ad a b
ad ad ad

نجاة يسري.. انتحارية بعقيدة «الأرامل السود»

السبت 07/يوليو/2018 - 03:56 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة
مع بداية الربع الثاني من العام 2005، توجهت سيدتان إلى ميدان السيدة عائشة في جنوب القاهرة، مختبئتين في نقابيهما، وتحت طيات ملابس إحديهما أخفت سلاحًا ناريًّا بدائيًّا يعلوه الصدأ، ومع مرور حافلة تقل سائحين متوجهين لزيارة معالم القاهرة الأثرية، أطلقت الرصاص على زجاج الحافلة الخلفي؛ ما لفت الأنظار إليهما، فبادرت بعد ذلك بإطلاق الرصاص على زميلتها، ثم انتحرت هي الأخرى؛ ليشهد يوم 30 أبريل من العام نفسه، وقائع أول عملية انتحارية تنفذها امرأة مصرية.

قبل 3 أسابيع من حادث ميدان السيدة عائشة، الذي نفذته «نجاة يسري ياسين» و«إيمان إبراهيم خميس»، وقع هجوم بدائي بشارع الموسكي في حي الأزهر العتيق، أدى إلى مصرع وإصابة عدد من المصريين والسائحين، نفذه شخص يُدعى «حسن بشندي»، واتهمت أجهزة الأمن فردًا يُسمى إيهاب يسري ياسين بالتورط مع منفذ هجوم الأزهر.

هذا «الثلاثي» كان سببًا في أن تعرف مصر الهجمات المتزامنة، وهي الاستراتيجية التي يلجأ إليها تنظيم «داعش»، لشن هجمات متعاقبة في أماكن متفرقة؛ لإحداث حالة من الفوضى يصعب على أجهزة الأمن التعامل معها، إذ اتفق كل من «إيهاب» وشقيقته «نجاة» وزوجته «إيمان» على أنه سيتوجه إلى المتحف المصري ويُلقي قنبلة بداخله، في حين تتجه السيدتان إلى ميدان السيدة عائشة وتطلقان الرصاص على حافلة سياحية.

وفي مشهد أعاد للأذهان ظاهرة «الأرامل السود» في الشيشان؛ وهن اللاتي كن ينفذن عمليات انتحارية للرد على مقتل أزواجهن، وكن يرتدين النقاب أيضًا، نفذت «نجاة» و«إيمان» عملية «السيدة عائشة» بعدما علمتا بوقوع هجوم في ميدان عبدالمنعم رياض بالقرب من المتحف المصري نفذه «إيهاب».

فور مرور حافلة سياحية بالميدان، وجهت «نجاة» سلاحها الناري صوب الزجاج الخلفي، وأطلقت 3 رصاصات لم تصب بها أحدًا؛ لعدم تمرسها أو تدربها على كيفية إصابة الهدف، ثم بادرت بإطلاق النار على زوجة أخيها، ثم انتحرت، تاركةً مسدسها البدائي وقفازها الأسود جانبًا.

وبدورها، بادرت جماعة الإخوان بإصدار بيان نفت خلاله أي صلة لها بتلك الهجمات، وطالب محمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة آنذاك، بأن تسارع الدولة في عملية الإصلاح السياسي، وأن تتعامل السلطة مع المتورطين بما لا يتجاوز القانون.
 
ثم تواردت معلومات عقب الحادث، أن جماعة تُسمى «كتائب عبدالله عزام»، تتبنى الفكر السلفي الجهادي، وتورطت في تنفيذ عمليات إرهابية بشرم الشيخ عام 2004، أصدرت بيانًا إلكترونيًّا تعلن فيه مسؤوليتها عن الهجومين، إلا أن جماعة أخرى تُدعى «جماعة مجاهدي مصر»، تبنت الحادث في بيان عبر إحدى المدونات على الإنترنت.

وبحسب تحقيقات النيابة مع مجموعة المتهمين الذين وجهت لهم اتهامات، من بينها الانضمام إلى جماعة أُسست خلافًا لأحكام القانون، والدعوة إلى تكفير الحاكم، وإباحة الخروج على نظام الحكم القائم بالبلاد، واستهداف السائحين والأجانب ورجال الشرطة، فإن أحد عناصر الخلية الإرهابية وهو تامر يسري ياسين، أمد المجموعة بأموال أرسلها إليهم أثناء وجوده آنذاك بدولة قطر، وتم تحويل تلك المبالغ لاثنين من أعضاء الخلية، وهو ما تأكدت منه النيابة بعد تتبع الحسابات البنكية التي وصلت إليها التحويلات.

لم يقتصر دورهن على تنفيذ عملية انتحارية فقط، بل كان العنصر النسائي حاضرًا أيضًا في الإعداد والتخطيط للهجمات،؛إذ كان من بين المتهمين الـ14 الذين تمت إحالتهم إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارئ، ربة منزل اسمها زينب كامل محمد، وتاجرة خردة تُدعى سهام قمر الزمان، وكان دورهما الإسهام في تصنيع المفرقعات بطرق بدائية.
"