«مجلس الديانة الإسلامية» جسر الإخوان «الواهي» لاستعادة نفوذهم بفرنسا
السبت 07/يوليو/2018 - 03:41 م
مجلس الديانة الإسلامية
هناء قنديل
كشفت المشكلات التي عاشتها شعوب المنطقة العربية، خلال السنوات السبع الماضية، على أيدي تيارات الإسلام الحركي، الذي دعمته في الأساس جماعة الإخوان، منذ نشأتها في مطلع القرن الـ20 (1928)، الكثير من الحقائق التي أدركتها الحكومات الأوروبية، وحدا بها لأن تُعلن أنها بصدد مراجعة مناهجها في التعامل مع تلك الجماعة.
ولم تقف «الإخوان» مكتوفة الأيدي، تنتظر العقاب العالمي على أفعالها، وإنما سلكت سريعًا سلسلة من المناورات، للتخفي خلف مؤسسات معينة تابعة لها، بغرض استعادة نفوذها في أوروبا وبخاصة داخل بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا.
وتمثل فرنسا، وضعية خاصة لدى جماعة الإخوان؛ لأنها تضم نحو نصف ما تديره الجماعة من جمعيات أهلية في أوروبا؛ الأمر الذي يجعل محاولة الجماعة استعادة مكانتها في فرنسا أمرًا بالغ الأهمية لديها، والخطورة لدى الحكومة الفرنسية.
بداية مبكرة
جاءت تحركات الجماعة سريعة، عبر مؤتمرها السنوي الـ35 الذي استضافه مركز «لوبورجيه»، وحضره 500 من أتباعها، يتقدمهم ممثل ليوسف القرضاوي الزعيم الروحي لجماعة الإخوان، بتنظيم ما يعرف بـ«اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا»، وهو الذي واجه تضييقًا للخناق عليه في عدد من الدول، فخشي من أن تنتبه السلطات الفرنسية لتحركاته، فقرر الانفصال شكليًّا عن الجماعة، مطلع عام 2017.
وبعد اتساع دائرة الانتقادات الموجهة لاتحاد المنظمات الإسلامية، بدأت الجماعة التخفي خلف حصان طروادة جديد؛ لاستعادة نفوذها بفرنسا، فابتكرت ما يعرف بــــ«مجلس الديانة الإسلامية»؛ إذ يحتضن هذا الكيان حاليًّا التحركات الإخوانية لاستعادة المكانة لدى أكبر دولة أوروبية تضم مسلمين، بعدد يصل إلى نحو 4 ملايين شخص، ويمول نشاط هذا الكيان الإخواني الجديد، دولة قطر، التي تخوض صراعًا استراتيجيًّا؛ من أجل دعم نفوذ الإخوان في أوروبا، ومن ثم امتلاك مفاتيح مؤثرة لتحقيق أهدافها في المنطقة، ولعب دور الدولة ذات القدرة على توجيه رياح السياسة في الشرق الأوسط.
ويُمثل هذا المجلس فيدرالية إخوانية قطرية؛ تضم عشرات الجمعيات، وبات محاورًا للدولة الفرنسية في تسيير شؤون المسلمين ابتداءً من سنة 2003، وبات هذا التجمع الإخواني المدعوم من الدوحة، يحتل مكانة مهمة في فرنسا، منذ أسسه الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، حينما كان وزيرًا للداخلية، الذي حرص على تصوير الأمر باعتبار هذا الكيان الإخواني مجرد منظمة رسمية، تُعْنَى بشؤون المسلمين، ومن ثم لا مانع من تأسيسها، وذلك على خلاف الواقع، المعاش حاليًّا الذي يكشفه متابعة يسيرة لنشاط هذا الكيان.
ويُمثل «مجلس الديانة الإسلامية»، مشروعًا سياسيًّا مهمًّا للإخوان، داخل الأراضي الفرنسية؛ لذا تم تمويل حملات إعلامية ضخمة؛ للإيهام بأنه يقدم خدماته لعدد هائل من المسلمين الفرنسيين؛ لإضفاء قوة زائفة عليه، وتحويله إلى مؤسسة تتحدث باسم المسلمين في فرنسا، وتستمد قوتها من عددهم الضخم، وتأثيرها عليهم.





