ad a b
ad ad ad

دلالات جولة لوزير الدفاع الأمريكي الإفريقية

الأحد 15/أكتوبر/2023 - 11:30 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

حملت جولة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في كل من جيبوتي وكينيا وأنجولا، أهمية قصوى، لا سيما أنها الأولى من نوعها له في القارة، كما تأتي في توقيت حرج؛ حيث تتزايد مخاوف دول شرق إفريقيا من تصاعد إرهاب حركة الشباب في الصومال، في الوقت الذي تتجه فيه قوة الاتحاد الإفريقي «أتميس» إلى سحب قواتها تدريجيًّا وفق جدول زمني بنهاية عام 2024.

التأكيد على أهمية الوجود العسكري الأمريكي

وتسعى قوى دولية، مثل روسيا، إلى تعزيز وجودها في القارة. لذلك، استهدفت جولة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في كل من جيبوتي وكينيا وأنجولا، في المقام الأول التأكيد على أهمية الوجود العسكري الأمريكي في جيبوتي والمنطقة، وتعزيز الشراكة الأمنية والعسكرية مع الدول الحليفة، إلى جانب طمأنة هذه الدول بأن الحرب على الإرهاب لا تزال على قمة اهتمامات واشنطن.

وقام أوستن بزيارة خاصة للقوات الأمريكية في قاعدة ليمونييه بجيبوتي، كما خاطب تشكيلًا صغيرًا يتكون من جنود وبحارة وطيارين ومشاة البحرية التي تعمل خارج القاعدة، حيث قال: “إن العمل الذي تقومون به هنا مع شركائنا الجيبوتيين وحلفائنا الآخرين هنا مهم”، ووجه الشكر للقوات الأمريكية، وذلك لدورها الذي وصفه بأنه “مثير للإعجاب” في إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من السودان في أبريل 2023 عندما اشتداد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وكشفت الأزمة السودانية عن أهمية دور هذه القاعدة الأمريكية؛ حيث أعلنت واشنطن مع تصاعد هذه المواجهات أنها “تجري تخطيطًا حكيمًا لمختلف حالات الطوارئ”، وتنشر قدرات إضافية في مكان قريب في المنطقة.

فضلًا عن ذلك، تأتي الجولة في أعقاب الزيارات العسكرية للوفود الروسية لبعض دول القارة، وأهمها زيارة وفد عسكري إلى ليبيا في أغسطس الماضي، لبحث فرص الجيش الروسي للعمل في تلك المناطق، ومن ثم يبدو أن هذه الجولة تستهدف موازنة التحركات العسكرية الروسية في القارة.

 تعزيز الشراكة الأمنية والعسكرية

بدأ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن جولته في جيبوتي، موطن القاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية في القارة الإفريقية، في إشارة إلى الأهمية الاستراتيجية للشراكة الأمريكية مع الأخيرة؛ حيث التقى خلال زيارته الرئيس الجسيبوتى إسماعيل عمر جيله ووزير الدفاع حسن عمر محمد برهان، لمناقشة الشراكة الأمنية بين البلدين والأولويات المشتركة في المنطقة.

وسعت واشنطن عبر هذه الجولة إلى توجيه رسالة مباشرة مفادها أن الحرب على الإرهاب لا تزال على رأس جدول أولوياتها، وقد ظهر ذلك جليًّا خلال لقاء وزير الدفاع الأمريكي بالرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ومناقشة الجهود المشتركة لمواجهة العمليات الإرهابية لحركة “الشباب” في المنطقة، وقد أكد حسن شيخ محمود أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت في إدارة المعركة مع الحركة.

وخلال زيارته لكينيا، أكد أوستن أهمية دعم الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب، وقال في هذا الصدد: “نعلم أن التقدم لا يكون دائمًا خطًّا مستقيمًا، لذلك قد نرى الأمور تتحسن يومًا ما، وربما نرى تحديات في اليوم التالي”، وأضاف: “ما يقلقنا هو أننا بنينا بعض الزخم ونريد الحفاظ عليه”.

وكان لافتًا إلى أن هذه التصريحات جاءت بعد أيام قليلة من طلب الحكومة الصومالية إرجاء انسحاب بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال “أتميص”، في رسالة موجهة إلى الأمم المتحدة، لمدة تسعين يومًا، في ظل التحديات التي تواجه العملية العسكرية الصومالية للقضاء على حركة “الشباب”.

تداعيات محتملة

أنهى أوستن جولته بزيارة أنجولا، ليصبح أول وزير دفاع أمريكي يزورها على الإطلاق؛ حيث تتنافس واشنطن مع موسكو على تصدير الأسلحة، وترغب الأولى في أن تحل محل الثانية كمُورِّد للأسلحة.

ولا تنفصل تلك الجولة عن اتساع نطاق الاستقطاب الدولي داخل القارة الإفريقية، بسبب اتجاه العديد من القوى الدولية إلى محاولة تعزيز نفوذها، على غرار روسيا، التي حاولت استغلال الانقلابات العسكرية الأخيرة التي شهدتها منطقة غرب إفريقيا، من أجل تحقيق ذلك، لا سيما أن هذه التطورات تتوازى مع تراجع حضور قوى أخرى مثل فرنسا.

وكشفت جولة وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن الإفريقية عن اهتمام أمريكي بتوسيع نطاق التعاون العسكري ليس فقط مع جيبوتي ولكن مع الدول الحليفة في المنطقة، لا سيما بعد أن وقع أوستن مع نظيره الكيني أدن دوالي، في 25 سبتمبر الماضي، اتفاقية تعاون دفاعي مدتها خمس سنوات، كما تعهد أوستن بتقديم 100 مليون دولار لدعم عمليات الانتشار الأمنية الكينية؛ حيث تستعد كينيا لقيادة مهمة حفظ السلام متعددة الجنسيات لمكافحة عنف العصابات في هايتي.

"