ad a b
ad ad ad

«دودي».. حقوقية أوقعها الحب في شرك الإرهاب

الجمعة 13/يوليو/2018 - 09:06 م
إيناس القبايلي الشهيرة
إيناس القبايلي الشهيرة بـ«دودي»
عبدالهادي ربيع
طباعة
لم تكن إيناس القبايلي الشهيرة بـ«دودي»، تتوقع أو حتى يخطر في ذهنها أن تصبح يومًا ما إرهابية تمول التكفيريين، بل وتنفذ أول عملية انتحارية نسائية في ليبيا؛ إلا أن حبها الجنوني لابن عمها الإرهابي الشهير «سالم القبايلي» المعروف بـ«بونقطة» اضطرها إلى ذلك.


إيناس
إيناس
«دودي»، المحامية الشابة (مواليد عام 1990)، والمقيمة بالقرب من مدرسة الأسماء، بحي شيحا الشرقي بمدينة درنة، عملت كغيرها لفترة في القضايا الجنائية والحقوقية، إلا أنها مع بداية الحرب الأهلية الليبية في أعقاب ثورة 17 فبراير، وجدت ابن عمها وحبيبها القديم على رأس قوائم المطلوبين أمنيًّا.
بو نقطة
بو نقطة
واستغل «بونقطة»، حب «دودي» له في دعم جماعته (كتائب بوسليم الإرهابية) بالتمويل اللازم؛ فورطها في عمليات نصب على المواطنين، في أكثر من 70 ألف دينار، إذ أقنعت «القبايلي» الأهالي أنها ستعمل على إخراج أبنائهم المحتجزين في سجن «قرنادة»، ولم يقتصر دورها على الدعم المالي فحسب بل تورطت كذلك في تهريب السلاح إلى الإرهابيين، ومدهم بالمعلومات عن مناطق تمركز القوات نظرًا للثقة التي اكتسبتها في بداية مشوارها.

روجت «دودي»، أنها تعمل لصالح القوات المسلحة الليبية وتدعمها، كما وشت لدى الأجهزة الأمنية بالأهالي المسالمين الذين طالبوها برد أموالهم أو الإفراج عن أبنائهم.

وبمرور الأيام تفطن الأهالي لحقيقتها، ورصدوا مكافأة لمن يُدلي بمعلومات للقبض عليها، كما عمم جهاز مكافحة الإرهاب الليبي أمرًا بالقبض عليها، بعد ثبوت تورطها في دعم «كتائب بوسليم» و«مجلس شورى إرهابيي درنة»؛ لتختفي «دودي» بعد ذلك عن الأنظار.
بو نقطة
بو نقطة
لم تتركها الجماعات الإرهابية التي كانت تحصل منها على تمويل وتهريب الأسلحة، فأرسلت إليها عددًا من خطابات الاستدعاء للمثول أمام المحاكمة على خلفية توقفها عن دعم هذه الجماعات بعد ذيوع خبر مقتل ابن عمها، ولم تكن تدري أنه في مهمة تدريب لإرهابيي الجماعات التكفيرية، إلا أنها التزمت بيتها إلى أن عاد «بو نقطة» إلى المدينة، فعملت على تهريب السلاح ودعمه بالمعلومات متنكرة في النقاب.

و«بونقطة»؛ يُعد أحد أشهر الإرهابيين المطلوبين، على خلفية قيادته لتنظيمات إرهابية وتورطه في عمليات مسلحة، وعمل مدربًا للجماعات الإرهابية، مستخدما مزرعته الخاصة بغابات رأس الهلال معسكرًا للتدريب، كما أنه لم يترك تنظيمًا إلا وانضم إليه بدءا من الجماعة المقاتلة، وبوسليم، والقاعدة، وكذلك تنظيم داعش في مدينة سرت، انتهاء بمجلس شورى إرهابيي درنة الموالي لتنظيم القاعدة.

سالم القبايلي في
سالم القبايلي في معسكر للتدريب
وعاد صباح اليوم الجمعة، اسم «دودي» من جديد ليطرح نفسه على المشهد الليبي، إذ نفذت عملية انتحارية بأحد أزقة حي المغار في درنة، مستهدفة بذلك القوات التي حاصرت حبيبها وابن عمها «بونقطة»، لتلقى حتفها، وتتركه محاصرًا في أحد المنازل مع ثلاث من زوجات الإرهابيين الذين أسند إليه حمايتهم، لتنتهي بذلك قصة حب الحقوقية الإرهابية.

وثيقة استدعاء الإرهابيين
وثيقة استدعاء الإرهابيين لإيناس القبايلي
يُذكر أن الجيش الوطني الليبي لايزال يستكمل مطاردة الإرهابيين المندسين (خلايا نائمة) بين أهالي مدينة درنة بعد أن أعلن في 28 يونيو من العام الجاري التحرير المبدئي لمدينة درنة من الإرهابيين ونجاح العملية العسكرية التي أطلقها في 7 مايو 2018.
"