ad a b
ad ad ad

دلالات استهداف مساجد الصوفية خلال احتفالات المولد النبوي في باكستان

الخميس 12/أكتوبر/2023 - 11:10 م
محمد يسري
طباعة

انقلبت احتفالات الصوفية في باكستان بالمولد النبوي الشريف، إلى موكب عزاء كبير، بعد وقوع هجومين إرهابيين متزامنين على مسجدين، الجمعة 29 سبتمبر2023، خلفا وراءهما عشرات القتلى والمصابين، في كل من ولاية بلوشستان، وولاية خيبر بختنخوا، ما يعيد إلى الأذهان موجة استهداف الجماعات المسلحة لمساجد الصوفية بعد صعود حركة طالبان الأفغانية في أغسطس 2021، وليدور التساؤل حول حول ماهية منفذي الهجومين ودلالة وقوعهما في هذا التوقيت.


طريقة الهجوم


وفق ما أعلنته أجهزة الأمن الباكستانية، فإن الهجومين نُفذا بطريقة واحدة، عن طريق عناصر انتحارية تخللت فعاليات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، في كلٍ من الولايتين وأديا إلى سقوط نحو 60 قتيلًا، وإصابة العشرات من المشاركين في الاحتفال اثناء أداء صلاة الجمعة.


وذكر عبدالرزاق ساسولي نائب مفوض الشرطة في منطقة ماتونغ الباكستانية بإقليم بلوشستان أن انتحاريًّا استهدف موكبًا كان يضم المئات خرج من مسجد يتبع الطريقة البريلوية الصوفية في بلدة ماستونج.

 

وأكد بيان لوزارة الداخلية الباكستانية أن عدد الضحايا في الهجوم الأول بلغ أكثر من مائة شخص بين قتيل وجريح.


وبالتزامن مع تفجير بلوشتان استهدف هجوم انتحاري آخر نفذه شخصان بالطريقة نفسها في ولاية خيبر، وأسفر عن مقتل وإصابة نحو خمسين آخرين.


ويعد الانفجار الذي وقع في بلوشستان هجومًا نادرًا على المدنيين إذ استهدف المتشددون بالأساس قوات الأمن في السنوات الأخيرة.


وتأتي تلك التفجيرات بينما تستعد باكستان لانتخابات مقررة في يناير العام المقبل، وسط أزمة سياسية وأمنية.


طالبان باكستان تنفي


ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الحادثين، وقبل توجيه أصابع الاتهام إليها سارعت حركة "طالبان باكستان" بإصدار بيان تنفي فيه مسؤوليتها عن الحادثين، وقالت الحركة في بيانها إن "طالبان باكستان" تؤكد أن لا علاقة لها بهذا الهجوم، وموقفها من التفجيرات في المساحات العامة لا لبس فيه.


وتشير أصابع الاتهام إلى جماعة "عسكر جهنجوي" وهي واحدة من أكثر الجماعات تطرفًا في باكستان منذ ظهورها منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وحظرها الرئيس الباكستاني الراحل برويز مشرف في عام 1999.


تكفير الصوفية


تكفر أغلب الجماعات المسلحة، الطرق الصوفية، وتعتبرها خارجة عن الإسلام، حتى إن تنظيم "داعش" الإرهابي "ولاية خراسان" في مطبوعته التي صدرت في مارس الماضي (صوت خراسان) خصص جزءًا كبيرًا من العدد لتكفير الصوفية ومن بينها حركة طالبان نفسها التي تنتمي لواحدة من الطرق الصوفية في الأساس.


ويقول الدكتور محمد السيد، الخبير في الشؤون الأسيوية، إن استهداف مواكب الصوفية في باكستان وأفغانستان ليس جديدًا على الجماعات المسلحة، التي ترى أن هذه الاحتفالات وما يصاحبها من فعاليات من الأمور المخالفة للشرع، والتي لم يفعلها النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» ولا صحابته، وبالتالي فهي تعمل على منعها بكل الطرق، وإن استدعى الأمر استخدام القوة والعنف كما حدث مرارًا قبل ذلك.


وأضاف إن تلك التنظيمات تعتبر مساجد الصوفية أهدافًا مستباحة لها، مثلما حدث في سيناء المصرية، والتي استهدف فيها تنظيم داعش الإرهابي مسجد الروضة، في عام 2017م، وأسفر الهجوم عن سقوط أكثر من 300 شهيد أثناء أداء صلاة الجمعة.

"