ad a b
ad ad ad

الجهاديون والسلطة.. طريق الظُلمة والدماء

الأحد 15/يوليو/2018 - 01:40 م
الجهاديون- أرشيفية
الجهاديون- أرشيفية
وليد منصور
طباعة
تبنت ما تسمى بـ«جماعة الجهاد» طريقًا واحدًا للتغيير والوصول إلى السلطة، وهو طريق الدماء، فالتغيير لديهم لا يبدأ إلا بـ«قمة الهرم»، سواء من خلال الإعداد لعمل انقلاب عسكري، أو اغتيال الحاكم من أجل الاستحواذ على السلطة.

واتخذت «جماعة الجهاد» من أجل تحقيق ذلك العديد من الاستراتيجيات، منها محاولة عمل انقلاب عسكري مدعوم بعناصر مدنية، وحاولت استقطاب عناصر مدنية تتوافر لديها العديد من الإمكانيات منها تكفير الحاكم، قدرته على التأقلم داخل الجماعات الجهادية، كما كان يفضلون الأعزب عن المتزوج.


الجهاديون والسلطة..
◄ خلية الظواهري:
أنشأ الجهاديون، من أجل الحصول على السلطة في مصر، العديد من التنظيمات المسلحة، منها: مجموعة المعادي (أُسِّسَت عام 1966)، وكان أعضاؤها لايزالون طلابًا، ويقودهم إسماعيل الطنطاوي، ومن بين أعضائها، أيمن الظواهري -قائد تنظيم القاعدة الآن- ونبيل البرعي، وعلوي مصطفي، وانشق عنهم علوي مصطفى بسبب بعض القضايا الفقهية عام 1974، وانضم لهم بعد ذلك محمد عبدالرحيم الشرقاوي، وعصام القمري الضابط السابق في الجيش المصري، الذي بدأ في تشكيل تنظيم ضم عبدالعزيز الجمل، وعوني عبدالمجيد، وجمال راشد.

ويعتبر التشكيل الذي سعى «القمري» لتكوينه من أخطر التنظيمات الإرهابية التي تحاول الوصول إلى السلطة، لأنه اعتمد في تكوينه على ضباط من القوات المسلحة من أجل تنفيذ انقلاب عسكري.

أما المجموعة الجهادية الثانية، فهي مجموعة الوجه البحري، وأسسها محمد عبدالسلام فرج – صاحب كتاب «الكتيبة الغائبة»، الذي يعد دستورًا للجهاديين- وكان من أعضائها «طارق الزمر، وابن عمه المقدم عبود الزمر(اشتركا في اغتيال الرئيس محمد أنور السادات)، فيما كانت المجموعة الثالثة في محافظة الجيزة، وضمت كلًّا من: حسن الهلاوي، مصطفى يسري، وعبدالفتاح الزيني، وقاد المجموعة الرابعة سالم الرحال (أردني كان يدرس في مصر)، ومن أعضائها: كمال السيد حبيب، وهو من تولى القيادة بعد ترحيل «الرحال».

فيما أُسِّسَت المجموعة الخامسة، التي تنتهج العنف، في الإسكندرية عام 1968، وكان من بين أعضائها: طلال الأنصاري، هاني عبدالمقصود، وحسن السحيمي، وهذه المجموعة هي التي اشتركت في تنفيذ انقلاب الفنية العسكرية مع صالح سرية (إخواني من فلسطين وقائد تنظيم الفنية العسكرية).
الجهاديون والسلطة..
◄ تنظيم الفنية العسكرية:
يعد تنظيم «الفنية العسكرية» أول التنظيمات الجهادية التي حاولت تنفيذ انقلاب عسكري على الرئيس محمد أنور السادات – رئيس مصر الأسبق- في 18 أبريل 1974، وأسفرت عن مقتل 17 بين عسكري وضابط، وإصابة أكثر من 60 آخرين.

وكانت المجموعة المجهزة لعمل انقلاب عسكري، التي يقودها «صالح سرية»، مقسمة إلى عدد من المجموعات الصغيرة وتضم عددًا من الشباب، على رأسهم قائد للمجموعة، وكانت تضم أولًا مجموعة الإسكندرية «كامل عبدالقادر - كلية الطب، وطلال الأنصاري- كلية الهندسة» ومجموعة بورسعيد بقيادة أحمد صالح، ومجموعة «القاهرة والجيزة»، وعلى رأسها حسن الهلاوي ومصطفى يسري، ومجموعة «قنا» بقيادة محمد شاكر الشريف، ومجموعة «الفنية العسكرية» بقيادة كارم الأناضولي، كما أبقى بقية الكليات العسكرية تحت قيادته المباشرة.

وتمثلت خطة «تنظيم الفنية العسكرية» في حصول أفراد من التنظيم على أسلحة كلية الفنية العسكرية، وذلك بمساعدة عدد من الأفراد من داخل الكلية، ثم الذهاب ومحاصرة مبنى الاتحاد الاشتراكي -الذي سيعقد فيه الرئيس السادات مؤتمرًا لقيادات الدولة- وإجباره على التنازل عن الحكم، وإعلان قيام دولة إسلامية من وجهة نظرهم، ولكن أمن الكلية تصدى لهم، وصفى عددًا من أفراد التنظيم، وفشلت بذلك أول محاولة لعمل انقلاب عسكري دامي من قبل جماعة «سرية».

