ad a b
ad ad ad

«القوة الثالثة».. ذراع الإرهاب التركي في ليبيا

الخميس 02/أغسطس/2018 - 09:37 ص
الإرهاب التركي فى
الإرهاب التركي فى ليبيا
عبدالهادي ربيع
طباعة
يتكشف بمرور الوقت الدور التركي المشبوه في صناعة الإرهاب في ليبيا، بالعديد من الملفات، بدءًا من الجنوب الليبي وانتهاء بـ«درنة» و«الهلال النفطي»، ولذا يركز هذا التحقيق على الدور الذي قامت به «القوة الثالثة» تحت إمرة العقيد «جمال التريكي» في المعارك الدموية لهذه الرحلة.

كلفت القوة الثالثة -التي ينحدر غالبية تشكيلاتها من مدينة مصراتة - بتأمين المنطقة الجنوبية، التي استُخدمت من قبل قوات مصراتة، لنقل الأسلحة والذخائر إلى منطقة الهلال النفطي خلال المعارك ضد الجيش الوطني الليبي، بين عامي 2014 و2016 للسيطرة على المنطقة، ودخلت لأجل ذلك في اشتباكات مباشرة مع الجيش الوطني الليبي، خاصة «اللواء 12». 

براك الشاطئ
براك الشاطئ
ولم يقتصر الدعم التركي للتريكي على المادي فحسب بل أمنت له مرتزقة يشاركون في حربه ضد الجيش الليبي، إذ رصدت أجهزة الاستخبارات وصول مرتزقة من دول مختلفة إلى مطاري «مصراتة» و«معيتيقة»، من مدينة إسطنبول التركية، بينهم 9 فنيين من الاكوادور وطيار من أوكرانيا وفنى صواريخ من دولة جورجيا للانضمام إلى عناصر «القوة الثالثة»، وفق ما ذكره المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة الليبية العقيد أحمد المسماري.

ونفذت «القوة الثالثة» بمساندة عددٍ من الميليشيات المسلحة وعلى رأسها «سرايا الدفاع عن بنغازي»، وقبائل «أولاد سليمان» و«الطوارق» المقربين من تنظيم «القاعدة»، هجومًا أواخر مايو 2015، على قوات الجيش الوطني الليبي بقاعدة براك الشاطئ جنوبي ليبيا، ما يعد خرقًا للهدنة، والتي سقط فيها نحو 141 شهيدًا من الجيش الوطني، بأوامر من حكومة الوفاق وهو ما أوضحه جمال التريكي نفسه في تصريح له من تركيا، لقناة النبأ المقربة من الاسلاميين، إذ قال إنه لم يبلغ بأي هدنة في الجنوب وإنه يأتمر بأوامر فايز السراج، ونائبه عبد السلام كاجمان (القيادي في حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان)، وأن التريكي لا يزال يحتفظ بإثباتات مكتوبة وصوتية بتكليفات وأوامر شفهية مسجلة بالصوت لهما لمهاجمة براك الشاطئ.
الغويل يجتمع بـ جمال
الغويل يجتمع بـ "جمال التريكي" قائد مليشيات القوة الثالثة
ولكن «الوفاق» لجأ إلى المراوغة وأعلن عدم مسؤوليته عن هذا الهجوم وإيقاف كل من وزير دفاع الوفاق مهدي البرغثي، وقائد القوة الثالثة جمال التريكي، إلى حين تحديد المسؤولين عن خرق الهدنة ووقف إطلاق النار في الجنوب الليبي، فتعرض المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لضغوط من المجلس العسكري لمدينة مصراتة المقرب من جماعة الإخوان (وميليشيات فجر ليبيا والتابع شكليًا إلى حكومة الوفاق) بالتراجع عن هذه الإدانة ووصلت التهديدات إلى سحب الثقة والاعتراف من الوفاق.

وبعد هذا الهجوم هرب «التريكي» إلى تركيا وتولى المهمة المهندس عبدالسلام كاجمان (أحد أعضاء اللجان الثورية بوادي الشاطئ)، المحسوب على جماعة الإخوان، وشارك في تأسيس حزب «العدالة والبناء» 2012، وتولى إدارة مكتب الحزب في الجنوب، وتجمعه علاقات مشبوهة بالإرهابي أحمد الحسناوي والذي شارك في الهجوم على براك الشاطئ رفقة قوات جمال التريكي.

