يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

صراع «بونتلاند ــ صوماليلاند».. «غذاء دسم» للإرهاب في الصومال

الخميس 08/نوفمبر/2018 - 12:42 م
المرجع
آية عز
طباعة

دارت خلال الـ48 ساعة الماضية رحى قتال عنيف بين قوات إقليم أرض الصومال أو ما يُعرف بـ«صوماليلاند» (منطقة حكم ذاتي تقع شمال الصومال)، وقوات ولاية أرض البنط أو ما تُعرف بــ«بونتلاند» (تقع شمال شرق الصومال وتتبع محافظة سول)؛ بسبب منطقة «توكارق» المتنازع عليها من قِبل الجانبين؛ إذ استخدمت الأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون في تلك المعارك الطاحنة.


وفي تقرير صادر مؤخًرا عن الأمم المتحدة، فإن الصراع بين الإدارتين على منطقة «توكارق»؛ تسبب في تسلل عناصر إرهابية خارجة عن القانون؛ لتتوغل تلك العناصر في شمال الصومال، وبالتالي أصبحت تُشكل خطرًا كبيرًا على الأمن في الصومال.


وأكد التقرير، أن الفوضى التي حلّت بمنطقة «توكارق»، أعطت فرصة من ذهب، للعناصر الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي وحركة الشباب المجاهدين الصومالية المصنفة إرهابية؛ لتنفيذ هجمات في شمال الصومال.


فيما أكد «مركز مقديشو للدراسات السياسية والإستراتيجية»، أن عددًا من تسللوا إلى شمال الصومال، خلال فترة النزاع بين الإدارتين، بلغ نحو2000 عنصر إرهابي تابعين لحركة الشباب، استطاعوا أن يتخذوا بعض القرى الواقعة في الشمال كمعاقل أساسية لهم وجعلوها نقطة انطلاق لعملياتهم.

صراع «بونتلاند ــ

فوضى متفشية

من جانبه قال محمد عزالدين، الباحث في الشؤون الأفريقية: إن الصومال من أكثر البلدان التي تشهد عدم استقرار، ويوجد بها نزاعات سياسية كثيرة؛ لذلك يواجه الصومال خطر وجود التنظيمات الإرهابية بشكل مستمر.


وأكد «عزالدين» في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن أي صراع في أي إقليم صومالي، يُشكل خطرًا على بقية الأقاليم؛ لأن العناصر الإرهابية تتسلل للأقاليم الأخرى مستغلة حالة الفوضى المتفشية.


وأشار الباحث في الشؤون الأفريقية، إلى أن هناك بعض الدول الأجنبية التي تستغل حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي في الصومال وغيرها من بلدان القرن الأفريقي، وتدعم الجماعات الموجودة في تلك البلدان بل وتساعدهم في التوغل والتسلل لتحقيق مصالح شخصية لهم، والصومال واحد من الدول الأفريقية التي تقع ضحية أطماع دول أخرى.

خالد الزعفراني
خالد الزعفراني

فوضى غذاء دسم

يرى خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الصراع القائم بين الإدارات المختلفة في الصومال، عاملًا أساسيًّا لتوجد الإرهاب، لأن الفوضى هي الغذاء الدسم والملاذ الآمن لأي تنظيم إرهابي.


وأوضح «الزعفراني» لـ«المرجع»، أن الصومال لم ولن ينعم بالاستقرار طالما لا يوجد حل لإنهاء الصراع الدائم بين الأقاليم والإدارات المختلفة، مؤكدا أن القضاء على الإرهاب ومحاربته في الأراضي الصومالية يتوقف على استقرارها.


للمزيد: «القراصنة والخلافات القبلية».. أسلحة حركة الشباب لنشر الإرهاب في الصومال

"