«العشيرة المحمدية» تمتنع عن المشاركة في المولد.. ماذا عن منهج الطريقة؟
في الوقت الذي تحشد فيه الطرق الصوفية أبناءها للمشاركة في ما يعرف بـ«موكب المولد النبوي» المقرر خروجه، عصر غدٍ الثلاثاء، من مسجد الشيخ صالح الجعفري بمنطقة الدراسة إلى مسجد الحسين، بحضور شيخ مشايخ الطرق، عبدالهادي القصبي، فضلت الطريقة «العشيرة المحمدية» عدم المشاركة، مكتفية ببرنامج احتفائي لا يخرج عن جدران مساجدها.
«المرجع» حصل على نسخة من برنامج الطريقة التي يقع مقرها الرئيسي بمنطقة «قايتباي»، وتصنف كأول الطرق الصوفية العلمية في مصر؛ إذ تستمر احتفالات «العشيرة» على مدار شهر ربيع الأول بأكلمه؛ حيث استهلته يوم الجمعة الموافق 9 نوفمبر الماضي، بمسجد الطريقة بمنشية ناصر.
وتواصل الطريقة احتفالاتها على أن يكون الاحتفال الرئيسي يوم الجمعة الموافق 7 ديسمبر القادم، وفي حضرة رائدها، نورالدين محمد عصام.
وفقًا لعادتها تقام احتفالات الطريقة في هذه المناسبات في حضور مشايخ أزاهرة منتمين لها، مثل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، رئيس اللجنة العلمية بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية، والدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي للمفتي، والدكتور أسامة الأزهري، المستشار الديني لرئيس الجمهورية.
وتوفر الطريقة عبر احتفالاتها دروسًا علميةً تتناول السيرة النبوية، إلى جانب حلقات ذكر وقراءة للقرآن وتذكر لصفات الرسول.
خصوصية «العشيرة»
وفقًا لتصريحات الباحث في الشأن الصوفي، مصطفى زهران، فثمة خصوصية لطريقة العشيرة المحمدية تفسّر إحجامها عن المشاركة في الاحتفالات الفلكلورية للصوفية المصرية، ليس في المولد النبوي فقط، ولكن في طقوس صوفية أخرى.
وفسّر ذلك بأن «العشيرة» منذ نشأتها وحتى الآن تقدم نفسها كطريقة تقدم التصوف بشكل علمي، بمعنى أنها لا تهتم بالموالد الصوفية وخلافه، بقدر ما تركز على تقديم الدروس العلمية المتناولة المناسبات الدينية.
واعتبر «زهران» ذلك ميزة تختص بها «العشيرة المحمدية» عن باقي الطرق الصوفية في مصر، التي قال إنها فقدت جانبًا كبيرًا من علوم التصوف لصالح الاهتمام بالأمور الشكلية.
واستدل على ذلك بأكاديمية علمية أقامتها «العشيرة المحمدية» تقدم فيها دورات حول علم التصوف، لكن «المرجع» عرف من مصادر بالطريقة أن الأكاديمية متوقفة منذ سنوات.
وتعود خصوصية «العشيرة» لنشأتها على يد عامل صوفي أزهري هو «محمد إبراهيم زكي»، الذي درس على يديه مشايخ أزاهرة أعلام الآن، ويعرّفه تلامذته بـ«محدّث التصوف»، فيما يتهم في الوقت نفسه بالدمج بين المنهج الصوفي والسلفي.
والسبب في ذلك هو ميله إلى التصوف المشتق من الشريعة ونصوصها وانتقاده في بعض الأوقات للصوفية المصرية المعنية بالأمور الفلكلورية؛ ولهذا الأمر أُطلق على طريقته «صوفية سلفية»، لكنها تعرف اليوم بـ«صوفية علمية».
احتفالات المولد.. مصر الأبرز
وفيما يخص احتفالات الصوفية المصرية بالمولد، فهو طقس يقام منذ زمن الفاطميين احتفالًا بمولد النبي، وتوارثته الصوفية إلى هذا الوقت.
وفي السابق كان يخرج الموكب من مسجد السيدة زينب إلى الحسين طائفًا أنحاء القاهرة، ولكن مع مرور الوقت وزحام العاصمة، تقرر تقليص المسافة ليخرج الموكب من مسجد الجعفري القريب من الحسين.
وتعد الصوفية المصرية الأبرز من حيث الاهتمام بالمولد النبوي والخروج في مسيرات، ويأتي بعدها الصوفية المغربية التي تحيي الاحتفال بالشموع والمسيرات.
واللافت في الأمر أن ضمن الطرق التي أعلنت مشاركتها غدًا هي «الصديقية الشاذلية» لشيخها الدكتور علي جمعة.
ورغم كون الطريقة حديثة النشأة (فبراير العام الجاري) كانت تصنف كـ«طريقة علمية»، ويراهن على تحديثها للصوفية المصرية وانتزاعها من التصوف الفلكلوري، فإن الممارسة أثبتت مشاركة «الصدّيقية الشاذلية» في موالد واحتفالات الصوفية.





