مؤتمر «الوحدة الإسلامية».. أداة إيران لـ«اختراق» الدول العربية
كثيرةٌ هي المؤسسات والبرامج والمنابر الإيرانية التي يتخذها «نظام الملالي»، وسيلةً للتغلغل والنفوذ في المنطقة العربية، ويُعد «أسبوع الوحدة الإسلامية»، الذي يعقد سنويًّا في طهران، أبرز هذه المنابر والبرامج؛ إذ يشكل إحدى أدوات السياسة الخارجية الإيرانية للتمدد والنفوذ في المنطقة، إضافة إلى أنه وسيلة إرهاب تمارسه طهران على بعض دول الجوار تسعى من خلاله إلى نشر الفوضى في أراضيهم.
ويبدأ المؤتمر أعماله في طهران، اليوم السبت 24 من نوفمبر ويستمر حتى 26 من الشهر نفسه، وذلك بمشاركة 400 شخصية دينية وثقافية وسياسية من 100 دولة، حيث سيشارك نحو 10 وزراء و 20 مسؤولًا حكوميًّا رفيعًا، و40 مفتيًا وعشرات المفكرين من مختلف دول العالم الإسلامي.
وينظم المؤتمر الذي يجمع العديد علماء الدول الإسلامية، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وهو مؤسسة إيرانية تهدف إلى نشر التشيع، وتوفير سبل التغلغل الإيراني في الدول العربية والإسلامية.
ويعتبر المؤتمر، ملتقى لكل الجماعات المقربة والموالية لإيران؛ حيث تشكل فيها فرصة قوية للاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري في وضع مخططات طهران للعام المقبل، وكثيرًا ما يحمل الحاضرون الأهداف الجديدة التي تسعى إيران إلى تحقيقها.
وخلال السنوات الماضية استقبل المؤتمر الإيراني، العديد من قادة الجماعات الإسلامية، كجماعة الإخوان وفروعها في المنطقة.
وجزء كبير من حضور المؤتمر هم أنفسهم أعضاء في ما يسمى بـ«اتحاد علماء المسلمين»، الذي أسسه مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي، ومن هؤلاء: مفتي عام سلطنة عمان، أحمد الخلیلي، وهو نائب رئيس «اتحاد القرضاوي»، وخالد المُلا، رئيس جماعة العلماء السنة في العراق (إخوان العراق)، وغيرهم من قيادة الإخوان.
كما يشارك في المؤتمر شخصيات تتلقى دعمًا إيرانيًا، أو تربطها علاقات وطيدة مع طهران، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، والرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، وقرابة 12 من وزراء الخارجية، والأوقاف، والشؤون الدينية، والمفتين.
للمزيد أدوات تصدير الثورة الإيرانية في الشرق الأوسط (1-3)
بين فلسطين والمذهبية
ودأبت إيران منذ تأسيس جمهورية الملالي على يد «الموسوي الخميني»، على المتاجرة بقضية فلسطين، واليوم وفي ظل فرض عقوبات أمريكية عليها، وتراجع شعبيتها في الشارع العربي، وانكشاف أدواتها الإرهابية في المنطقة، قررت طهران أن يكون المؤتمر تحت عنوان: «القدس.. محور وحدة الأمة»، ودعم ما وصفتهم بالمقاومة وهي جماعات مسلحة تعمل وفقًا للأجندة الإيرانية في المنطقة، حيث سيشارك زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، في المؤتمر وسيلقي كلمة عن طريق «الفيديو كونفرانس»، في متاجرة سنوية بالقضية الفلسطينية.
ويشكل حضور النظام الإيراني في أي مكان سببًا في اشتعال النعرات المذهبية والطائفية وظهور الجماعات المسلحة، ورغم أن عنوان المؤتمر «الوحدة الإسلامية»؛ إلا أن كل تحركات إيران في الدول العربية والمنطقة تدعم النعرات المذهبية والجماعات المتطرفة من الشيعة والسنة كجماعة الإخوان وتنظيم القاعدة.
للمزيد المذهبية الدينية.. سلاح إيران للتغلغل في اليمن
ويقول الخبير في الشأن الإيراني، الدكتور محمد بناية: إن ايران لديها عشرات المؤسسات التي تعتبر أحد أذرع سياستها الخارجية لتنفيذ مخططات المرشد علي خامنئي، وفي مقدمتها «المجمع العالمي لأهل البيت»، والذي يعد مؤسسة دينية تهدف إلى خلق أصدقاء وحلفاء لطهران في الدول السنية، وكذلك يعمل كستار لتغلغل إيران داخل الدول العربية والإسلامية.
وأضاف «بناية»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن البعد المذهبي في السياسة الخارجية الإيرانية يشكل أساس تحركات طهران في المنطقة العربية والدول الإسلامية؛ فإيران عبر مؤسساتها الدينية وتحت شعارات الوحدة والتقريب بين المذاهب، ودعم المستضعفين، تتغلغل في الدول العربية والإسلامية.
ولفت الخبير في الشأن الإيراني، إلى أن غالبية الحاضرين (إن لم يكن جميعهم) لهذا المؤتمر، هم صوت إيران، والمدافعين عنها في الدول العربية والإسلامية، أي أن طهران تخترق المؤسسات الدينية الرسمية في المنطقة تحت شعارات التقريب بين المذاهب أو المقاومة وغيرها من هذه الشعارات التي يجيد النظام الإيراني الترويج لها، ليحصل على نفوذ قوي وأدوات تدعم سياساته ومخططاته الخارجية.
وأوضح «بناية»، أن مؤتمر هذا العام يشكل أهمية قصوى لنظام الملالي، إذ تسعى إيران من خلاله إلى الحصول على دعم معنوي وسياسي ضد العقوبات الأمريكية على طهران، وهو ما يوضح الدعوات الكثيرة التي وجهها «المجمع العالمي لأهل البيت»، وهو مؤسسة إيرانية تتبع المرشد خامنئي إلى العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والثقافية من أجل حضور المؤتمر وفي مقدمتهم وزراء ومسؤولين حكوميين، أى أن إيران تسعى لاستثمار هذا المؤتمر إلى أقصى درجة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة والدول الإسلامية.