وعاد التريكي مؤخرًا إلى ليبيا (مهربًا) وشارك في عدة عمليات إرهابية وتورط في عدة قضايا فساد، فشارك في رفقة آمر المنطقة الغربية أسامة الجويلي، في تهريب النفط الليبي، وفق تقارير البحث الجنائي التابع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق من خلال حصولهما على عقود لبيع النفط الليبي من مصفاة الزاوية التي يسيطران عليها.
إبراهيم الجضران مع
إبراهيم الجضران مع التريكي
واليوم الأربعاء الأول من أغسطس خرج وزير الدفاع المقال من حكومة الوفاق المهدي البرغثي، ليكشف أن خلاف التريكي مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، لم يكن بسبب الهجوم على براك الشاطئ بل بدأ منذ سبتمبر 2016، حين جمد المجلس حسابات وزارة الدفاع، وجاء هذا التصريح بعد يومين فقط من قرار رفع الإيقاف والإعفاء من المنصب دون كشف نتائج التحقيق والتي اعتبرها «البرغثي» عقوبة مخفية وتسترًا على المتورطين.

في بدايات أبريل الماضي رعى مفتي الإرهاب الهارب إلى تركيا «الصادق الغرياني» عبر قناة التناصح المملوكة لابنه سهيل والتي تبث من تركيا وموضوعة على قائمة الدول الأربع (مصر والإمارات والسعودية والبحرين)، المقاطعة لقطر على خلفية دعمها للجماعات والكيانات الإرهابية، مصالحة بين إرهابيي مدينتي «الزنتان» و«مصراتة»، وتوحيد جهودهم في الحرب على الجيش الوطني الليبي، وحضر من مصراتة ما يسمى بالمجلس العسكري لمصراته التابع للجماعة المقاتلة بقيادة إبراهيم بن رجب وبشير القاضي آمر غرفة عمليات «البنيان المرصوص» ومشاركة العقيد جمال التريكي آمر القوة الثالثة.

وفي تقرير للصحفية الإيطالية فينيسيا تومشيني على موقع special libia كشفت أن جمال التريكي وقواته شاركا ميليشيات إبراهيم الجضران في الهجوم على الهلال النفطي خلال شهر يونيو 2018.

العلاقة التي تربط بين إبراهيم الجضران والتريكي وتركيا أوسع من أن يحدها مجرد حادثة الهجوم على الهلال النفطي إذ سبق وشارك التريكي في عملية تهريب إبراهيم الجضران من سجن معسكر الجويبية الواقع جنوب نالوت بعد إصدار مكتب النائب العام في طرابلس أمرًا بتوقيفه منذ 2013. 

ورغم ذلك أثبتت الوثائق أن الجضران ظل يحصل على مبالغ ضخمة لتمويل عملياته الإرهابية من المصرف المركزي الليبي الذي يسيطر عليه الإخوان، وكانت المهمة هي تهريب الجضران خلال زيارة وزير الدفاع المهدي البرغثي مقابل 30 مليون دولار، فعقب هزيمته الأولى سبتمبر 2016 في الهلال النفطي، حاول الجضران السفر إلى تونس، لكن ميليشيات محلية قبضت عليه وأودع السجن.

بعد تهريب الجضران بالفدية الكبيرة والتي دفعتها تركيا، حاول الهروب مجددًا إلى تونس ومنها إلى تركيا من خلال جواز سفر مزور باسم عبدالله المسعودي رغم التعميم الصادر بحقه من البوليس الدولي «الإنتربول».

وبعد فشل هجوم «الجضران» على المنشآت النفطية، اضطر للهرب إلى مصراتة التي كان يفترض أن يهرب من خلالها إلى عمق البحر المتوسط، ليتم تهريبه عقب ذلك داخل ناقلة نفط تركية، إلا أن عملية التهريب فشلت بعد اكتشافه من خلال طائرة استطلاع تابعة للجيش الوطني اللليبي، ليهرب برفقة التريكي في انتظار الأوامر الجديدة، التي جاءت بتهريب الأول من مطار مصراتة إلى إسطنبول، فالدوحة، مع ثلاثة عناصر؛ اثنان منهما ينتميان إلى جماعة الإخوان، فيما ينتمي الثالث إلى الجماعة المقاتلة التي يتزعمها الإرهابي عبدالحكيم بالحاج.
"