يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

العشرية السوداء.. دموية السلفيين تتجدد في الجزائر انتقامًا من الحكومة

السبت 27/أكتوبر/2018 - 03:54 م
المرجع
رباب الحكيم
طباعة

«العشرية السوداء»، اسم يُطلق على أحداث وسيناريوهات دموية في الجزائر عرفتها بلد المليون شهيد في تسعينيات القرن العشرين، في تلك الأحداث كان يُقتل ويُخطف ويُعذب أئمة المساجد على يد عصابات وجماعات إرهابية تكفيرية، إلا أن تلك السيناريوهات عادت لتطل بوجهها القبيح مؤخرًا.

ففي صباح الأربعاء الماضي والموافق 17 أكتوبر الحالي، تعرَّض مؤذن ومعلم القرآن الكريم بمسجد خالد بن الوليد بولاية الأغواط؛ لأبشع صور التعذيب والاعتداء، حيث طُعن بخنجر من الظهر.

ولم تُعد تلك الجريمة الشنعاء هي الأولى من نوعها؛ حيث سبقتها وقائع شبيهة تعرض لها الأئمة وموظفو المساجد الجزائرية؛ والمثير للتساؤل أن وزارة الشؤون الدينية لم تحرك ساكنا لحماية موظفيها؛ ما دفع الأئمة للانفجار غضبًا، والمطالبة بحمايتهم وتحسين أحوالهم المعيشية، حتى يستطيعوا تأدية رسالتهم في مناخ آمن.
الشيخ محمد الأمين
الشيخ محمد الأمين ناصري
على صعيد متصل، ناشد عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية الشيخ محمد الأمين ناصري، باسم العديد من الأئمة في مختلف ولايات الجزائر، الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة التدخل العاجل لحماية الأئمة من الاعتداءات والتربص بهم من قبل الجماعات المتطرفة والمتشددة التي زادت في الآونة الأخيرة.

ودعا الأئمة إلى تفعيل الحصانة التي سبق لوزير الشؤون الدينية الحديث عنها، موضحًا أنها ستمنحهم الحق في الحماية، شأنهم شأن القضاة وباقي موظفي القطاعات المهمة والحساسة في الدولة؛ لذا أوضح المتحدث أن الأئمة لديهم مطالب واضحة يوجهونها في رسالة إلى الرئيس بعيدًا عن صراعات النقابات ومصطلحاتها.
محمد عيسى، وزير الشؤون
محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف
وزير الشؤون الدينية والأوقاف يتهم السلفيين بقتل الأئمة
في تصريح خطير أدلى به وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، في سبتمبر الماضي، خلال حوار له عبر القناة الإذاعة الوطنية الجزائرية، اتهم فيه الأئمة السلفيين باحتكار منابر المساجد على حساب أئمة الوزارة، كما أشار إلى أن هذه المحاولات أدَّت إلى وفاة إمامين، وهو ما حتَّم على وزارته أن تقترح على الحكومة «تجميد» تجديد الجمعيات الدينية التي تدير المساجد.

 للمزيد: متشددو الجزائر يحتلون المساجد وينكلون بأئمتها المعتدلين
العشرية السوداء..
ولفت «عيسى»، إلى مراجعة قانون الجمعيات وتنقيحه؛ للتصدي لمحاولات التيارات الدينية والعناصر التخريبية، التي ترغب في الاستيلاء على إدارة المساجد من خلال الجمعيات الدينية، كما أشار في يوليو الماضي خلال لقائه على هامش اختتام موسم «المركز الثقافي الإسلامي» بالجزائر تسجيل 93 اعتداء ضد أئمة المساجد منذ عام 2016 حتى اليوم، وقعت خارج المساجد.

في السياق ذاته، قال الدكتور إدريس عطية، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية: «منذ تسعينيات القرن الماضي والجزائر تعاني من جماعات متطرفة يستغلون المساجد لتنفيذ صراعاتهم الأيديولوجية والفكرية والعقائدية، وذلك بتسييس المسجد وإخراجه من وظيفته الأساسية والابتعاد به عن دوره الرسمي».

وأضاف «عطية» لـ«المرجع»، أن الجماعات المتشددة تستهدف الأئمة؛ لذا تغتالهم خاصة الأئمة التي تنهج منهج الوسطية والاعتدال في شرائع العقيدة الإسلامية، مشيرًا إلى الوضع داخل «المطبخ» السلفي بالجزائر مليء بالمشاحنات ضد الفكر الأشعري السني المالكي؛ محاولة منهم في القضاء عليه.
العشرية السوداء..
دفاع سلفي بشعارات مجانية
دافع  محمد عبدالقادر، المسؤول عن صفحة «جزائري سلفي ضد الفتن» على «فيس بوك»، عن السلفية الجزائرية؛ قائلًا: إن «أتباع السلفية لا يتظاهرون، كما أنهم يسيرون على نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويدعون إلى السلام، مشيرًا إلى من يرتكب أعمال شغب وإجرامية في حق المواطنين، يُعد من الخوارج، ومن قتل نفسًا بغير حق يجب محاسبته من قبيل الحاكم وليس العامة»، مشيرًا إلى سبب قتل الأئمة المتمثل في السرقة والسطو»، مؤكدًا أن الأفارقة المهاجرين في الجزائر وراء هذا الحدث.

كما دافع الشيخ فركوس على السلفيين بمقالة له تحت عنوان «تسليط الأضواء على أن مذهب أهلِ السنة لا ينتسب إليه أهل الأهواء» على الساحة الدعوية الخاصة به، مؤكدًا أنه ظل في محاربة هذا الفكرِ الدخيل الذي ينتسب للسلفية، والعمل الدائم على إنقاذ من ابتلى بداء الغلو والتطرف، واجتهد على توصيل معالم الوسطية والاعتدال».

وأشار خلال المقالة إلى أن السلفية ليست خطرًا على الجزائر ولا على أحدٍ من الناس؛ مؤكدًا أنها تدعو  للعلم والأمن والأمان والرحمة، وشعارها من الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- القائل: «إنَّما أنَا رحمةٌ مُهدَاة»، لافتًا إلى أن الخطر السلفي «وهمي» ومقصور على العلمانيين والخارجين عن ملة الإسلام.
"