ad a b
ad ad ad

مشاركة الإسلاميين في أكتوبر.. بين التبرير والتكفير

الأحد 07/أكتوبر/2018 - 06:10 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة

◄«الإسلاميون» أباحوا دم «السادات» وحرموا الحرب تحت قيادته

◄ كتابات سيد قطب تكشف سرّ كراهية «الإخوان» للجيش المصري

◄«شماتة في عبد الناصر».. «الإخوان» تحتفل مع إسرائيل بـ«نكسة 67»


تحقق القوات المسلحة الباسلة نجاحات كبيرة في حربها على الإرهاب، الذي حاول أن يضرب جذوره في أرض سيناء (شمالي مصر)، وتزامنًا مع اقتراب إعلان مصر بأن سيناء باتت خاوية من جرذان الإرهاب تمامًا، وأن خطط الاستحواذ عليها أصبحت في قائمة «المستحيل»، يستذكر العرب في مختلف أقطارهم نصر أكتوبر المجيد عام 1973، بالكثير من التقدير للجيش المصري، ومختلف الكتائب والسرايا العسكرية من سوريا وليبيا والجزائر والسودان، وغيرها من الدول العربية التي شاركت في الحرب بجانب مصر ضد إسرائيل.


وتزعم جماعة الإخوان، أنها شاركت في الأحداث الوطنية التي مرت بمصر، بداية من مقاومة الاحتلال الإنجليزي، مرورًا بحرب فلسطين والمقاومة الشعبية في العدوان الثلاثي، وانتهاءً بحرب أكتوبر، ذلك رغم أنه منذ تأسيس جماعة الإخوان عام 1928 في مصر، على يد «حسن البنّا»، تبيّن أنها جماعة يتناقض وجودها فى الأساس مع وجود جيش وطني نظامي.


وخلال السنوات الماضية، حاولت الجماعة أن تبرر لعدم مشاركتها في حرب أكتوبر المجيدة، إذ قال عضو المكتب السياسي للجماعة «عصام العريان» (يحاكم حاليًّا بتهم ارتكاب أعمال عدائية وعسكرية داخل البلاد، وضرب واقتحام السجون المصرية)، إنه التحق بالقوات المسلحة عام 1979 وذلك بعد تخرجه في كلية الطب، مشيرًا إلى أن أعضاء الجماعة لم يشاركوا في الحرب؛ لأنهم كانوا طلابًا في الجامعات وقتها.


أما الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد السابق لجماعة الإخوان، قال إنهم لم يشاركوا كجماعة في حرب أكتوبر، وإنما شارك شبابها وقتها باعتبارهم أبناء مصر وجنودها، مشيرًا إلى أنه التحق بالقوات المسلحة في نوفمبر 1973 أي بعد قيام الحرب بشهر واحد، وأنهى خدمته في 22 يناير 1975، مؤكدًا أنه شارك بصفته أحد شباب الإخوان في الحرب.


وزعم «حبيب»، أن عدم مشاركة معظم أعضاء الجماعة في الحرب، إلى كونهم بالمعتقلات وقتها؛ حيث سُجِنَ مجموعة كبيرة من أعضاء الجماعة بين أعوام 1954- 1965، وأصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارًا بالإفراج عنهم عام 1975.

مشاركة الإسلاميين

كراهية الجيش.. عقيدة إخوانية


تكشف الكثير من الدلائل حقيقة العقيدة الإخوانية التي لا تعترف بحرب أكتوبر، وتنكر وجوب المشاركة فيها، على رأسها رد فعل الجماعة على انتصارات أكتوبر بعد الحرب بـ6 أشهر من وقوعها، حينما نفذ تنظيم «الفنية العسكرية» هجومًا عسكريًّا على موقع (الكلية الفنية العسكرية المصرية) في أبريل عام 1974.


ما يكنه صدر «الإخوان» للجيش المصري، قادمًا من عمق الفكر التكفيري عند الجماعة؛ حيث إن الفكر الذي أسسه منظّر الجماعة الأول «سيد قطب»، في كتابه «معالم على الطريق»، يؤكد أن الجماعة لا تؤمن بالدولة، ولا يمكنها التعايش مع الجيوش الوطنية، ومن هذا الكتاب، أسست الجماعة عام 1940 «النظام الخاص»، أو «التنظيم السري» كما أسماه «قطب»، وهو نظام عسكري، يهدف -حسب ما صرح به مرشد الجماعة السابق مهدي عاكف- إلى إعداد نخبة منتقاة من الإخوان للقيام بمهمات خاصة، والتدريب على العمليات العسكرية ضد أعداء الجماعة.


وعلى المنهج الفكري نفسه لـ«قطب»، بدأ التأسيس الثاني للتنظيم عام 1957 بعلم المرشد العام للإخوان وقتئذ «حسن الهضيبي»؛ حيث كان «قطب» يرى أن هدف الإسلام لم يكن تحقيق القومية العربية، ولا العدالة الاجتماعية، ولا سيادة الأخلاق، مضيفًا: «الهدف هو إقامة مجتمع الإسلام الذي تطبق فيه أحكام القرآن تطبيقًا حرفيًّا، وأول هذه الأحكام أن يكون الحكم نفسه لله، وليس لأي بشر أو جماعة من البشر، وأن أي حاكم إنسان، بل أي مسؤول إنسان، إنما ينازع الله سلطته، بل إن الشعب نفسه لا يملك حكم نفسه؛ لأن الله هو الذي خلق الشعوب، وهو الذي يحكمها بنفسه».


