«المولد النبوي».. فصل جديد من تطويع السيرة لخدمة إرهاب الإخوان

على مدار تاريخها، لا تكف جماعة الإخوان عن عملية الإسقاط الزائف للسيرة النبوية المشرفة على ما تمر به الجماعة الارهابية من أحداث، إذ اختلقوا منهجًا سمُّوه «الحركية»، زعموا خلاله أنهم يتلمسون طريقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القيادة، باعتباره زعيمًا سياسيًّا؛ لذا يصبح من اليسير إقناع النشء بأن دعوة الإخوان تساوي الإسلام، وأن مهمتهم الحفاظ على الدولة التي أسسها النبي.

يتجلى ذلك في بيان مُذيل بتوقيع المكتب العام، أصدرته «الإخوان» صباح اليوم السبت، لإحياء ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، عبر القول بأن تدبر السيرة النبوية في هذه المرحلة التي وصفوها بـ«المخاض»، لازمة لتصحيح المسار، وضبط البوصلة واستنفار الطاقة؛ بعدما خيم الإحباط على النفوس.

وحمل بيان الإخوان مواقف عدة للنبي كزعيم سياسي، سعت الجماعة من خلاله توصيل رسالة إلى أتباعهم، منها أن الرسول كان «يُهادن دون أن يساوم، يصنع الرجــال الذين هم أساس أى تغيير، يفتش عن أولئك الذين يصلحون لحمل تلك الرسالة إلى العالمين».

واختتم البيان: علينا أن نراجع حالنا على السيرة، ونقيس أمرنا إليها، وأين نحن من سنته في حياتنا ومعاملاتنا، في دعوتنا وجهادنا.. وجب العضُّ عليها بالنواجز كي لا يأتى ذاك الميلاد الجديد مشوهًا.

تناقضات

في بداية حياته، حين كان حسن البنّا، (مؤسس جماعة الإخوان 1928)، مريدًا للطريقة «الحصافية»، احتفل بالمولد النبوي بطقوس صوفية _ قبل أن يحرمها فيما بعد_ إذ أورد في سيرته الذاتية المعنونة بـ«مذكرات الدعوة والداعية»، أنه كان يخرج في موكب كل ليلة من بداية ربيع الأول إلى الثاني عشر منه، وذلك بعد الانتهاء من «الحضرة».

وبيّن أنه كان يُحيي الليلة بالخروج بعد العشاء في موكب، وهو يردد الأناشيد والقصائد التي تتغنى بها الطريقة «الحصافية»، ويطوفون القرية والبيوت، كما يوزعون الشربات والقهوة والقرفة، لكن مؤسس الإخوان تغير موقفه فيما بعد، وانتقد خروج الطرق الصوفية في مواكب الاحتفال بمولد النبي؛ قائلًا:«أيرضى النبي بهذه الخزعبلات التي ابتدعها القوم بعده؟، فجاءت مهزلة وأي مهزلة بهذه الجماعات الكسولة التي لا تجتمع في الميادين لتخيف العدو أو تنصر الدين، بل لتزعج السكان ليلًا بالصياح وقرع الطبول».

وفي باب بعنوان: «الإصلاح المالي»، أوصى البنّا في مذكراته، بأن يجمع مكتب الإرشاد من الإخوان قرشًا في رمضان وقرشًا في مولد الرسول؛ لدعم الموارد الاقتصادية للجماعة، إذ اعتبر ميلاد الرسول مناسبة يمكن أن يستغلها بفرض رسوم يدفعها الأعضاء طالما تقتضي الحاجة ذلك.

 للمزيد:الهجرة النبوية المشرفة.. عظم الإسلام تاريخها ودنسه الإخوان