أثر هجوم أنقرة الإرهابي على سياسات أردوغان في ولايته الجديدة
توقع محللون وخبراء أن يؤثر هجوم أنقرة الإرهابي على سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ولايته الجديدة، إذ من المتوقع أن يتبع نهجًا أكثر تشددًا في مكافحة الإرهاب.
وكانت تركيا قد شهدت هجومًا إرهابيًّا وقع صباح الأحد، الأول من أكتوبر الجاري 2023، استهدف مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية بالقرب من مقر البرلمان في العاصمة أنقرة، وأدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات.
وبعد ساعات من وقوع الهجوم، أعلن حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا مسؤوليته عن هذا الهجوم الذي نفذته وحدة يطلق عليها اسم "لواء الخالدين"، وفقًا للبيان الصادر عن قيادة مقر مركز الدفاع الشعبي.
كما كشفت وزارة الداخلية التركية عن هوية المنفذ الأول لهجوم أنقرة، ويدعى حسن أوغوز المُلقب بـ"كانيفار أردال"، أما المنفذ الثاني فيدعى أوزكان شاهين، وهما عضوان في حزب العمال الكردستاني، فيما أوضح هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي، أن منفذي الهجوم دخلا البلاد من الأراضي السورية وتلقيا تدريبات في الداخل التركي.
زيادة التصعيد العسكري
وأكد الخبراء، أن الفترة المقبلة قد تشهد زيادة التصعيد العسكري التركي ضد حزب العمال الكردستاني، الذي أعلن مسؤوليته عن العديد من الهجمات الإرهابية، كما أنه من المتوقع أن يكثف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عملياته العسكرية ضد الحزب في جنوب شرق تركيا، من أجل ضبط الوضع الداخلي، وإحكام القبضة على المشتبه بصلتهم بحزب العمال الكردستاني.
ومنذ وقوع هجوم أنقرة، نفذت السلطات التركية مداهمات وعمليات في أنحاء البلاد، كما ألقت القبض على العشرات، كما شنت القوات التركية وابلًا من الضربات الجوية والهجمات على أهداف للمسلحين في شمال سوريا والعراق.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في السابع من أكتوبر الجاري، أن قواتها قتلت 58 مسلحًا كرديًّا في هجمات على مواقع للمسلحين في شمال سوريا، وقد تسرع الحكومة التركية في إنشاء منطقة آمنة بطول 30 كم على طول حدودها مع سوريا، لتأمين حدودها الجنوبية من الهجمات.
بالإضافة إلى تعزيز الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت تستخدم بشكل متزايد لنشر الأفكار المتطرفة، والتى من المتوقع أن يفرض أردوغان قيودًا أكثر صرامة على استخدامها لأغراض إرهابية، مثل حظر بعض المواقع الإلكترونية وفرض عقوبات على الأفراد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأفكار المتطرفة.
يذكر أن الاستخبارات التركية كانت قد عززت قدراتها في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن تستمر في هذا الاتجاه في ظل التهديد الإرهابي المتزايد، وقد ساهم هذا في إحباط العديد من المخططات الإرهابية.
بحسب الخبراء، ثمة رسائل مختلفة انطوى عليها هجوم أنقرة الأخير، سواء على صعيد المكان أم التوقيت الزمني، إذ تم اختيار عمق العاصمة أنقرة لتنفيذ الهجوم الإرهابي، وفي حي يضم مقار عدد من الوزارات إضافة إلى البرلمان، كما يعد نقلة نوعية في صراع حزب العمال الكردستاني مع النظام التركي، ورسالة تهديد مباشرة للأخير بأن الحزب قادر على الوصول إلى العمق التركي، بخلاف عملياته السابقة، بينما تزامن مع بداية الربع الأخير من العام، وهو ما قد يفهم منه سعي منفذيه لإفساد موسم السياحة في تركيا، والتأثير سلبًا في الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وبما قد يفرض مزيدًا من الضغوط على النظام التركي قبل الانتخابات المحلية المقررة في مارس 2024.





