ad a b
ad ad ad

«ورطة الحريري».. «الحصص الوزارية» قنبلة تهدد الحكومة اللبنانية

الخميس 28/يونيو/2018 - 12:18 م
نضال السبع
نضال السبع
علي رجب
طباعة
تعيش لبنان منذ 24 من مايو الماضي، أزمة سياسية حادة تعرقل تأليف الحكومة المُكلف بتشكيلها سعد الحريري؛ حيث تختلف القوى والتيارات والأحزاب اللبنانية الفاعلة فيما بينها على الحصص الوزارية المخصصة لكل منها.

ويُعد الخلاف السياسي الحاد القائم بين حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» حول عدد الحقائب الوزارية ومنصب نائب رئيس الحكومة، وكذلك أزمة تمثيل وزراء الطائفة الدرزية، أبرز المعوقات التي تقف دون تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

وأكد المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، أن الرئيس سعد الحريري يواجه عقبة مع التمثيل السني المعارض لتيار المستقبل والمتحالف مع سوريا وحزب الله، مشيرًا إلى أن القانون الانتخابي الجديد أفرز كتلة سنية مكونة من عشرة أصوات، أصبحت ترفع الصوت وتطالب بوزيرين في الحكومة القادمة، وهو ما يعني مزاحمة تيار المستقبل على التمثيل السني.

وأضاف «السبع»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن «الحريري» أمام واقع سني جديد لم يتعود عليه، خاصة وأن القانون النسبي كسر قاعدة الاحتكار، وأفرز واقعًا سنيًّا جديدًا شكّل أزمة بالنسبة لتيار المستقبل، الذي يُدرك أن حزب الله يدفع نحو تمثيل حلفائه السنة في الحكومة المزمع تشكيلها، استنادًا إلى ما أفرزته نتائج الانتخابات.

وأشار المحلل السياسي اللبناني، إلى أن حزب الله وحلفاءه السنة يرون أنه ما دامت القوات اللبنانية ستمثل بـ3 وزراء استنادًا إلى حصولها على 15 نائبًا؛ فإن 10 نواب من السنة يحق لهم الحصول على وزيرين في الحكومة الجديدة، وهذه الرؤيا تضع الرئيس «الحريري» أمام أزمة كبيرة؛ فإما أن يأخذ بواقع الانتخابات ويقبل بتمثيل الحالة السنية التي أفرزتها الانتخابات، وإما يصطدم مع حزب الله وحلفائه، وهو ما يعني عرقلة تشكيل الحكومة والدخول فى أزمة طويلة المدى.

وأوضح «السبع»، أن اللقاء السني الذي عُقِدَ فى منزل عبد الرحيم مراد، هو خطوة اعتراضية في وجه الرئيس «الحريري»، وأن غياب الرئيس نجيب ميقاتي والنائب فؤاد المخزومي عن هذا اللقاء، مرده إلى أن الأول يسعى إلى كسب ود المملكة العربية السعودية والابتعاد قدر الإمكان عن سوريا وحزب الله، أما «المخزومي» فإنه يدرك أن الهدف من هذا الاجتماع هو الضغط من أجل تنصيب فيصل كرامي وزيرًا في الحكومة المقبلة، إضافة إلى أنه لا يرغب في الصدام مع «الحريري» خاصةً وأنه من بيروت ويصنف نفسه على أنه حالة مستقلة بعيدة عن تياري «14 و8 آذار».

وتابع المحلل السياسي اللبناني، أن لبنان دخل فى أزمة التكليف الحكومي، خاصة وأن هناك دولة خليجية تدفع الرئيس الحريري نحو إعطاء حصص متوازنة في التشكيل الحكومى الجديد لحلفائها (القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي)، إضافة إلى أن حزب الله وحلفائه يضغطون أيضًا على الرئيس المكلف من أجل إعطاء حقائب وزارية للقوى والشخصيات الموالية لهم، قائلًا: «أرى أن مهمة الرئيس الحريري لن تكون سهلة؛ بل إن عقدة التكليف الحكومي سوف تطول إلا إذا حدثت انفراجة في الإقليم أو تفاهم يبعد لبنان عن أزمات المنطقة من اليمن إلى درعا إلى الصراع الإيراني - السعودي».
"