تكفير «السادات»
ومن رحم جماعة الإخوان، خرجت «الجماعة الإسلامية»، التي رأت بدورها أن شروط «الجهاد الشرعي» لا تتوافر في حرب أكتوبر، التي من أهمها القتال خلف قائد مسلم، إذ كانوا يكفرون الرئيس الراحل أنور السادات، وبيّن ذلك فتوى «عمر عبدالرحمن» أمير الجماعة الإسلامية وقتئذ، بإهدار دم «السادات» ووجوب قتله.


كما أن محمد عبد السلام فرج -صاحب كتاب الفريضة الغائبة- وصف قوات الشرطة والجيش في كتابه بأنهم من الطائفة المرتدة، وهو ما كان يمثل معتقد أغلب شباب وقيادات الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، فالجيش المقاتل في 1973 لديهم «جيش مرتد».


وخلال السنوات الماضية، حاولت الجماعات الإسلامية توظيف حرب أكتوبر في تشويه صورة «السادات»، إذ قال عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الراحل، إن «السادات» كان له أخطاء جسيمة مثل توقيعه معاهدة «كامب ديفيد»، ودخوله في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بشكل منفرد.


شماتة بعد النكسة
سبق رفض «الإخوان» المشاركة في حرب أكتوبر، رفضها أيضًا المشاركة في حرب 1967، بل إن الجماعة لم تخف فرحتها بـ«النكسة»، واعتبرت ذلك عقابًا لحكومة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأن هزيمة مصر «عقابًا سماويًّا»، إذ قال المرشد العام للإخوان «محمد بديع»، في يونيو 2011: «بعد كل تنكيل بالإخوان كان الانتقام الإلهي سريعًا، فعقب اعتقالات 54 كانت هزيمة 56، وبعد اعتقالات 65 كانت الهزيمة الساحقة في 67».


وتحرص الجماعة كل عام في ذكرى النكسة، على مشاركة إسرائيل في الاحتفال بانتصار الأخيرة بتلك الحرب، حيث يعبرون عن سعادتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بهزيمة الجيش المصري، في محاولة للتشفي من حكومة مصر في تلك الفترة.


وفي تصريح تلفزيوني عن هذا الأمر، قال «مختار نوح»، القيادي الإخواني المنشق: إن احتفال الإخوان بالنكسة مع الدولة العبرية يذكرنا بخطاب محمد مرسي إلى نظيره  الإسرائيلي «شيمون بيريز»، عندما قال له في بداية الرسالة «صديقي العزيز»، وهو ما يدل على أن الجماعة وإسرائيل لديهم قاسم مشترك في النكسة وكراهية الراحل «عبدالناصر».


وأوضح «نوح»، أن الطرفين يحتفلان بهزيمة المصريين، فـ«تل أبيب» تحتفل بانتصارها العسكري، بينما الإخوان تحتفل بشماتة ضد الناصريين، مفسرًا فرحة الإخوان بالهزيمة بأن الزعيم الراحل هو من حل الجماعة عام 1954، متابعًا: «لا يجد مؤيدو الجماعة مناسبة تذكرهم بعبد الناصر، إلا وشوهوا الحقائق وطمسوا الهوية التاريخية في هذه الحقبة؛ لأنه اختلف مع المرشد السابق للجماعة حسن الهضيبي، ولم يوافق أن يكون رئيسًا للسمع والطاعة، ورفض أوامره حول عرض أي قانون أو قرار يتخذه مجلس قيادة الثورة على مكتب إرشاد الإخوان ليحصل على موافقته أولًا».


مقاومة السويس الشعبية

على صعيد متصل، تحاول جماعة الإخوان دائمًا الادعاء أنها شاركت في المقاومة الشعبية بالسويس خلال حرب أكتوبر، لكن الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في السويس، نفي أن يكون للإخوان أي دور فيها، مؤكدًا أن «أنصار السنة المحمدية» و«جماعة الإخوان» يحاولان الادعاء أنهما انضما للمقاومة الشعبية، إلا أن هذا الادعاء لا يمت للحقيقة بصلة.


وأوضح «سلامة»، أن السويس أثناء الحرب لم يدخلها إلا سكان السويس أنفسهم، وكانت المدينة وقتها منطقة عسكرية لا يمكن دخولها إلا بأمر من الحاكم العسكري وقتها، كاشفًا أن من شارك في المقاومة الشعبية معه كانوا أعضاء في جمعية «الهداية الإسلامية» التي أسسها هو عام 1962، مؤكدًا أن الحركات الإسلامية وقتها مثل الإخوان والجماعة الإسلامية لم يكن لها أي دور في المقاومة الشعبية بالسويس، ولا في حرب أكتوبر بشكل عام.


"