ad a b
ad ad ad

فقدان الحلول السريعة السبب.. مطالبات غربية بمساعدة العرب في القضاء على الإرهاب

الإثنين 12/نوفمبر/2018 - 06:09 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

تعتمد التنظيمات الإرهابية، على ما يُسمى بـ«الذئاب المنفردة» لتعظيم دورها الإرهابي في البلاد الغربية، ومع تتابع الأحداث في أكثر من منطقة بالعالم، يرى خبراء الإرهاب أن استخدام الحلول السريعة في مواجهة التطرف لن يجدي نفعًا، مطالبين الدول العربية والإسلامية بالمزيد من الدعم عن طريق تقديم كل المعلومات المتعلقة بالإرهابيين لأجهزة الأمن الأوروبية.

فقدان الحلول السريعة

ويقول الدكتور أنتوني بيرجين، المحلل في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي وكلية الأمن القومي بـ«ANU»: «إن الأسلحة التي يستخدمها الإرهابيون المنفردون أصبحت مألوفة، لكن على الرغم من ذلك ستظل مكافحة الإرهاب سياسة معقدة وديناميكية، ولن تجدي معها أي حلول سريعة، كما سيكون هناك دائمًا بعض المبادلات والنتائج غير المقصودة».

 

ويستعرض «بيرجين»، في مقال له بعنوان «لسوء الحظ.. ليس للإرهاب حلول سريعة»، عددًا من التدابير التي يمكن أن تلجأ إليها الدول لمواجهة انتشار الإرهابيين في التجمعات، من أجل تقليل خطر «الذئاب المنفردة».

 

ويؤكد المحلل في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، «وقّعت أكثر من 1000 شركة في جميع أنحاء البلاد على خطة تدريبية لمدة ساعة واحدة يمكن أن تساعد في منع الهجمات الإرهابية.. التدريب قد يغطي كيفية اكتشاف علامات السلوك المشبوه وما يجب فعله إذا وقع هجوم»، مشيرًا إلى أنه من الصعب تتبع «الذئاب المنفردة» الذين يعملون خارج إطار خلية إرهابية منظمة.

 

ويضيف «بيرجين»، «من الصعب العثور على هؤلاء اللاعبين الوحيدين؛ لأن قوات مكافحة الإرهاب ضد الجماعات المنظمة يمكن أن تستفيد من الذكاء البشري وكذلك مراقبة الاتصالات».

 

للمزيد.. بعد اعترافها بالخطر.. سيناريوهات أستراليا لتقويض الإرهاب

فقدان الحلول السريعة

وأشار «بيرجين»، إلى هجوم نفذه انتحاري، في أستراليا يوم الجمعة الماضي، قائلًا: «إن المنفذ مهاجر صومالي جاء إلى أستراليا في الثمانينيات أو التسعينيات من القرن الماضي، وربما كان له صلات بأعضاء متطرفين في المجتمع الصومالي وكان معروفًا لدى المنظمات الإرهابية، وتم إلغاء جواز سفره في عام 2015 بعد محاولته السفر إلى سوريا ولكن لم تتم مراقبته بنشاط، وأنه في الغالب بنى توجهاته وفقًا لأصول راديكالية، وتم تجنيده على الإنترنت».

 

ويقول البروفيسور بوعز غانور، خبير مكافحة الإرهاب: «إنه في هجوم الذئب المنفرد، يبدأ كل شيء وينتهي في ذهن مرتكب الجريمة، لكن العديد من الجهات الفاعلة الوحيدة تعطي مؤشرات سابقة على الشبكات الاجتماعية؛ لذلك هناك حاجة ماسة لتطوير قدرات استخباراتية مفتوحة المصدر عندما يتعلق الأمر بمواجهة الجهات الفاعلة الوحيدة».

 

وبحسب «غانور»، فإن «هذا يعني استغلال جمع وتحليل البيانات عالية التقنية في الوقت الحقيقي حول وسائل الإعلام الاجتماعية لتحديد المهاجمين قبل وقوع الحادث».

 

للمزيد.. «داعش» يُطلق ذئابه على أستراليا لحفظ ماء وجهه أمام داعميه

فقدان الحلول السريعة

ووقعت في أستراليا، صباح يوم الجمعة الماضي 9 نوفمبر 2018، عملية طعن أسفرت عن مقتل مواطن، وإصابة اثنين آخرين، وسارع تنظيم داعش الإرهابي، بإعلان مسؤوليته عن الحادثة، مؤكدًا أن العملية نفذها أحد ذئابه المنفردة استجابة لاستهداف رعايا دول التحالف الدولي التي عاونت القوات السورية والعراقية على هزيمة التنظيم الإرهابي.

 

ونفذ الهجوم شابٌ مهاجرٌ من أصل صومالي، يُدعى «حسن خليف علي»، ويبلغ من العمر 30 عامًا، ومعروف لدى أجهزة الاستخبارات الأسترالية، وذلك حين أضرم النيران في شاحنة بها أسطوانات غاز كان يستقلها في شارع بورك وسط مدينة ملبورن، ثم طعن ثلاثة أشخاص كانوا يقفون على مقربة من المكان، قبل أن تحضر الشرطة وتُطلق عليه الرصاص، ونقل جميع المصابين إلى المستشفى؛ حيث تُوفي أحد الضحايا ومنفذ الهجوم متأثرين بجراحهم.

 

وفجَّر الهجوم الذي نفذه «خليف»، مطالب في أستراليا بضرورة تعاون الدول الإسلامية في إمداد الغرب بالمعلومات بشأن المهاجرين أصحاب الأفكار المتطرفة، أو فيمن يُشتبه بهم للمساعدة في مواجهة الإرهاب، وإيقاف سقوط الضحايا.

 

وطالب وزير الشؤون الداخلية الأسترالي بيتر دوتون، الجالية المسلمة بالعمل بشكل أوثق مع الشرطة لمنع الهجمات الإرهابية، فيما يبدو أنه يتهم القادة المسلمين بإخفاء المعلومات عن السلطات.

 

وأشار «دوتون»، إلى أن هناك محاولة لإعادة اختبارات أكثر صرامة للحصول على الجنسية الأسترالية، وضغط من أجل تمرير سريع للقوانين لمنح الشرطة القدرة على كسر الاتصالات المشفرة.

 

وفي تصريحات صحفية عقب الحادث، قال وزير الداخلية الأسترالي: «ندائي هو للناس - داخل المجتمع الإسلامي على وجه الخصوص  - إذا كان لديك معلومات، وإذا رأيت سلوك فرد من أفراد العائلة، أو شخصًا ما في مكان عمل، يسبب لك القلق عليك تقديم تلك المعلومات».

 

ومنذ عام 2005، وقعت في أستراليا 7 هجمات إرهابية، وتم إحباط 18 هجومًا آخر، وكانت ملبورن هدفًا لما يقرب من نصف هذه الهجمات، كما ألقت الشرطة القبض على 41 شخصًا بسبب الاشتباه في قيامهم بنشاط إرهابي بفيكتوريا.

"