دلالات تكرار هجمات «داعش» على تجمعات الشيعة في أفغانستان
يواصل تنظيم "داعش" الإرهابي عملياته لإحراج حركة طالبان باستهداف طائفة الشيعة بصورة مستمرة، في مزاراتهم الدينية أو مساجدهم، ووصل الأمر إلى استهداف مراكزهم التجارية والتي تعد الأولى من نوعها منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2021، خلال الحادث الذي وقع الجمعة 27 أكتوبر 2023م، في أحد المراكز التجارية بالعاصمة الأفغانية كابول.
تفاصيل العملية
تبنى تنظيم "داعش" عملية تفجير أحد المراكز التجارية فى العاصمة الافغانية كابل وأكد أنها تمت بواسطة قنبلة وأدت إلى مصرع أربعة أشخاص.
وأضاف التنظيم -في بيان نقلته وكالة "أعماق" إحدى الأذرع الإعلامية التابعة له- إن "التفجير تم بحقيبة مفخخة تمكن مقاتلو التنظيم من إدخالها إلى قاعة يتجمع فيها الشيعة".
من جهته ذكر خالد زادران المتحدث باسم الشرطة الأفغانية أن الانفجار وقع في حي دشت برجي الذي تسكنه غالبية من طائفة الهزارة الشيعية، موضحًا أن العملية أسفرت عن أربعة قتلى وسبعة جرحى، ومشيرًا إلى أن التحقيق جارٍ.
وقال شاهد عيان لوكالة "فرانس برس" يوم الجمعة إن الجماعة المتطرفة استهدفت صالة ألعاب رياضية داخل مركز التسوق.
إحراج طالبان
وخلال العامين الأخيرين فقط بلغ عدد ضحايا عمليات تنظيم "داعش ولاية خراسان" من الشيعة وطائفة الهزارة ما يزيد على 500 شخص بين قتيل وجريح أغلبها كانت خلال الاحتفالات الدينية وفي المساجد أثناء أداء صلاة الجمعة.
ووقعت الحادثة الأولى في 21 سبتمبر 2022م في مسجد إمام الزمان بمدينة بول خمري مركز بغلان، بينما كان عدد من المواطنين الهزارة يؤدون صلاة الجمعة. ثم تبعتها مجموعة من العمليات كان آخرها استهداف تجمع للشيعة خلال احتفالات المولد النبوي.
ومن بين تلك الهجمات الهجوم على مركز كاج التعليمي غربي كابول في 8 سبتمبر 2022م، والذي خلف 53 قتيلًا وأكثر من 80 جريحًا. وبالمثل، في 30 أبريل 2022م، تعرض طلاب مدرسة عبد الرحيم شهيد غربي كابول لهجوم بانفجار قنبلة أثناء خروجهم من المدرسة، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 11 آخرين، معظمهم من الطلاب.
ويحاول تنظيم داعش احراج حركة طالبان واستفزازها بتلك العمليات التي تذكر الطائفة الشيعية بعمليات الحركة معهم في السابق كما لا يكتفي التنظيم باستهداف الشيعة وحدهم بل وضع نصب عينيه الصوفية أيضًا معتبرًا أن طالبان طريقة صوفية ينبغي قتالها.
وقد خصص التنظيم ملفًا خاصًا عن هذا الموضوع في عدد شهر مارس 2023، من مجلة "صوت خرسان" التابعة للتنظيم وصف فيها طالبان بالصوفية المشركين.
ويشير مسؤولون في وزارة الداخلية الأفغانية إلى أن الهجوم على المواطنين الهزارة والشيعة يهدف إلى تعطيل الوحدة العرقية في أفغانستان.
وقال بسم الله حبيب المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية إنهم سيبذلون المزيد من الجهود لضمان أمن المناطق المعرضة للخطر.
وأضاف في تصريحات صحفية وفقًا لوسائل إعلام محلية: "إن وزارة الداخلية، بينما تتخذ إجراءات أكثر صرامة في المناطق المعرضة للخطر، تطلب أيضًا من الأهالي التعاون الكامل مع القوات الأمنية.
الصراع العرقي يعود إلى الواجهة
ويقول الدكتور محمد عبدالرازق، الخبير المختص في الشؤون الأفغانية في تصريح خاص لـ"المرجع" إن تنظيم "داعش" يحاول إثبات أن حركة طالبان لا تستطيع حماية المدنيين خاصة الأقليات، التي وعدت الحركة بحمايتهم ومنحتهم الأمان منذ وصولها للسلطة.
كما تعيد تلك
العمليات الصراع العرقي في البلاد إلى الواجهة مرة أخرى وبالتالي تزيد المشكلات
الداخلية أمام حركة طالبان التي لم تتمكن إلى الآن من السيطرة على الأوضاع الأمنية
في البلاد، إضافة إلى مشكلاتها مع جيرانها خاصة باكستان. وهو ما يزيد في النهاية
من معاناة المواطن الأفغاني.





