قبل تمدد الانقلاب.. دول إفريقية تحاكم قيادات جيوشها منعًا لقلب نظام الحكم
السبت 28/أكتوبر/2023 - 09:15 م
أحمد عادل
واجهت كل من مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد والسودان والنيجر والجابون اضطرابات الانقلابات العسكرية على مدى السنوات الثلاث الماضية، ما أدى إلى إطاحة الرؤساء المنتخبين ديمقراطيًّا والأسر الحاكمة سيئة السمعة على حد سواء.
الكونغو مهددة
ومن الأنظمة المُهدَّدة بالانقلاب عليها إذا تحرك جنرالات بلادهم للاستفادة من السخط الشعبي بشأن حكمهم المطول: نظام دينيس ساسو نجيسو، رئيس جمهورية الكونغو الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1997، وتيودورو أوبيانج، الرئيس الأطول خدمة في العالم الذي حكم غينيا الاستوائية منذ إطاحة عمه قبل 44 عاما، وفور جناسينجبي في توغو، الرئيس منذ عام 2005 والذي خلف والده بعد فترة حكم طويلة أخرى.
مبادرة الكاميرون
وللتخلص من وباء الانقلابات سارعت الكاميرون إلى إجراءات احتياطية كإقالات وتعيينات وتغييرات في قيادات الجش وتحديدًا بعد يوم واحدٍ من انقلاب الغابون.
منذ عام 1982، والرئيس بول بيا الذي يحكمُ الكاميرون، حيث قام بإجراء تعديلات في وزارةِ الدفاع، وأقال العديد من القادة العسكرين، وأمر بتعيين قادة آخرين، يضمن منهم الولاء له.
وعلى نفس الخطى، قام الرئيس الرواندي بول كاغامي بخطوات مشابه للرئيس الكاميروني، حيث أقال 950 جنرالاً وضابطاً عسكريًا، وعلى رأسهم رئيس الأركان الجنرال جيمس كابا ريبي، والذي عمل سابقًا كوزير للدفاع في البلاد.
وفي دولة سيراليون، قام الرئيس باعتقال العديد من الرتب العليا بتهمة التخطيط للانقلاب على الحكم، وجهزت لهم تهم رسمية، وهي التخطيط والاشتراك في مظاهرات سلمية، ضد نتائج الانتخابات الرئاسية، والتي أدت إلى إعلان استمرار جوليوس مادا بايو لرئاسة البلاد مرة أخرى.
إلا أن المشهد تغير في السنغال، حيث اختصَرَ الرئيس ماكي سال العناء وربما من بابِ حقنِ الدماء وأعلن عدمَ ترشُحِه لولايةٍ رئاسيةٍ ثالثة كان أجج ذكرُها اضطراباتٍ رافضة لاستمرارِ حُكمِهِ.
الإرهابيون يترقبون
ولا يختلف الوضع الأمني في الكاميرون كثيرًا عما يحدث في الدوائر السياسية، إذ تصاعد في السنوات الماضية نشاط جماعة بوكو حرام وتنظيم "داعش"، وهو ما أنهك القوى الأمنية والعسكرية، إذ زاد الموقع الجغرافي من متاعبها في ظل اقتسام حدود مع نيجيريا التي تتمدد فيها الجماعات المتشددة.
ولا يتوقف الأمر عند نشاط الجماعات المتشددة في منطقة تعاني الويلات على غرار ارتفاع معدلات الفقر والتهميش، إذ واجهت الكاميرون كذلك لسنوات عنفًا في الجنوب الغربي المعروف بالكاميرون الإنجليزي من أجل الانفصال عن البلاد.
وأدى العنف الذي تقوده الجماعات الانفصالية المتحدثة بالإنجليزية مع الحكومة التي تعتمد على اللغة الفرنسية إلى مقتل آلاف، ونزوح ما لا يقل عن 700 ألف شخص، وهو ما يفرض تحديات متزايدة على الجيش والقوات الأمنية.
إطفاء نيران
ومن جانبه، قال محمد عز الدين، الباحث في الشأن الإفريقي: إن هناك مثلًا إفريقيًّا يقول: "عندما ترى منزل جارك يحترق اسكب الماء أولاً على منزلك قبل أن تنطلق في إطفاء النيران"، الرئيس بيا قام بهذه الإجراءات داخل وزارة الدفاع بهدف الوقاية والمساعدة والتخلص من الوجوه القديمة، ربما خوفًا من أن يكون هناك شيء ما يختمر داخل المواقع العليا للجيش.
وأكد عز الدين، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الوضع السياسي في الكاميرون يجعل المخاوف مشروعة؛ لأن الرئيس متقدم في السن والحديث يتركز على من سيخلفه، ولا أحد يعرف ما إذا سيترشح لولاية جديدة في عام 2025 أم لا، والتغييرات التي قام بها قد تمنع بالفعل حدوث انقلاب.
وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أنه بسبب عمر الرئيس فإن الجدل الذي يسيطر على الكاميرونيين الآن هو من سيرث بيا، بعضهم يرى أن ابنه وربما زوجته، لكن لا شيء واضحًا الآن، وهو ما زاد من المخاوف إزاء إمكان حدوث انقلاب على رغم أن الجيش الكاميروني جيش وطني.
الكونغو مهددة
ومن الأنظمة المُهدَّدة بالانقلاب عليها إذا تحرك جنرالات بلادهم للاستفادة من السخط الشعبي بشأن حكمهم المطول: نظام دينيس ساسو نجيسو، رئيس جمهورية الكونغو الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1997، وتيودورو أوبيانج، الرئيس الأطول خدمة في العالم الذي حكم غينيا الاستوائية منذ إطاحة عمه قبل 44 عاما، وفور جناسينجبي في توغو، الرئيس منذ عام 2005 والذي خلف والده بعد فترة حكم طويلة أخرى.
مبادرة الكاميرون
وللتخلص من وباء الانقلابات سارعت الكاميرون إلى إجراءات احتياطية كإقالات وتعيينات وتغييرات في قيادات الجش وتحديدًا بعد يوم واحدٍ من انقلاب الغابون.
منذ عام 1982، والرئيس بول بيا الذي يحكمُ الكاميرون، حيث قام بإجراء تعديلات في وزارةِ الدفاع، وأقال العديد من القادة العسكرين، وأمر بتعيين قادة آخرين، يضمن منهم الولاء له.
وعلى نفس الخطى، قام الرئيس الرواندي بول كاغامي بخطوات مشابه للرئيس الكاميروني، حيث أقال 950 جنرالاً وضابطاً عسكريًا، وعلى رأسهم رئيس الأركان الجنرال جيمس كابا ريبي، والذي عمل سابقًا كوزير للدفاع في البلاد.
وفي دولة سيراليون، قام الرئيس باعتقال العديد من الرتب العليا بتهمة التخطيط للانقلاب على الحكم، وجهزت لهم تهم رسمية، وهي التخطيط والاشتراك في مظاهرات سلمية، ضد نتائج الانتخابات الرئاسية، والتي أدت إلى إعلان استمرار جوليوس مادا بايو لرئاسة البلاد مرة أخرى.
إلا أن المشهد تغير في السنغال، حيث اختصَرَ الرئيس ماكي سال العناء وربما من بابِ حقنِ الدماء وأعلن عدمَ ترشُحِه لولايةٍ رئاسيةٍ ثالثة كان أجج ذكرُها اضطراباتٍ رافضة لاستمرارِ حُكمِهِ.
الإرهابيون يترقبون
ولا يختلف الوضع الأمني في الكاميرون كثيرًا عما يحدث في الدوائر السياسية، إذ تصاعد في السنوات الماضية نشاط جماعة بوكو حرام وتنظيم "داعش"، وهو ما أنهك القوى الأمنية والعسكرية، إذ زاد الموقع الجغرافي من متاعبها في ظل اقتسام حدود مع نيجيريا التي تتمدد فيها الجماعات المتشددة.
ولا يتوقف الأمر عند نشاط الجماعات المتشددة في منطقة تعاني الويلات على غرار ارتفاع معدلات الفقر والتهميش، إذ واجهت الكاميرون كذلك لسنوات عنفًا في الجنوب الغربي المعروف بالكاميرون الإنجليزي من أجل الانفصال عن البلاد.
وأدى العنف الذي تقوده الجماعات الانفصالية المتحدثة بالإنجليزية مع الحكومة التي تعتمد على اللغة الفرنسية إلى مقتل آلاف، ونزوح ما لا يقل عن 700 ألف شخص، وهو ما يفرض تحديات متزايدة على الجيش والقوات الأمنية.
إطفاء نيران
ومن جانبه، قال محمد عز الدين، الباحث في الشأن الإفريقي: إن هناك مثلًا إفريقيًّا يقول: "عندما ترى منزل جارك يحترق اسكب الماء أولاً على منزلك قبل أن تنطلق في إطفاء النيران"، الرئيس بيا قام بهذه الإجراءات داخل وزارة الدفاع بهدف الوقاية والمساعدة والتخلص من الوجوه القديمة، ربما خوفًا من أن يكون هناك شيء ما يختمر داخل المواقع العليا للجيش.
وأكد عز الدين، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الوضع السياسي في الكاميرون يجعل المخاوف مشروعة؛ لأن الرئيس متقدم في السن والحديث يتركز على من سيخلفه، ولا أحد يعرف ما إذا سيترشح لولاية جديدة في عام 2025 أم لا، والتغييرات التي قام بها قد تمنع بالفعل حدوث انقلاب.
وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أنه بسبب عمر الرئيس فإن الجدل الذي يسيطر على الكاميرونيين الآن هو من سيرث بيا، بعضهم يرى أن ابنه وربما زوجته، لكن لا شيء واضحًا الآن، وهو ما زاد من المخاوف إزاء إمكان حدوث انقلاب على رغم أن الجيش الكاميروني جيش وطني.





