دلالات تصاعد العمليات المسلحة للأزواد ضد الجيش المالي
دخلت مالي منذ مطلع سبتمبر الماضي منعطفًا خطيرًا، على خلفية المواجهات المسلحة بين المتمردين والجماعات الإرهابية والقوات الأمنية، التي باتت تواجه هجمات عنيفة، خاصة في منطقة أزواد التي شهدت ما يقرب من عشر هجمات خلال أقل من شهر، كان آخرها إعلان متمردو الطوارق السيطرة على قاعدة بامبا العسكرية شمال البلاد.
إضرابات أمنية
وتصاعدت الاضطرابات الأمنية في مالي بشكل لافت منذ سبتمبر 2023م، إذ شهد الأسبوع الأول من الشهر عددًا كبيرًا من الهجمات، منها الهجوم الذي شنَّه تنظيم القاعدة الخميس 7 سبتمبر على أحد المراكب النهرية في نهر تمبكتو، والذي أسفر عن مقتل نحو 100 شخص بحسب الأرقام الرسمية، كما اقتحمت عناصر التنظيم الإرهابي في اليوم التالي قاعدة جاو العسكرية، وهي القاعدة الأكبر للجيش المالي وقوات فاجنر الروسية شمال البلاد، وأدى الهجوم إلى تدمير القاعدة بما فيها من معدات عسكرية وطائرات، إضافة إلى مقتل عشرات الجنود، كما أعلن قوات الأزواد، السبت 9 سبتمبر إسقاط طائرة سوخوي تابعة للجيش المالي خلال قيامها بإحدى العمليات.
تمدد ازواد
في الأول من أكتوبر الجاري أعلن مقاتلو الطوارق شمال مالي أن تحالف تنسيقية حركات أزواد استولوا على قاعدة بامبا العسكرية في منطقة جاو، بحسب بيان المتحدث باسم التنسيقية محمد المولود.
وأكد الجيش المالي في تدوينة نشرها على موقع التواصل "إكس" أن قواته واجهت هجومًا ضاريًا ضد المتمردين.
وعللت تنسيقية حركات أزواد على العملية بأنها جاءت ردًّا على الهجمات التي استهدفت قواعد عسكرية في ليري وديورا وبوريم قبلها بأسابيع في ظل سعي الجانبين للسيطرة على مناطق صحراوية وسط وشمال البلاد.
وتُعد قاعدة بامبا الرابعة التي استولى عليها متمردو أزواد منذ أغسطس الماضي بعد رحيل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي كانت تعمل على حفظ الأمن في المنطقة على مدى السنوات الماضية.
دلالات التصعيد
يشكو الطوارق منذ وقت طويل من إهمال الحكومة المالية، ويسعون من أجل نيل الحكم الذاتي للمنطقة الصحراوية التي يطلقون عليها أزواد.
وكانت تنسيقية حركات ازواد وقعت اتفاق سلام مع الحكومة في 2015م، غير أن هذا الاتفاق ما لبث أن انتهى بسبب التوترات الأمنية بين الجانبين إثر انقلابي عامي 2020 و2021، وتحالف الجيش مع قوات فاجنر الروسية.
ويقول محمد الورداني، الخبير في الشؤون الإفريقية، إن الجيش المالي يحاول منذ فترة إثبات أن بمقدوره السيطرة على الوضع الداخلي بعد رحيل القوات الأممية والفرنسية.
وأضاف أنه في إطار ذلك بدأ في خلط الأمور بين حركات التمرد الأزوادي وبين التنظيمات الأخرى مثل تنظيم القاعدة لإثبات أن مسألة استقلال الأزواد أمر مستحيل، وأنه من المحال توقيع اتفاق سلام معهم في ظل سيطرة الجماعات الإرهابية على المنطقة.
وأشار إلى أن تنسيقية أزواد بدورها تحاول الدخول في مرحلة جديدة بجانب تشكيلاتها العسكرية من اجل التواصل مع الداخل والخارج على المستوى السياسي والعسكري والإعلامي.





