ad a b
ad ad ad

تونس وسوريا تتحدان لمواجهة الإرهاب: تحديات وآفاق

الإثنين 23/أكتوبر/2023 - 11:42 م
المرجع
آية عز
طباعة
في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، تزداد حاجة الدول المتضررة من الإرهاب إلى التعاون والتنسيق لمواجهة هذا التحدي، ومن بين هذه الدول، تبرز تونس وسوريا، واللتان تشاركان في ملف حساس يتعلق بالمقاتلين التونسيين الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الإرهابية والقتال في صفوفها.

ووفقًا لإحصائية رسمية، بلغ عدد العناصر التونسيين في سوريا نحو ثلاثة آلاف، عاد منهم إلى تونس 1000 عنصر إرهابي، في الفترة الفاصلة بين 2011 وحتى أكتوبر 2018، أما الباقون، فما زالوا محتجزين في مناطق خارج سيطرة الدولة السورية، أو قتلوا في المعارك.

هذه المشكلة تثير قلق الحكومتين التونسية والسورية، واللتان تسعيان إلى إعادة هؤلاء المقاتلين إلى بلادهما، ومحاسبتهم على جرائمهم، وإعادة تأهيلهم إذا كان ذلك ممكنًا.

لذلك، شرع البلدان في التواصل فيما بينهما بعد عودة زخم العلاقات إلى سابق عهدها، أملًا في طي صفحة المقاتلين التونسيين في سوريا.

اتصال لحل الأزمة

ففي أبريل 2023، أعلن سفير تونس في سوريا محمد المهذبي، أن هناك اتصالًا مع الدولة السورية فيما يخص ملف التونسيين الذين قدموا لسوريا للقتال في الحرب ضدها.

وأضاف أن الكثير من هؤلاء الإرهابيين موجودون خارج مناطق سيطرة الدولة السورية في الشمال، وتحت سلطة ما يسمى بالإدارة الذاتية، وبالتالي ليس لديهم إحصائية دقيقة لأعدادهم لذلك يصعب عليهم معرفة ذلك، لأنهم لا يتعاونون إلا مع الدولة السورية، بحسب قوله.

وأشار السفير التونسي، إلى أن هناك تحديًا بخصوص إعادة هؤلاء إلى تونس، ونحن نشترك في مواجهة هذا التحدي، وهذا التحدي عابر للحدود.
وأوضح، أن تحدي الإرهاب لا يشمل تونس فقط، وإنما إفريقيا وجنوب الصحراء، ما يتطلب تضافر الجهود من أجل مواجهته، مضيفًا: "نحن نسعى للتنسيق مع الإخوة في سوريا، ومستعدون لبذل كل ما يطلبه الجانب السوري".

تواطؤ حزب النهضة

وتشير التحقيقات التونسية إلى عملية تسفير التكفيريين كانت تتم بالتواطؤ مع قيادات من حركة النهضة الإخوانية، التي كانت تحكم تونس في ذلك الوقت.

وقد أصدرت المحاكم التونسية أحكامًا بالسجن بحق عدد من المتهمين بإرسال تونسيين إلى بؤر التوتر والإرهاب في سوريا وليبيا.

كما أوقفت تونس رجل الأعمال والبرلماني السابق عن حزب النهضة محمد فريخة ومحافظ سابق لمطار تونس قرطاج الدولي وقيادات من حركة النهضة، على ذمة التحقيقات المتعلقة بشبهات التورط في شبكات تسفير تونسيين إلى بؤر التوتر.

إذًا، يبدو أن تونس وسوريا تراهنان على خبرة سوريا في ملفات الإرهاب، وتأملان في استغلال فرصة عودة العلاقات الدبلوماسية لإصلاح ما أفسده الإخوان.

عقبات

ولكن هذا التعاون يواجه عدة عقبات وصعوبات، من بينها المشكلة القانونية والأخلاقية لإعادة المقاتلين التونسيين، والضغوطات الدولية، فهل يمكن لتونس استقبال هؤلاء الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا؟ وهل يمكن لسوريا تسليمهم دون محاسبتهم على أفعالهم؟ وكيف يمكن ضمان عدم تشكيل هؤلاء خطرًا على أمن البلدين في المستقبل؟

إذًا، يبدو أن تعاون تونس وسوريا في ملف الجهاديين التونسيين يحتاج إلى جهود كبيرة وصبر طويل، لتجاوز كل هذه العقبات والصعوبات.

ولكن هذا التعاون يبقى ضروريًّا ومفيدًا لكلا البلدين، لحماية أمنهما وسيادتهما، ولإظهار قدرتهما على التصدي للإرهاب بشكل مستقل وفعال.

الكلمات المفتاحية

"