«داعش» يدفع بـ«إرهابييه» للقارة العجوز.. وتعاون أوروبي لاصطيادهم
الخميس 05/يوليو/2018 - 12:05 م
شيماء حفظي
بدأ تنظيم «داعش» الإرهابي الترتيب لعودة مقاتليه الهاربين من سوريا والعراق إلى أوروبا، بعدما أصبحت مغادرتهم لسوريا والعراق حتمية، ويبدو أن التنظيم الإرهابي أصبح يُرشد مقاتليه حول أفضل سبل المغادرة دون إثارة الانتباه أو إلقاء القبض عليهم في رحلة العودة إلى مواطنهم الأولى.
وبعد انهيار التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، أنشأ موقعًا على شبكة الإنترنت موجه خصيصًا لمن أسماهم «الجهاديين الأجانب» الذين يستعدون للعودة لبلدانهم الأصلية الذين يقدر عددهم بـ40 ألف مقاتل، ويحذر الموقع - وبلغات مختلفة – هؤلاء من استعمال جوازات سفر مزورة، ولكن عليهم استعمال وثائق هوية حقيقية أو التخلي عن كل أنواع الوثائق.
كما أوصى التنظيم عناصره بـترك كل الأغراض التي قد تفشي بطبيعة وجودهم في سوريا كما نصحهم الموقع بعدم الخوض في الحديث عن «داعش» مع الغرباء.
وموقف التنظيم بشأن ملف العائدين من معاقله، يهدد بمزيد من العمليات الإرهابية في الدول الأوروبية، فقد أعلنت الحكومة الألمانية أن ما يربو عن ألف متطرف سافروا من ألمانيا إلى سوريا والعراق خلال الأعوام الماضية من أجل الانضمام لجماعات إرهابية هناك، إضافة إلى نحو 170 مشتبهًا فيهم، من جذور ألمانية لقوا حتفهم خلال أعمال قتال، أو في ظروف أخرى في سوريا أو العراق.
وفى تقرير لوكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» في تقرير نشرته في 20 يونيو 2018، حذرت من أن خطر شن تنظيم «داعش» هجمات جديدة في أوروبا مازال «مرتفعًا للغاية»، كما أن هجمات المتشددين ضد أهداف أوروبية زادت بأكثر من الضعف خلال العام الماضي، مؤكدة أنه خلال العام الماضي فقط تم الإبلاغ عن 33 هجومًا إرهابيًّا في القارة العجوز، من بينها 10 هجمات نجح المتشددون في تنفيذها، وأسفرت عن مقتل 62 شخصًا، بينما فشلت الأخرى أو تم إحباطها، وبالمقارنة، فإن عدد الهجمات التي أُبلغ عنها في 2016 لم يتعدَّ 13 هجومًا، أدى 10 منها إلى مقتل 135 شخصًا.
وأضافت «يوروبول»، في تقريرها السنوي الذي صدر في لاهاي تحت عنوان«وضع وتوجهات الإرهاب 2018»، أن «الزيادة في عدد الهجمات الإرهابية في 2017 تزامنت مع انخفاض مستوى تطورها من حيث الإعداد والتنفيذ»، وذكر التقرير أن المتشددين الذين شنوا مثل هذه الهجمات في دول الاتحاد الأوروبي، في 2017، كانوا في غالبيتهم من سكان تلك الدول، «ما يعني أنهم أصبحوا متطرفين وهم في الدول التي يقيمون فيها، دون أن يتوجهوا إلى الخارج للانضمام إلى جماعة إرهابية».
وقال مانيول نفاريت رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في «يوروبول»: «إنه في العديد من الحالات أصبحت تلك الهجمات شكلًا من أشكال الانتقام الشخصي ضد البلد الذي فشلوا في الاندماج داخله».
وقال تقرير «يوروبول»: «مع تراجع قوة «داعش»، أصبح يحث أعضاءه على شنِّ هجمات منفردة في بلدانهم، محذرة من أن «تهديد الهجمات الإرهابية في أوروبا لايزال مرتفعًا جدًّا»، وجاء في التقرير أيضًا «يجب أن نوضح أن تنظيمي «داعش» و«القاعدة» وغيرهما من الجماعات المتشددة لاتزال تُشكل تهديدًا كبيرًا، ولديها النية والقدرة على شنِّ هجمات إرهابية في الغرب».
فيما أشارت المدير الجديد لـ«يوروبول»، كاثرين دي بولي، إلى أنه «من المؤكد أن دعم الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب سيظل أولوية أولى»، مشددة على أنه من الضروري أن يتم تبادل المعلومات والبيانات على أعلى مستوى لمكافحة الإرهاب.
وأطلقت فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا مؤخرًا مبادرة تسعى إلى إنشاء سجل أوروبي لتبادل معلومات مهمة لمكافحة الإرهاب، بحسب ما أوردت وكالة «يوروجست» للتعاون القضائي.





