطالبة الأخيرة جاءت بعد أن قامت القوات الأمريكية بالإسناد والتموين الجوي لقوات الجيش العراقي الموجودين قُرب الحدود العراقية السورية.
المحلل العسكري العراقي أوضح أن الخزعلي يعتبر أن هذا الإسناد سيجعل من قوات الجيش أقوى، وتستطيع أداء واجباتها في الدفاع عن الوطن بكل مهنية، وبهذا سيكون دور الحشد أضعف وأقل أهمية بعد أن تم القضاء على تنظيم داعش، وانتفاء الحاجة للحشد مستقبلا، رغم كل ما قامت به الحكومة العراقية من تشريع لقانون جعل الحشد مؤسسة عسكرية تنطوي تحت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، وكذلك المطالبة بتخصيصات مالية؛ من أجل تسليح وتمويل قوات الحشد.
وتابع «الشيخلي»، ما زالت هذه المطالبات في زج عناصر الحشد الشعبي في واجبات هي مخصصة بالأساس لقوات الجيش وقوات الحدود لا تتعدى كونها دعاية إعلامية لكسب الوقت، لاسيما أن إيران تسير تحت ضغط العقوبات الدولية، وعدم قدرتها على تسليح وتمويل بعض فصائل الحشد الموالية لولاية الفقيه في إيران، والذي يؤثر على المخطط الأكبر، وهو إكمال الطريق البري الممتد من طهران حتى بيروت مرورًا بالعراق وسوريا والمعروف بـ«الهلال الشيعي».
وأضاف المحلل السياسي العراقي، أن الحكومة العراقية مازالت ضعيفة في مواجهة مثل هذه التصريحات، والتي تؤثر سلبًا على العلاقات الدولية، وكذلك على الشارع الداخلي في العراق وإعطاء مبرر وتأكيد على أن الدولة تحت سيطرة قيادات وعناصر هذه الفصائل، وبالتالي هذا التدخل اللامنطقي يؤثر على أداء القوات الأمنية العراقية في أداء واجباتها، لاسيما أن الكثير من فصائل الحشد توجد مع بعض قوات الجيش والشرطة، وهذا يؤدي إلى تشتيت الأوامر وتقاطعها ما بين الأمر العسكري والأمر السياسي، وبالتالي يؤثر على تنفيذ الواجب، وزيادة التقاطعات فيما بينها.





