ad a b
ad ad ad

أبوالحسن الشاذلي.. عارفٌ بالله سلك الطريق بنور الفؤاد

الخميس 02/أغسطس/2018 - 01:45 م
أبوالحسن الشاذلي
أبوالحسن الشاذلي
سارة رشاد
طباعة
يعد مولد العارف بالله والقطب الصوفي الأشهر، أبو الحسن الشاذلي، من أغرب الموالد الصوفية التي تقام بمصر، لا بحكم حجم زواره الكثيرين جدًا، ولكن أيضًا لتلك الطقوس الشبيهة بطقوس فريضة الحج ويمارسها بعض المشاركين في المولد عند مقام القطب الصوفي، حيث جبل حميثرة بمحافظة البحر الأحمر، شرقي مصر.

وتنبع أهمية المولد من مكانة الشاذلي، إذ يعد أحد أبرز أقطاب الصوفية الأوائل، حتى حظى بلقب «العارف بالله».

والعارف بالله ليس مفهومًا صوفيًّا، بل مصطلحًا شرعيًّا تستخدمه التيارات الدينية المختلفة للدلالة على التفقه في العلوم الشرعية، إلَّا أن للصوفية رؤية خاصة بها، فلا تربط العارف بالله بقدر معرفة العلوم الشرعية، فقد يكون عالمًا في الأمور الشرعية وليس عارفًا بالله، ومعيارها في ذلك الجانب الروحي.

ويربطونه بالإلمام بعلوم الحقائق والأسرار، فهو نور البصيرة، وفهم العلم الشرعي بالوجدان لا العقل فقط. وترتبط بهذا المصطلح مفاهيم أخرى مثل الكشف والإلهام، وهي أمور يعتقد الصوفية في أن الله يمن بها على عباده المقربين فيرفع عنهم المجهول، وينير بصيرتهم ليروا ما لم يره الآخرون.

وتحدد الصوفية الطريق إلى درجة العارف بالله بالاجتهاد، والإخلاص في العبادة، حتى يشاع بين المتصوفة عبارة موجزة هي «جاهِـدْ تـُشـاهـِد»، ويقصد بها أن الترقي في الدرجات يرتبط بمدى الاجتهاد.

ويقول الشيخ الأحسن البعقيلي، أحد رموز الطريقة التيجانية (إحدى الطرق الصوفية الممتدة في الدولة العربي) عن العارف بالله: «فالفقيه إذا ارتقى صار صوفيًا، والصوفي إذا ارتقى صار عارفًا»، ويضيف أن مرتبة العارف هي خلاصة اجتهاد الصوفي، والعارف يكون أرقى من الفقيه والحكيم، إذ يختصه الله بالإبحار فيما يحرم على غيره معرفته.

أما ابن عربي، الزاهد الأندلسي، فيحكي عن تجربته في معرفة الله: «واللهِ ما كتبتُ من حرف إلا عن إملاء إلهي وإلقاء رباني ونفـْثٍ روحي في روعِ كياني... مع كوننا لسنا برسل مُشَرِّعِين ولا أنبياءَ مُكلفين، لأن التشريع والنبوة قد انقطعا عند رسول الله: وإنما هو علم وحكمة وفهم عن الله.. فأهل الله معلومون بالمقام ومجهولون بالشهود، لذلك لا يُعْرَفونَ».
"