مقتل «كوفا» يثير تساؤلات حول مصير«نصرة الإسلام والمسلمين» بأفريقيا
أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، أمس الجمعة، شن قوات «برخان» الفرنسية المتمركزة داخل الأراضي المالية (عملية جارية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي)، عملية عسكرية ليلة الجمعة بوسط مالي تمكنت من قتل 30 إرهابيًّا، يرجح أن يكون من بينهم أمادو كوفا نائب جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، وهي جماعة إرهابية تكونت في مارس 2017 بعد اندماج أربع حركات مسلحة مشاركة في الصراع في شمال مالي، وتشكل خطورة بالغة في منطقة الساحل والصحراء الأفريقي.
وتسعى القوات الفرنسية للقضاء على حركة تحرير «ماسينا» المنتمية للجبهة، ووفق بيان لقيادة أركان الجيش الفرنسي قامت القوات صباح الجمعة بعملية كبيرة في منطقة إقليم موبتي على الحدود المالية الموريتانية، سبقها عملية قصف جوي شنته قوات الطيران في تلك المنطقة.
للمزيد..ردًا على إدراجها في قوائم الإرهاب.. «نصرة الإسلام» تُشعل مالي بهجمات انتقامية
في سبتمبر الماضي أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية، جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الناشطة في مالي على قوائم التنظيمات الإرهابية، ومنذ ذلك التوقيت تقوم بالعديد من العمليات الإرهابية، ففي أكتوبر قامت بالهجوم على مقرِّ القوات الأمميَّة في بير بتمبكتو شمال مالي؛ ما أدى إلى مصرع جنديين، وإصابة 11 آخرين تابعين لقوات حفظ السلام في مالي «ميونيسما»، كما شنت هجومًا على مقرِّ السفارة الفرنسية في مدينة واجادوجو، عاصمة بوركينافاسو؛ ما أودى بحياة نحو 30 شخصًا.
وكان وزير الأمن المالي ساليف تراوري، قد صرح الأربعاء الماضي، خلال افتتاح المنتدى الأفريقي للأمن بالرباط، بأن الحدود الواسعة بين دول الساحل والصحراء تساعد على نشاط الجماعات والتنظيمات الإرهابية؛ ما يعمل على تقوية شوكتهم، واستغلال المساحات في تهريب المخدرات، وتجارة البشر، بسبب غياب الرقابة اللازمة.
للمزيد..نهاية الحلم القطري في مالي.. «نصرة الإسلام» على قوائم الإرهاب
وتعلق الدكتورة أميرة عبدالحليم، خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على ذلك بالقول: إن الجماعة الإرهابية لن تتأثر بوفاة أمادو كوفا؛ لأنها تتلقى دعمًا كاملًا ومباشرًا من تنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وأكدت في تصريح لـ«المرجع»، أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ربما ترد بقوة في الفترة المقبلة بالقيام بالعديد من العمليات الانتحارية الإرهابية، والتي ستشكل خطورة بالغة على القوات المالية والفرنسية ، محذرة من أن هذه العمليات ستحدث فوضى واضطراب.
وأفادت خبيرة الشؤون الأفريقية بأن «نصرة الإسلام والمسلمين» تستغل المناطق الحدودية الموجودة بين دول الساحل والصحراء؛ لإعادة تشكيل الجماعة مرة أخرى، والقيام بعملياتها ضد القوات النظامية والأممية في البلاد.
فيما صرح أبوالفضل الإسناوي، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، بأن هناك 3 سيناريوهات لمستقبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أولها أنه سيكون هناك صعود للعمليات الإرهابية في الفترة المقبلة ضد القوات الفرنسية، وثانيها أن الجماعة لن تتأثر بمقتل أمادو كوفا، وسيتم تصعيد أحد قادة الصف الثاني ليحل محله، وثالثها أن الجماعة ستذهب لفكرة الانتشار البديل، وهو القيام بعمليات في المناطق التي تسيطر عليها مثل بحيرة تشاد، وبوركينا فاسو.
وأوضح الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية في تصريح لـ«المرجع»، أن القوات الفرنسية حققت نجاحات في تلك المنطقة، في توجيه ضربات استباقية للجماعات الإرهابية.





