«داعش» يقتل عناصره لتبرير هزائمه في العراق وسوريا
يزعم تنظيم «داعش»، أن السبب في تكبده العديد من الخسائر في سوريا والعراق، هو خيانة عناصره، وفي هذا السياق أمر أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم خلال الساعات السابقة بإعدام 320 عنصرًا من التنظيم بتهمة الخيانة والاستهتار الذي تسبب في تكبد داعش خسائر فادحة بالأراضي السورية وبلاد الرافدين، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وكان من بين هؤلاء الدواعش، الذين قرر «البغدادي»، إعدامهم، عدد من قيادات التنظيم، أبرزهم: «أبو البراء الأنصاري»، و«سيف الدين العراقي»، و«أبو علاء العفري»، و«أبو إيمان الموحد»، و«مروان حديد الصوري».
وأصبحت الإعدامات ظاهرة يلجأ إليها التنظيم مع الخسائر والهزائم المتكررة التي يتكبدها في كل من سوريا والعراق، والخيانة أصبحت هي «شماعة» داعش في الوقت الحالي التي يُعلق عليها فشله الذريع.
ولم يكن قرار البغدادي، بشأن إعدام المئات من عناصره خلال الساعات السابقة هو الأول من نوعه، ففي الشهور الماضية أقدم التنظيم على إعدام عددٍ من عناصره، لعل أبرزهم في سبتمبر الماضي 2018 عندما أعدم خمسةً من عناصره، وكان من بينهم اثنان سوريان من ريف حلب، والثلاثة الباقين كانوا أجانب، ووجهت إليهم تهم التجسس والتعامل مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وحينها تم إعدامهم في بلدة الشعفة (تابعة لمحافظة دير الزور)، بحسب ما جاء في وكالة أنباء «رويترز».
وفي 27 أغسطس 2018، أعدم التنظيم 4 من عناصره ذبحًا بالسكين في محافظة دير الزور بسوريا، بتهمة الخيانة والتعاون مع النظام السوري وذلك بحسب ما جاء في موقع « الحل السوري الإخباري».
وخلال العام الماضي 2017، وعقب أن خسر التنظيم معظم معاقله الإرهابية في سوريا والعراق، وبالتحديد في مدن «الرقة» السورية، و«الموصل» العراقية، أعدم مجموعة من عناصره الأجانب بتهمة الخيانة التي تسببت في خسارتهم، بحسب «رويترز».
وفي نهاية عام 2016، عاقب التنظيم جميع عناصره التي حاولت الفرار من العراق، وبالتحديد الفارين من معارك مدينة «الشرقاط» ( تابعة لمحافظة صلاح الدين الواقعة بوسط العراق) كنوع من أنواع العقاب، وحينها أعدم 15 من عناصره وكانوا يحملون جنسيات عربية وأجنبية، وذلك بحسب ما جاء في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
وخلال معارك الموصل الدموية بين التنظيم وقوات الجيش العراقي عام 2017، أعدم داعش 59 من عناصره الإرهابية، وكان ذلك على خلفية قيامهم بالدخول في مفاوضات مع الحكومة العراقية وقوات التحالف الدولى بشأن الخروج الآمن من مدينة الموصل، وذلك بحسب ما ذكرته «الشرق الأوسط».
ومن جانبه قال محمد صادق إسماعيل، المحلل السياسي ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن الأوامر التي أصدرها أبو بكر البغدادي، على قياداته بشأن إعدام 320 عنصرًا من عناصر تنظيمه بتهمة الخيانة، إعلان رسمي وصريح منه بفشل تنظيمه؛ فداعش في الوقت الحالي أصبح لا يستطيع إعادة هيكلة صفوفه، التي باتت هي والعدم سواء، بسبب اعداماته المتكررة لقياداته وعناصره، وهو ما يؤكد أن هذا التنظيم الإرهابي سينتهى خلال عام أو عامين.
وأوضح «إسماعيل»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن التنظيم يُعلق شماعة فشله على عناصره الذي يقوم بإعدامهم بتهمة الخيانة، ويجعلهم كبش فداء لخسائره الفادحة التي يتكبدها في سوريا والعراق، خاصة وأن التنظيم أصبح لا وجود له على أرض الواقع.
وأشار مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن قيام أبو بكر البغدادي زعيم داعش بإعدام عناصر تنظيمه، أمر جيد ويصب في مصلحة الأنظمة التي تريد أن تتخلص من فلول وبقايا داعش في بلادها وبالتحديد سوريا والعراق.
للمزيد





