ad a b
ad ad ad

إيران.. «الغائب - الحاضر» في قمة اسطنبول

الأحد 28/أكتوبر/2018 - 09:12 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

اختتمت أمس السبت، قمة اسطنبول، أعمالها بحضور الرؤساء الأربعة، الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ونُشر البيان الختامي للقمة صباح  اليوم الأحد، مؤكدًا على ضرورة دعم الحل السياسي للأزمة السورية، وتهيئة الظروف المواتية لتحقيق السلام والاستقرار في كامل أراضي سوريا، والالتزام في ذلك بقرارات مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة في جهود تسوية الأزمة، والدعوة لتشكيل لجنة لوضع الدستور قبل نهاية العام الحالي.

الرئيس الروسي، فلاديمير
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

وبالرغم من تجاهل أعمال القمة وبيانها الختامي أي إشارة إلى دور إيران، الفاعل النشط داخل سوريا، وأحد أكبر داعمي النظام السوري، فإن الرئيس التركي قال: إن مخرجات القمة سيتم إطلاع إيران عليها، من أجل الالتزام بها والوقوف على البنود التي نصت عليها.

 

كما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ختام القمة، أنه لا يمكن معالجة مسألة إطلاق الحوار الداخلي في سوريا دون مشاورة ومشاركة الإيرانيين أثناء تشكيل اللجنة الدستورية خلال الأيام المقبلة.

 

وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، أن الرئيس الروسي شدد على ضرورة إجراء «مشاورات كاملة مع كل من الحكومة السورية وشركائنا في إيران، لأنه من دون مشاركتهم لن تحل المشكلة بفعالية، علما بأن إيران أحد ضامني وقف إطلاق النار وإقامة مناطق منزوعة السلاح لدفع العملية السلمية في سوريا».

 

ومع غياب أي تمثيل إيراني رسمي في القمة التي استضافتها تركيا، لبحث سبل إنهاء النزاع السوري، كان الجانبان الروسي والتركي، يتحدثان عن أهمية الدور الإيراني، ويؤكدان أنه فاعل مهم في المعادلة السورية والذي غاب عن حضور المباحثات، لأسباب ترتبط بإرادة أمريكية ودولية تريد إبعاده عن منصة التأثير في الساحة السورية، مما حدا بالبعض لاعتبار حضور موسكو وأنقرة، بمثابة الضامن للمصالح الإيرانية في سوريا، نظرًا لأن الدول الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) سبق وأن بلورت رؤية مشتركة في القمة التي استضافتها «طهران» في سبتمبر الماضي، وخرجت بتوصيات تتشابه مع تلك الواردة في البيان الختامي لقمة اسطنبول .

الدكتور خالد يايموت
الدكتور خالد يايموت

من جهته أكد الدكتور خالد يايموت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعضو مجلس خبراء «المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية»، أن إيران كانت الطرف الغائب الحاضر في القمة الرباعية التي استضافتها تركيا بالأمس لبحث سبل إنهاء النزاع السوري، على اعتبار أن هناك شراكة روسية إيرانية في سوريا، كما أن المصالح التركية والإيرانية تتقاطع في بعض الملفات هناك.

 

وأضاف «يايموت»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن القمة الرباعية التي حضرها رؤساء تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا،  تأتي تثبيتا لمسار اتفاق سوتشي، الذي أبرم في في سبتمبر الماضي بين الجانبين الروسي والتركي حول إدلب، مبينًا أن غياب إيران عن حضور القمة يأتي في سياق الرعاية الدولية لتحقيق حل سياسي بسوريا؛ فالدور الروسي كممثل لمصالح نظام الأسد إلى جانب المصالح الروسية، هو دور معترف به دوليًّا عكس النظرة الدولية للدور الإيراني في سوريا والذي ينظر اليه على أنه جزء من المشكلة وليس الحل، ومن هنا يتضح لماذا حضرت المجموعة المصغرة التي شكلها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في أغسطس الماضي، والتي تضم المملكة العربية السعودية والأردن ومصر وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

"