ويعتمد «تنظيم الفنية العسكرية» في أدبياته على تكفير الحكام وتجهيل المجتمع واعتبار الدول الإسلامية دار حرب، وتوسع هذا التنظيم في التكفير حتى أنه اعتبر كل المشاركين في العمل الحكومي كُفارًا يدافعون عن رئيس الحكم الكافر- من وجهة نظرهم-، وكذلك كل من اشترك في حزب غير إسلامي أو جمعية عالمية، واعتبر هذا التنظيم أن الجهاد هو الأمر الوحيد لإقامة الدولة الإسلامية.


الجهاديون والسلطة..
◄ الشوقيون:
تنظيم «الشوقيون»، هو أحد التنظيمات التي كانت ترى أن العمل المسلح هو السبيل للحصول على السلطة، وترجع تسميته إلى مؤسسه شوقي الشيخ – قتل في مواجهات مع الأمن- واتخذ التنظيم قرية «الكحك» بمحافظة الفيوم – شمال صعيد مصر- مقرًا له، وقد خرج هذا التنظيم من رحم الجماعة الإسلامية.

ويعتمد «الشوقيون» على تكفير المجتمع كله، كما كفروا أعضاء الجماعة الإسلامية كلهم بمن فيهم عمر عبدالرحمن (الزعيم الروحي للجماعة)، وكانوا يعتمدون على سرقة محلات الذهب، في بداية التسعينيات، خاصة التي يمتلكها النصارى، وكانوا يقسمون المجتمع إلى كافر محارب وكافر مسالم، مؤكدين وجوب قتال الكافر المحارب.

واستطاعت قوات الأمن اقتحام قرية «الكحك»، وقتلت مؤسس التنظيم شوقي الشيخ، وتم القبض على أغلب الأعضاء.


الجهاديون والسلطة..
◄ جماعة الناجون من النار: 
تعد جماعة «الناجون من النار» من أخطر الجماعات الإرهابية التي انتهجت العمل المسلح، وقامت بتنفيذ العديد من محاولات الاغتيال، منها محاولة اغتيال حسن أبو باشا -رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق-، ومحاولة اغتيال النبوي إسماعيل -وزير الداخلية الأسبق-، والكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، ونجوا جميعًا من هذا العمليات، التي وقعت في العام 1987.


ويعود تشكيل هذه الجماعة إلى منتصف الثمانينيات، وظهور مجدي الصفتي (طبيب، وأهم قيادي في تنظيم الناجون من النار)، الذي كان من المنضمين إلى جماعة «التوقف والتبين» -وهي جماعة متطرفة حاول «الصفتي» إدخال فكرة الجهاد إلى أعضائها، للقيام بعمل مسلح من أجل تغيير الحكم في مصر-.

ومن أدبيات هذا التنظيم تكفير كل فرد لم يدخل ضمنه ولم يسمع ويطع أميره، لأنه لم ينضم لجماعة المسلمين -من وجهة نظرهم، وكانت تهدف مثل الجماعات التكفيرية إلى التسليح والتدريب واستخدامه ضد الدولة لإقامة الدولة المسلمة من وجهة نظرهم. 

واستطاعت قوات الأمن تفكيك هذا التنظيم الإرهابي والقبض على أغلب الأعضاء، إلا مجدي الصفتي، فقد قبض عليه في العام 1993 وألقى في السجن، وقد أفرج عن عدد من أعضاء هذا التنظيم عقب ثورة 25 يناير 2011.


الجهاديون والسلطة..
◄ جماعة التكفير والهجرة:
كانت جماعة «التكفير والهجرة» من أشد الجماعات تطرفًا؛ حيث حكمت على كل المسلمين بالكفر إلا أتباعهم، وأطلقوا على أنفسهم «جماعة المسلمين»، وأُسست هذه الجماعة على يد شكري مصطفى (أحد شباب جماعة الإخوان، وانفصل عنها بعد خروجهم من السجن عام 1965).

وترتكز أفكار «التكفير والهجرة» على أمرين، الأول التوسع في التكفير، فتكفر كل مرتكب للكبيرة، كما تكفر الحكام والعلماء وتكفر حتى المصلين الذين يصلون في مساجد، لقبولهم بتحكيم غير شرع الله، كما أنهم يكفرون الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) والعديد من أئمة المسلمين، والأمر الثاني هو الهجرة واعتزال المجتمع، فلا يصلون في المساجد العادية ولا ينخرطون معهم بحجة أنه مجتمع جاهلي. 

ونفذت هذا الجماعة عملية إرهابية بخطف الإمام محمد حسين الذهبي (وزير الأوقاف الأسبق) من منزله، وأعلنوا مسؤوليتهم عن الحادثة بعد قتله في شارع الهرم (أحد شوارع الجيزة)، لأنه ألف كتاب «التكفير والمكفرون»، وكان شديد الإنكار عليهم، وألقت قوات الأمن القبض على شكري مصطفى، وطارق عبدالعليم، والعديد من أعضاء التنظيم، الذين حكم عليهم بالإعدام.

يذكر أنه بعد خطف الإمام «الذهبي» طلبت جماعة «التكفير والهجرة» العديد من المطالب، منها الإفراج عن أعضاء التنظيم المقبوض عليهم، واعتذار الصحافة المصرية، ونشر كتاب لمؤسس التنظيم شكري مصطفى باسم «الخلافة»، ودفع فدية 200 ألف جنيه.
"