ad a b
ad ad ad

قمع متواصل وانتهاك مستمر.. الملالي يشدد قبضته على المنصات الإعلامية

الأربعاء 08/نوفمبر/2023 - 11:05 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

 مع قرب حلول الذكرى الأولى لوفاة الشابة الكردية «مهسا أميني» على يد شرطة الأخلاق الإيرانية في 16 سبتمبر 2022، فإن سلطات الملالي الأمنية بدأت في تشديد قبضتها على البلاد، سواء في مختلف أرجاء الجمهورية الإيرانية تحسبًا لاندلاع احتجاجات تهدد عرش النظام الحاكم وصولًا إلى تشديد الرقابة على المنصات الإعلامية ومنع عرض أية قضايا قد تتسبب في كشف أوجه عجز النظام الحاكم وخاصة حكومة الرئيس «إبراهيم رئيسي» ودفع المواطنين للتظاهر.

 

إغلاق موقع إخباري


يأتي هذا في سياق قيام الحكومة الإيرانية في 4 سبتمبر 2023، بإغلاق موقع «انتخاب» الإخباري، لتعارض توجهه مع سياسات جمهورية الوالي الفقيه، وذلك بعد نشره لفيديو في 22 أغسطس 2023، عن ضعف السياسية الخارجية لحكومة رئيسي، حمل عنوان، «لماذا تم إضعاف سياسة إيران الخارجية إلى هذا الحد؟»، وفي هذا التقرير تم انتقاد التوجه الخارجي الإيراني نحو روسيا، معتبرًا أن اعتماد حكومة «رئيسي» على "سياسة الاستشراق" قلل من جاذبية إيران ونفوذها الدبلوماسي على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك في ضوء تعامل إيران مع الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتقديمها دعمًا لموسكو، مشيرًا إلى أن ذلك تسبب في حصول هذه الحكومة على إهانة روسيا والصين الصريحة لسلامة الأراضي الإيرانية.

 

وفي ضوء ذلك، فقد كشفت مصادر إيرانية مطلعة لوكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن سبب الإغلاق هو "مخالفة الموقع الإخباري لقانون الصحافة وقرارات مجلس الأمن القومي وتعارضه مع المصالح الوطنية"، وأضافت المصادر بأن السلطات لم تبلغ المسؤول عن الموقع الإخباري بأسباب هذا القرار، وهو ما أكده «مصطفي فقيهي» مدير الموقع الإخباري في تصريحات لموقع «شبكي شرق»، قائلًا، "سمعت أيضًا نبأ إغلاق موقع انتخاب الإخباري من وسائل الإعلام. لم يتم الإعلان عن أي شيء رسميًّا لنا حتى الآن".

 

 قمع للإعلام


وحول دلالات إغلاق السلطات الإيرانية لموقع «انتخاب» الإخباري، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إن إيران واحدة من أسوأ دول العالم من حيث حرية الصحافة والإعلام "وفقًا لتصنيف المنظمات العالمية"، ويرجع ذلك لسيطرة التيار الأصولي المتشدد على إعلام البلاد وحرية الصحافة، نظرًا لكون اللجنة المسؤولة عن إغلاق الصحف تابعة بشكل مباشر للسلطة القضائية ووزير الثقافة والإرشاد، ومسؤولين بالحرس الثوري الإيراني.

 

ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن الموقع الإخباري الذي تم إغلاقه جراء انتقاده للسياسة الخارجية الإيرانية، هو أيضًا له صحيفة ومحسوب على التيار الإصلاحي وكان أبرز الداعمين لسياسة الرئيس الإيراني السابق «هاشمي رفسنجاني»، كما دعم الموقع بشكل كبير الرئيس الإصلاحي السابق «حسن روحاني».

 

وأضاف أن إيران تحت حكم المرشد الأعلى «علي خامنئي» لديها سجل طويل في التعامل مع الصحف المعارضة، خاصة في عهد الرئيس السابق «محمد خاتمي»، الذي أغلقت في عهده أغلب صحف الإصلاحيين، ولذلك فإن إغلاق موقع «انتخاب» ليس بجديد على نظام الملالي الذي اعتاد على هذا الأمر، وهو ما قوبل بانتهاكات حقوقية عدة، ولكن النظام لم يستجب لهذه النداءات مستمرًا في أعماله القمعية.

 

 

"