ad a b
ad ad ad

كرواتيا.. «هدف محتمل» لإرهابيي أوروبا والبوسنة

الأحد 15/يوليو/2018 - 11:39 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة
في الوقت الذي يسعى فيه منتخب كرواتيا لتفادي أي أهداف في المباراة، التي تجمعه اليوم مع منتخب فرنسا في نهائي بطولة كأس العالم، تظهر الدولة التي يبلغ عمرها -كدولة مستقلة- 26 عامًا، بعيدة عن خريطة عمليات التنظيمات الإرهابية التي تستهدف دول العالم، لكنها لا تزال «هدفًا محتملًا».
كرواتيا.. «هدف محتمل»
وتعد كرواتيا، التي تقع في مفترق طرق لوسط وجنوب وشرق أوروبا على البحر الأدرياتيكي، جزءًا من الاتحاد الأوروبي، ويسكنها قرابة 4 ملايين نسمة، وتحتل المركز رقم 130 من حيث عدد السكان في العالم، وتحتل الطائفة المسلمة ثاني الديانات في البلاد.

وعلى الرغم من كونها ضمن بؤرة استهداف «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية في أوروبا، إلا أنها لم تعانِ من الإرهاب بشكل كبير مثل «بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا».

وفي تقرير عنوانه «تقرير للاستخبارات الكرواتية يقلل من التهديد الإرهابي»، المنشور على موقع «مبادرة البلقان الانتقالية للعدالة»، تؤكد وكالة الأمن والمخابرات الكرواتية أن البلاد مستقرة، لافتةً إلى أن الهجمات الإرهابية في أوروبا جعلت الوضع أكثر تعقيدًا في المنطقة.

ويقول تقرير جديد صادر عن وكالة الأمن والاستخبارات الكرواتية: إن «الهجمات الإرهابية في أوروبا -خاصة في فرنسا وبلجيكا والبوسنة- زادت من خطر الإرهاب في كرواتيا»، مضيفًا: أنه «على الرغم من أن مستوى التهديد الإرهابي من مغادرة مقاتلين إسلاميين ستتوجه إلى الشرق الأوسط منخفضة جدًّا بالنسبة لجمهورية كرواتيا، ازداد مستوى التهديد الإرهابي لعموم أوروبا، وكذلك بالنسبة لكرواتيا».

ويفسر التقرير عدم تأثر كرواتيا بالراديكالية والتطرف، بأن الأفكار الراديكالية لا تصل إلا إلى عشرات الأشخاص من الشعب الكرواتي، ومعظمهم لا يناصرون الإرهاب، وهذه المجموعات لا تشكل تهديدًا كبيرًا.

وحذر تقرير المخابرات الكرواتية من الجيوب الإسلامية المتطرفة في دول الجوار، مشيرًا إلى أن ما يقرب من 900 شخص، معظمهم من «ألبانيا، والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومقدونيا ومنطقة السنجق في صربيا»، ذهبوا إلى سوريا والعراق للقتال ضمن صفوف تنظيمي «داعش والقاعدة»، وعاد منهم حوالي 300 فرد إلى بلدان الجوار الكرواتية.

ويشير التقرير إلى أن الجماعات المتطرفة اليسارية واليمينية تمثل خطرًا، لكنها «صغيرة وسيئة التنظيم»، لكن إمكانية تعزيز التطرف تكمن في عواقب صدمة الحرب والعلاقات الدولية التي لم تحل، مشيرًا إلى قوة علاقات كرواتيا مع صربيا.
كرواتيا.. «هدف محتمل»
وتقول وكالة الأمن والاستخبارات الكرواتية، عبر موقعها الإلكتروني: إن «الحماية من الإرهاب هي إحدى القضايا الأساسية للأمن القومي الكرواتي، وكذلك أمن حلفائنا وشركائنا».

وتصنف الوكالة نفسها، إلى جانب المكونات الأخرى لنظام الاستخبارات الكرواتي، المسؤولة عن منع الإرهاب ومكافحته في كرواتيا، ويشمل ذلك منع الهجمات الإرهابية المحتملة التي تستهدف كرواتيا ومواطنيها، وكذلك الأنشطة الرامية إلى منع المواطنين الكرواتيين من القيام أو المساعدة في شنِّ هجوم إرهابي، وتحقق في أنشطة الأفراد أو الجماعات التي تمول الأنشطة الإرهابية أو تخطط لها أو تدعمها أو تعدّها أو تجريها.

وأشار موقع الاستخبارات الأوكرانية، إلى صعوبة انتشار ظاهرة ما يسمى بـ«الذئب المنفرد»، أي الأشخاص القادرين والراغبين في تنفيذ هجمات إرهابية بشكل فردي، في حين يصعب جدًّا كشفهم؛ لأنهم غير مرتبطين بالجماعات الإرهابية، ولا يعلنون انتماءهم. 

وأضاف: «هذه الحالات تؤكد أهمية التعاون مع الهيئات الحكومية الأخرى، بشأن الاعتراف بالأفراد الذين يمرون بعملية التطرف، ويعبرون عن نيتهم تنفيذ هجوم إرهابي».
كرواتيا.. «هدف محتمل»
وخلال لقاء لها بالرئيس عبدالفتاح السيسي، في 2015، أكدت رئيسة كرواتيا، كوليندا غرابار كيتاروفيتش، أهمية الحاجة لتعزيز التعاون بين البلدين حول مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أنها بحثت مع «السيسي» موضوع الهجرة وأزمة المهاجرين.

وفي حين لم تحيط العمليات الإرهابية بكرواتيا، كما لم يعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن عمليات قوية بها، لكنها عانت من عملية ذبح مواطن كرواتي في مصر، كان تعرض للاختطاف في القاهرة، في أبريل 2015.

ويعتقد أن كرواتيا هدف محتمل للإرهاب؛ لأنها عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وأن التهديد الأكبر يأتي من دولة «البوسنة والهرسك» المجاورة، التي يدعو إرهابها المسلمون مرارًا وتكرارًا لقتل غير المسلمين.

«التهديد الإرهابي في كرواتيا حقيقي»، هذا بحسب ما قاله «لو بافلي كالينيتش»، عالم سياسي يتعامل مع الأمن، وهو رئيس إدارة مدينة «زغرب» لحالات الطوارئ.
"