الجماعة الإسلامية.. المعتدلون في مواجهة الهاربين
الأربعاء 01/أغسطس/2018 - 02:19 م
عبدالرحمن صقر
شنت اللجان الإلكترونية التابعة للجماعة الإسلامية، حملة كلامية حادة، على القيادي التاريخي بالجماعة، «حمدي عبدالرحمن»، وذلك بعد تصريحاته التى وجه فيها النصيحة إلى جماعة الإخوان، بضرورة طلبهم المصالحة مع الدولة المصرية.
وجاء نص الرسالة الموجه من «عبدالرحمن» إلى الإخوان كما يلى: «إلى قيادات الإخوان، أريقوا ماء وجوهكم في مصالحة غير مشروطة، خير من أن تراق دماء أبنائكم وأنتم تنظرون، لقد حان وقت القرار التاريخي والصعب بإعلان التراجع عما سبق».
ويعد «عبدالرحمن» عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، أحد مهندسي عمليات التراجع عن العنف، وساعد فى خروج المراجعات الفكرية للجماعات للنور.
وتعليقًا على ذلك يقول هشام النجار، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن الجماعة الإسلامية وصلت الآن لمرحلة التساءل عن جدوى تلك المراجعات وأهدافها ومراميها، والمقارنة بين تيار «الجناح القاعدي المتشدد» التابع لمجموعات صفوت عبدالغني وعاصم عبدالماجد ورفاعي طه، (قيادات بارز في الجماعة)، بين مواقف ومنهجية «جناح الاعتدال» تحت القيادات التاريخية للجماعة، ناجح إبراهيم وكرم زهدي وحمدي عبدالرحمن، من جهة وبين منهجية التيار المتشدد، الذي ذهب بعيدًا باتجاه مناصرة قوى خارجية وإقليمية على الدولة المصرية.
وأضاف «النجار» فى تصريح خاص لــ«المرجع» أن طبيعة المرحلة الحالية أوصلت الأمور لاستبيان النتائج على الأرض واستكشاف مغزى ما كان ينصح به التيار المستمسك بتلابيب مبادرة «نبذ العنف»، وضرورة التدرج والقبول بأقل المكاسب والاكتفاء بالدعوة وعدم الانخراط في اللعبة السياسية بدون خبرات كافية، وفى المقابل دفع تيار «الإسلامبولي والزمر» المتشدد نحو القفز بالجماعة في مجاهل غير محسوبة سواء بالتحالف مع الإخوان أو الانخراط في خدمة مشاريع قوى خارجية أو التحالف والتنسيق مع تنظيم «القاعدة».
وأوضح، أن المقيمين بفنادق تركيا الفاخرة، لهم هدف معين، ولديهم تخوف كبير من أن يفكر «قواعد» الجماعة (شيوخها)، في إزاحة تلك القيادات غير المسؤولة، التي سارت بالجماعة في مسالك مظلمة، لأن بعض أقطاب الجماعة وضعت نفسها مع الاخوان والقاعدة، حلفاء في يد دول أخرى ضد المصرية.
وتابع الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، أنه لاشك أن قادة الجماعة الحاليين يتحسسون مراكزهم ويشعرون بالخوف من المحاسبة، نظرًا للثراء البادي عليهم بتركيا، في حين أوضاع عناصر الجماعة هنا مزرية للغاية، ولذلك يستكثر أتباع التيار الهارب أن يوصف ناجح، وكرم زهدي، بالنزاهة والشرف، في حين يوصفون هم بغير ذلك أو على الأقل تحوم حولهم الشبهات، وكفي للقيادات التاريخية، وقفتها إلى جوار الدولة في الأزمات.





