رجل إيران.. حزب الله يضغط لتولي «فالح الفياض» «الداخلية العراقية»
دائمًا يقترن اسم فالح الفياض، رئيس الحشد الشعبي بالعراق سابقًا بحالة من الجدل، خاصة أنه دائم الترشح لمناصب حساسة داخل العراق، وهو ما يثير حفيظة الكيانات السياسية، باعتباره رجل إيران، واستمرار وجوده في الصدارة يعني استمرار هيمنة طهران على القرار السياسي في العراق.
وتسبب طرح اسم «الفياض» لرئاسة الحكومة العراقية خلفًا لحيدر العبادي، موجة غضب؛ خاصة أنه كان يتقلد منصب رئاسة «هيئة الحشد الشعبي»، وهو الكيان الذي يعتبره العراقيون مجرد ذراع إيرانية، كما أنه كان يحاول بسط هيمنة الحشد على كل مفاصل الدولة.
خلافات العبادي وفياض
حالة من الجدل أثارها إعلان مجلس الوزراء العراقي إعفاء رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، من منصبيه، وذلك بعد أيام على خلافات برزت إلى العلن بين حيدر العبادي رئيس الحكومة السابق والفياض؛ بسبب «إخضاع الحشد الشعبي للمساومات السياسية»، بحسب البيان.
وفي ذلك التوقيت أصدر مكتب العبادي بيانًا قال فيه: «إن إقالة الفياض من مهامه كمستشار للأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي، جاءت إثر انخراطه في العمل السياسي والحزبي، ورغبته في التصدي للشؤون السياسية، وهذا ما يتعارض مع المهام الأمنية الحساسة، لافتًا إلى أن الدستور العراقي نص على حيادية الأجهزة الأمنية والاستخبارية وهيئة الحشد الشعبي، ومنع استغلال المناصب الأمنية الحساسة في نشاطات حزبية».
ورأى مراقبون أن سبب الخلافات بين العبادي والفياض المنضوي في تحالف النصر بزعامة الأول؛ بسبب رغبة الفياض بالتحاق كتلة النصر بتحالف الفتح – دولة القانون، المقرب من إيران والمنافس الرئيسي لكتلة العبادي.
جدل مستمر
أثار فياض «الجدل» مجددًا بعد ظهور اسمه مرة أخرى في المشهد السياسي العراقي، وذلك بعد طرح اسمه لوزارة الداخلية في حكومة عادل عبدالمهدي؛ حيث هدد أعضاء في كتلة «البناء» الذي يضم فصائل الحشد الشعبي بتسمية رئيس الحشد سابقًا فالح الفياض وزيرًا للداخلية بالأغلبية، في حال لم تتوافق عليه الكتل، وظلَّ استمرار تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر يرفضه لتسلم المنصب.
وكشفت تقارير أن هناك إصرارًا من تحالف البناء ودولة القانون والفتح على تسمية «الفياض»، وسط ضغوط إيرانية أيضًا لنيل فياض منصب وزير الداخلية، مشيرة إلى أن مسؤول الملف العراقي في ميليشيات حزب الله اللبناني محمد الكوثراني يضغط على الكتل العراقية لتمرير تسمية فالح الفياض وزيرًا للداخلية.
للمزيد.. لصوص بغداد.. صراع «الحشد» و«العبادي» يسرق مستقبل العراق
دور «حزب الله»
المحلل السياسي العراقي، فراس إلياس، قال: إن عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لم تختلف عن سابقاتها منذ 2003 وحتى اليوم، السمة الأبرز للعملية السياسية العراقية التي أنتجتها آلة التدمير الأمريكية، لتأتي إيران وتُكمل ما بدأته الولايات المتحدة.
«إلياس» أوضح أنه على الرغم من الدور الذي لعبته أمريكا وإيران في عرقلة تشكيل الحكومة العراقية الحالية، من خلال رفع سقف مطالبها الخاصة بشكل الحكومة وطبيعة وزرائها، وهو ما أدى إلى ولادة حكومة ناقصة العدد، والخلاف يدور اليوم حول من يستلم حقيبة الداخلية والدفاع، وهو ما سيؤثر على عمل الوزارات الأخرى التي لم يتم حسمها حتى اللحظة.
المحلل السياسي العراقي أشار إلى أن الخلاف الأمريكي الإيراني يدور اليوم حول شخصية فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني السابق ورئيس هيئة الحشد الشعبي، إذ تم ترشيحه من قبل تحالف الفتح، وتحديدًا منظمة بدر برئاسة هادي العامري لتولي حقيبة الداخلية، وهو ما أثار حفيظة الولايات المتحدة وتحالف سائرون، الذي يرى بضرورة أن يتولى الحقيبة شخص غير «متحزب»، وغير خاضع لأي تأثيرات سياسية.
ويضيف: الأكثر من ذلك دخول حزب الله اللبناني عبر ممثله في العراق «محمد كوثراني» على خط الأزمة، والذي أخذ يضغط هو الآخر بضرورة أن يتولى الفياض حقيبة الداخلية، وبدء مشاورات مطولة مع العديد من الفرقاء السياسيين في العراق لإقناعهم بشخص الفياض، وبضرورة دعمه خلال المرحلة المقبلة.
ويشير «إلياس» إلى أن المخاوف الأمريكية من تولي الفياض لوزارة الداخلية، هو زيادة النفوذ الإيراني في العراق، والتغاضي عن نشاطات الميليشيات المسلحة المدعومة من قبل طهران، وهو ما قد يُشعل الأوضاع الأمنية، خصوصا أن الولايات المتحدة اليوم في إطار تنفيذها للعقوبات على إيران، وبالتالي فإن تولي الفياض للوزارة، قد يدفع بالميليشيات المسلحة إلى الاستفادة من العلاقة الجيدة التي تربطه مع إيران، والقيام بعمليات كثيرة في محاولة لخرق العقوبات، عبر الحدود أو غيرها من الطرق.





