ad a b
ad ad ad

الاستقرار الهش على المحك.. تداعيات المواجهات بين الجيش التشادي والمتمردين

الأربعاء 25/أكتوبر/2023 - 06:34 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

بعد فترة من الهدوء، تجدد القتال مرة أخرى بين قوات الجيش التشادي وبين الحركات المسلحة على الحدود الشمالية بين تشاد وليبيا، وتحديدًا في إقليم تيبستي الحدودي، وذلك بالتزامن مع عدد من الضغوط التي يفرضها الواقع الإقليمي، أبرزها التوتر الحاصل في الجارتين النيجر ومالي، والضغط الناجم عن استقبال اللاجئين السودانيين في المناطق الشرقية.

المواجهات تعود إلى الحدود

يأتي ذلك التوتر، في الوقت الذي عادت فيه المواجهات إلى الحدود الشمالية مع ليبيا، وذلك بعد تراجع القتال بين قوات الجيش التشادي، والمجموعات المتمردة، بعد مقتل  الرئيس إدريس ديبي في أبريل 2021.

وسعي الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي لاستعادة السلام في البلاد من خلال عدد من الإجراءات التمهيدية، كان أهمها إصدار العفو عن مئات المتمردين، وتشجيع الحركات المسلحة على المشاركة في محادثات السلام.

وفي أغسطس الماضي، أعلنت جبهة الوفاق والتغيير، إنهاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته في 2021 بسبب تعرض إحد القواعد التابعة لها لقصف الجيش التشادي، ما اعتبرته عملًا من أعمال الحرب من قبل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم.

وفي المقابل رد الرئيس التشادي الانتقالي محمد إدريس ديبي إتنو، الذي زار موقع العمليات في الشمال، بأنه سيقود العمليات بنفسه ضد الحركة المتمردة.

ارتفاع تدريجي للعنف

يأتي ذلك بعد الارتفاع التدريجي للعنف في عدة منطقة شمال البلاد، بداية من يوليو 2023؛ حيث شهدت المنطقة قتالًا بين الجيش والمتمردين أمتد أسبوعًا، وأدى إلى مقتل 23 متمردًا و15 جنديًّا من الجيش وفق بعض التقارير.

وقد قوض تجدد القتال الإجراءات المتخذة لتحقيق التوافق والسلام بين الحكومة الانتقالية التشادية والحركات المتمردة، بعد أن أصدر الرئيس محمد إدريس ديبي في مارس 2023 عفوًا عن 380 من سجناء جبهة التغيير والوفاق التي يتراوح عدد أعضائها ما بين 1000 إلى 1500 شخص، لتشجيع المجموعة على المشاركة الكاملة في محادثات السلام.

ونتيجة لانتشار قوات حكومة الوفاق الليبية، على الحدود مع تشاد، اتجهت البلاد إلى ضرورة التنسيق المتكامل مع طرابلس، والتقى الرئيس محمد إدريس ديبي نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، وناقشا ضرورة طرد الحركات المسلحة من المنطقة الحدودية، كما شن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجومًا على مقر للمتمردين التشاديين في الصحراء الجنوبية الليبية، بعد أن استولى مقاتلو المعارضة وعائلاتهم على أكثر من 2000 منزل قيد الإنشاء في منطقة أم الأرانب بمرزق.

وتشهد تشاد، عدة اضطرابات أمنية، في عدة جبهات؛ حيث جهة الحدود الشمالية مع ليبيا مع عودة تمرد الحركات المتمردة، فضلًا عن التهديدات الإرهابية التي تمثلها جماعة بوكوحرام النيجيرية من جهة بحيرة تشاد، وكذلك العنف المجتمعي الذي تعاني منه البلاد في الشرق والوسط والجنوب؛ ما يضع الاستقرار الهش الذي تحاول الحكومة الانتقالية فرضه مع الشروع في إجراءات انتقالية غير متوافق عليها في تحدٍ واسع النطاق.

"