بعد منع «خان» من ممارسة السياسة.. تأجيل الانتخابات التشريعية في باكستان

عقب منع عمران خان، رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق، من ممارسة أي مهمات سياسية، أعلنت  مفوضية الانتخابات في البلاد إجراء الإنتخابات العامة في الأسبوع الأخير من يناير المقبل 2024، بعد أن كان مقرر عقدها في نوفمبر من العام الجاري 2023.

وجاء قرار مفوضية الانتخابات في باكستان إجراء الانتخابات العامة في الأسبوع الأخير من يناير 2024، تحت ادعاءات تحديد الدوائر الانتخابية بما يتناسب مع الإحصاء السكاني الجديد، الأمر الذي أشار إليه مراقبون أنه يأتي في قت تشهد البلاد حالة من الفوضى الداخلية بسبب تظاهرات من المعارضين، احتجاجًا على الزيادة الأخيرة في أسعار الكهرباء والوقود، بجانب الإضرابات السياسية المتفاقمة في الداخل منذ إقالة عمران خان في أبريل 2022.

تأجيل الانتخابات

يبلغ عدد سكان الدولة الواقعة في جنوب آسيا، 241 مليون نسمة؛ حيث قالت المفوضية إن القائمة النهائية للدوائر الانتخابية الجديدة ستكون جاهزة، وستُنشر بحلول 30 نوفمبر المقبل، على أن تصوت البلاد في الموعد الجديد.

ومن المقرر إجراء الانتخابات بعدما انتهت ولاية البرلمان في أغسطس الماضي، ومدتها خمس سنوات، وتشكلت حكومة تصريف أعمال للإشراف على الانتخابات.

وفي الجهة المقابلة، تواجه إسلام آباد، تصاعدًا كبيرًا في الهجمات الإرهابية التي تنفذها حركة "طالبان باكستان"، لا سيما بعد سيطرة طالبان الأفغانية على مقاليد الحكم في كابل منذ أغسطس2021؛ حيث كان آخرها الهجوم الذي شنته عناصر الحركة، وتصدت له القوات الأمنية في شمال غرب باكستان قرب الحدود الأفغانية، وقُتل على إثره ثمانية إرهابيين، وحذرت السلطات من أن المتشددين قد يستهدفون السياسيين خلال التجمعات الانتخابية المقبلة.

خان ممنوع من الترشح

وأصدرت لجنة الانتخابات الباكستانية قرارًا بمنع رئيس الوزراء الأسبق من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات بعد إدانته بتهم فساد؛ حيث قالت اللجنة في قرارها إن منع خان من ممارسة العمل السياسي جاء بسبب إدانته، وفقده الأهلية.

ومن المرجح أن يواجه خصوم "خان" السياسيين، بما في ذلك حزبا الرئيس السابق آصف زرداري، ورئيس الوزراء المنتهية ولايته شهباز شريف، منافسة صعبة في الانتخابات المقبلة.

وفشل شهباز شريف بعدما خلف خان عام 2022، في تحسين الاقتصاد المتعثر، رغم تمكنه من إنقاذ باكستان من التخلف عن سداد الديون. وتواجه باكستان حاليًّا واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها، الأمر الذي أثار احتجاجات مناهضة للتضخم.

إزاحة خان من السباق الرئاسي

وأكد مراقبون للشأن الباكستاني، أن حزب الإنصاف المعارض، والذي يتزعمه عمران خان لم يتم حظره، بل يمكنه تقديم مرشحين في الانتخابات المقبلة؛ حيث أشار حذيفة فريد الباحث في الشأن الباكستاني، إلى أن استبعاد خان جاء وفق ما خططت له لجنة الانتخابات لإزاحة خان من السباق الرئاسي بعد اتهامه بتهم فساد كبيرة.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"المرجع"، أن قرار لجنة الانتخابات الوطنية الباكستانية، بتأجيل الانتخابات إلى يناير 2024، جاء في وقت تشهد فيه البلاد حالة من الفوضى الداخلية عقب القرارات الحكومية التي اتخذت في الآونة الأخيرة برفع أسعار الوقود والكهرباء؛ ما أدى إلى تظاهر المعارضة احتجاجًا على ما أقرته الحكومة للتراجع عن تلك القرارات.

وأكد الباحث في الشأن الباكستاني، أن الإضرابات السياسية في إسلام آباد عقب حبس عمران خان وخروج أنصاره في العديد من التظاهرات أدى إلى اضطراب في الأوضاع الداخلية؛ حيث تخشى بعض الأحزاب السياسية من هذا التأجيل الذي قد يطول أكثر وأكثر، وهذا ما عارضه فاروق حبيب، القيادي البارز في حزب خان بتأجيل التصويت لأجل غير مسمى.