ad a b
ad ad ad

أبوحفص الموريتاني.. مفتي «القاعدة» ووريث بن لادن

الخميس 18/أكتوبر/2018 - 09:58 م
أبوحفص الموريتاني
أبوحفص الموريتاني
عبدالهادي ربيع
طباعة

 رغم انشقاقه عن تنظيم القاعدة، وقبوله للمراجعات الفكرية ثم إعلان توبته في النهاية، من خلال تصريحاته المتتالية فإنه مازال يشكل لغزًا ويثير الجدل  في أوساط الإسلام الحركى، إنه «أبو حفص الموريتاني محفوظ ولد الوالد» المفتي السابق لتنظيم «القاعدة».

ولد محفوظ عام 1975م في دولة موريتانيا التي ينسب إليها، ثم تلقى العلم الشرعي كحالة غالبية موريتانيا في المحاضر الشنقيطية (مكان لتلقي علوم اللغة العربية وعلوم الشريعة الإسلامية في الصحراء الموريتانية).

سافر إلى أفغانستان في بداية الحرب الأفغانية ليشارك فيها ضد الاتحاد السوفييتي، وتعرف هنالك على قائد وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وتقرب من بن لادن الذي دعاه لإلقاء بعض الدروس الحماسية على مسامع عناصر التنظيم الإرهابي، ولثقة بن لادن فيه أوكل إليه مسؤولية اللجنة الشرعية ثم منصب المفتي العام لتنظيم القاعدة وعضو مجلس الشورى، والرجل الثالث في التنظيم بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، كما شغل منصب مدير مركز الدراسات والبحوث الإسلامية في أفغانستان منذ عام 1990 وظل في هذه المناصب حتى الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001.

وفي عام 1998م حاول مفتي القاعدة أن يسافر إلى العراق للقاء صدام حسين ولكن دولة العراق رفضت استقباله بدعوى تجنب الدخول في مشاكل مع دول كبرى.

بعد تلك الواقعة سافر إلى السودان (أقام في الغرفة رقم 13 في فندق دانا بالخرطوم)، وحاولت الحكومة الأمريكية القبض عليه أو ترحيله إلى أي بلد آخر ضمن اتفاقية تسليم المطلوبين وفي ظل هذه الظروف اضطر إلى مغادرة السودان.

 حينها رصدت السلطات الأمنية الألمانية تحركاته المريبة، خاصة عندما طلب  من محمدو ولد الصلاحي (مهندس اتّصالات موريتاني وسجِين سابق في غوانتنامو ) أن يحول له مبالغ مالية ضخمة إلى أفغانستان من خلال طرق مختلفة وقد نقل بالفعل في  ديسمبر 1998م 8000 مارك ألماني. 

ومن السودان إلى أفغانستان ومن الأخيرة إلى إيران بعد الغزو الأمريكي، إلا أن السلطات الإيرانية ألقت القبض عليه ووضعته الإقامة الجبرية منذ عام 2003 حتى أبريل 2012  بسبب رفضه التعاون مع الأجهزة الأمنية بالإدلاء بأي تصريحات أو معلومات عن زعماء تنظيم القاعدة، وقد تسلمته موريتانيا، 7 يوليو 2012م. بعد أن قرر توبته ونزوله على المراجعات الفكرية وقطع العلاقات بينه وبين تنظيم القاعدة، لكنها لم تطلق سراحه إلا بعد شهور من التحقيق معه. ورغم انفصال أبي حفص عن تنظيم القاعدة لا يزال الظواهري يذكره بشكل إيجابي، ما يثير علامات التعجب والجدل.

فبعد إطلاق سراحه عام 2014 توالت تصريحاته الإعلامية التي شغلت الرأي العام  فقد استنكر تنصيب أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش نفسه كخليفة للمسلمين؛ مؤكدًا أن خلافته تقوم على أسس فاسدة.

وقد تعرض لهجوم مكثف من تنظيم داعش الإرهابي في إصدار «منبر التوحيد والجهاد»؛ حيث تضمن الإصدار كتاب «هل تراجع ولد الوالد..أم اختُرِقت القاعدة؟» لمؤلفه «عبد الله بن عبد الرحمن الشنقيطي».

ويشار إلى أن أسامة بن لادن ترك وصية مكتوبة بخط يده ذكر فيها أنها حال وفاته سيموت راضيًّا عن أبي حفص الموريتاني،  كما أنه أوصى بما نسبته 1% من تركته إلى أبوحفص.


"