ad a b
ad ad ad

«الإخوان وإيران».. أزلية الاستبداد باسم الدين

الجمعة 23/نوفمبر/2018 - 05:26 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

ظنّ المتابعون للشأن الإيراني، أن قطيعة 34 عامًا لن ينهيها عِناق حار بين الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، والرئيس المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسي، في اللقاء العابر الذي جمع بينهما بالرياض خلال القمة الإسلامية التي دعا إليها العاهل السعودي في صيف 2012، بيد أن «مرسي» سافر إلى طهران، ثم ردّ «نجاد» الزيارة، وحضر إلى القاهرة في مايو 2013، كأول رئيس إيراني يزور مصر منذ عام 1979.


الرئيس الأسبق أحمدي
الرئيس الأسبق أحمدي نجاد

كان غريبًا أن يتفق «مرسي ونجاد» على فتح سفارة إيرانية في مصر، التي تعد أكبر القوى الإقليمية في المنطقة، وترى نفسها قوة سياسية مناهضة لإيران ذات الأغلبية الشيعية، وما تمارسه من اضطهاد للسّنة على أراضيها، لكن سياسة البحث عن الحلفاء، دفعت الإخوان إلى الاستقواء بالنظام الإيراني والتطبيع مع دولة الملالي، في عام حكم الجماعة (2012-2013).

بسؤال أحد شباب الإخوان -طلب عدم ذكر اسمه- عن تقييمه للعلاقة بين الجماعة وإيران، قال: «طهران مثل بيت الخلاء، نعلم نجاسته لكننا نحتاج إليه»، يمكن في ضوء هذه العبارة فهم السياسية الإخوان تجاه الشيعة وإيران؛ إذ كانت الجماعة تحرض على الشيعة في الداخل، وتغض الطرف عنهم فيما يتعلق بإيران، باعتبارهم مصدر دعم مالي وقوة عسكرية، إذا اقتضى الأمر الاستعانة بتجربة الحرس الثوري، التي أراد الإخوان تطبيقها في مصر.

بعدما أُزيح الإخوان عن الحكم إبان ثورة 30 يونيو 2013، توالت اجتماعات قيادات الجماعة الهاربين في قطر وتركيا؛ إذ التقى «إبراهيم منير»، الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان، بعدد من القيادات الشيعية المقربين من مرشد الثورة الإيرانية، بينهم: «محسن الآراكي» أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، وأحمد الحسني القيادي الشيعي، على هامش المؤتمر الدولى العاشر لمنتدى الوحدة الإسلامية، الذي عُقد في العاصمة البريطانية يوليو 2017.



 ثروت الخرباوي، الباحث
ثروت الخرباوي، الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية

مصلحة الجماعة قبل الدين

يمكن فهم أسباب تنحية الخلافات المذهبية بين الإخوان كتنظيم سُّني، والدولة الشيعية، من خلال إعادة النظر في العلاقة التاريخية التي بدأت منذ أربعينيات القرن المنصرم، عندما قدّم حسن البنّا، مؤسس الجماعة، مصلحة «الإخوان» على الدين.


وبحسب الدكتور ثروت الخرباوي، الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية، فإن هناك وثيقة تاريخية ترصد زيارة روح الله مصطفى الموسوي الخميني عام 1938، إلى المقر العام لجماعة الإخوان، وتوثق لقاء خاصّ تمّ بين المرشد الأول للجماعة و«الخميني»، الذي أصبح فيما بعد مفجر الثورة الإيرانية.


وعندما تبنى الأزهر الشريف سياسية التقريب بين المذاهب، زار رجل الدين الإيراني محمد تقي القمي مصر، والتقى مؤسس الجماعة، وشاركا في اجتماعات التقريب بين المذاهب؛ لذا تزخر شوارع طهران بلافتات إعلانية، تظهر عدد من مؤسسي الحركات الإسلامية؛ إذ تضم حسن البنا، ومنظر الإخوان سيد قطب، يجاورون «الخميني» وقائد تنظيم « حزب الله» حسن نصر الله.


كما يُوصف يوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية السابق بجماعة الإخوان، بـ«عرّاب» العلاقة بين الإخوان وإيران، لا سيما أنه تلقى  دعمًا اقتصاديًّا ضخمًا من إيران، بعد أن استقر في سويسرا، عند أحد الإخوان المقيمين هناك، وهو «إبراهيم صلاح» الذي ساعده في الحصول على مشروع تخطيط العاصمة الإيرانية، وتلقى مقابل هذا المشروع نحو مليار دولار.


وفسّر الباحث محمد سيد رصاص، في كتابه الذي حمل عنوان «الإخوان المسلمون وإيران الخميني - الخامنئي»، الدوافع الإيرانية في الدفاع المستميت عن الإخوان في مصر، وحركة النهضة التونسية، وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بأن «مرسي» كسر حظرًا فرضه سلفاه على نفسيهما بعدم زيارة طهران، وطرح مبادرة تشكيل مجموعة اتصال رباعية، تضم القاهرة والرياض وأنقرة وطهران؛ من أجل معالجة الوضع السوري، ورفضتها السعودية بوعي بخطورة إشراك إيران في شأن عربي، هي جزء من المشكلة فيه.


وقال: «تجاهلت الجماعة الشواهد المؤكدة بأن التقارب بين مصر بقيادة الإخوان، وإيران الخمينية، لن يكون في صالح العرب ولا المسلمين بأي حال من الأحوال، في ظل ما تقوم به إيران من أعمال تخريبية في أكثر من ساحة عربية، وسعيها إبراز هوية أطماعها الفارسية، التي تعتبر الإسلام عدوها اللدود لقضائه على الإمبراطورية الفارسية، وهذا العداء الذي ظل الفرس يتوارثونه جيلًا إثر جيل».


للمزيد.. «الإخوان» وإيران.. جذور واحدة وفروع متشابكة وعلاقات بلا مستقبل

"