في ذكرى أحداث سبتمبر.. تطور الهجمات العابرة للقارات لدى «القاعدة»
الأربعاء 13/سبتمبر/2023 - 03:16 م
نهلة عبدالمنعم
نفذ تنظيم القاعدة الإرهابي خلال بداياته هجمات عنيفة، كان أشهرها وأكثرها ضراوة هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، بالولايات المتحدة الأمريكية، وبعد سنوات من تلك العملية وما صاحبها من حروب أمريكية لتقويض قدرات التنظيم، ما الإمكانيات التي لا يزال يحتفظ بها "القاعدة" ومدى قدرته على الانتشار وتنفيذ الهجمات بعيدة المدى؟
الإرهاب العابر
بلورت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، مفهوم الإرهاب العابر للقارات بما يشمله من استراتيجيات هجومية كالعدو البعيد والقريب، وهي الاستراتيجيات التي استخدمها تنظيم القاعدة الإرهابي في تحولاته الحركية نحو خصومه منذ تأسيسه وحتى الآن.
واشتهر تنظيم القاعدة من أفغانستان (معقله الرئيس) وذلك أثناء التدخل السوفيتي بالبلاد (1979 ــ 1989)، إذ تحولت المعركة آنذاك من السياسة للتلاعب بالدين؛ ما أدى في النهاية إلى ظهور تنظيم القاعدة بمعطيات دولية توظف الفقه حسب الرؤى السياسية.
وكانت تفجيرات 7 أغسطس عام 1998 أولى الهجمات الدولية البارزة للتنظيم والتي اختار من خلالها توجيه ضرباته لمصالح الولايات المتحدة في إفريقيا، إذ نفذت عناصر التنظيم تفجيرين متزامنين ضد السفارتين الأمريكيتين في كل من العاصمة الكينية نيروبي، وفي دار السلام بدولة تنزانيا؛ ما أدى إلى مقتل 224 شخصًا، وإصابة الآلاف.
وبعد ثلاثة أعوام نفذ التنظيم تفجيرات برجي التجارة العالمية في مانهاتن، ومهاجمة مقر وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)؛ ما أسفر عن مقتل الآلاف، وتحول استراتيجيات الحرب على الإرهاب إلى خطط خارجية تعتمد على مهاجمة الإرهابيين في معاقلهم الخاصة، ما أدى إلى التدخل العسكري لواشنطن والناتو في أفغانستان لمحاربة حركة طالبان التي كانت تحكم البلاد آنذاك؛ بحجة معاونتها للقاعدة في الهجوم، إلى جانب تفتيت تنظيم القاعدة.
بلورت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، مفهوم الإرهاب العابر للقارات بما يشمله من استراتيجيات هجومية كالعدو البعيد والقريب، وهي الاستراتيجيات التي استخدمها تنظيم القاعدة الإرهابي في تحولاته الحركية نحو خصومه منذ تأسيسه وحتى الآن.
واشتهر تنظيم القاعدة من أفغانستان (معقله الرئيس) وذلك أثناء التدخل السوفيتي بالبلاد (1979 ــ 1989)، إذ تحولت المعركة آنذاك من السياسة للتلاعب بالدين؛ ما أدى في النهاية إلى ظهور تنظيم القاعدة بمعطيات دولية توظف الفقه حسب الرؤى السياسية.
وكانت تفجيرات 7 أغسطس عام 1998 أولى الهجمات الدولية البارزة للتنظيم والتي اختار من خلالها توجيه ضرباته لمصالح الولايات المتحدة في إفريقيا، إذ نفذت عناصر التنظيم تفجيرين متزامنين ضد السفارتين الأمريكيتين في كل من العاصمة الكينية نيروبي، وفي دار السلام بدولة تنزانيا؛ ما أدى إلى مقتل 224 شخصًا، وإصابة الآلاف.
وبعد ثلاثة أعوام نفذ التنظيم تفجيرات برجي التجارة العالمية في مانهاتن، ومهاجمة مقر وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)؛ ما أسفر عن مقتل الآلاف، وتحول استراتيجيات الحرب على الإرهاب إلى خطط خارجية تعتمد على مهاجمة الإرهابيين في معاقلهم الخاصة، ما أدى إلى التدخل العسكري لواشنطن والناتو في أفغانستان لمحاربة حركة طالبان التي كانت تحكم البلاد آنذاك؛ بحجة معاونتها للقاعدة في الهجوم، إلى جانب تفتيت تنظيم القاعدة.
قدرات التنظيم
ومع هذا فإن القدرات العسكرية والتنظيمية لتنظيم القاعدة ومدى تمكنه من شن هجمات مماثلة لا يزال الهاجس الأبرز للإعلام الأمريكي، بالرغم من التسويق المستمر لتهديدات تنظيم "داعش " للغرب، إذ ينظر الإعلام الغربي لتنظيم القاعدة كمرجعية فكرية تستمد منها التنظيمات التكفيرية نظريات تبرير الهجوم على المصالح الغربية.
ووسط تلك التحديات انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية في 2021 من أفغانستان تاركة البلاد لحركة طالبان لتعتلي الحكم بعد سنوات من محاربتها، بينما أشار الاتفاق المبرم بين الطرفين (اتفاق الدوحة) إلى أن عدم الهجوم على المصالح الأمريكية والغربية كان أبرز الشروط للخروج الأمريكي من كابول، والذي أعقبه مباشرة عودة طالبان للحكم.
معاقل القاعدة بإفريقيا
تأثر المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة بالضربات الأمريكية ولكن لم ينتهِ التنظيم، إذ لا يزال مؤثرًا واستطاع تكوين معاقل جديدة له لا سيما في إفريقيا مستخدمًا تمركزاته بداخل القارة لتأسيس ولايات أكثر فعالية في الهجمات والتدريب والتجنيد على الأرض من تلك التي يستحوذ عليها المعقل الأساسي في أفغانستان.
وتعد مالي من أهم الدول الإفريقية التي ينتشر بها تنظيم القاعدة عبر ذراعه هناك والمسماة بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وكذلك يوجد التنظيم في الصومال من خلال حركة الشباب التي يستخدمها لتهديد المصالح الدولية في منطقة القرن الإفريقي.
أما فرعه في بوركينا فاسو فينشط في مجالات التمويل عبر السطو على مناجم الذهب والمعادن، وفي 4 أكتوبر 2019 قتل التنظيم 20 شخصًا في هجوم على منجم دولمان في أربيندا، كما يتوسع لتمديد نفوذ التنظيم في المنطقة، فضلًا عن فروعه في النيجر، ومنطقة الساحل والصحراء.
ومع هذا فإن القدرات العسكرية والتنظيمية لتنظيم القاعدة ومدى تمكنه من شن هجمات مماثلة لا يزال الهاجس الأبرز للإعلام الأمريكي، بالرغم من التسويق المستمر لتهديدات تنظيم "داعش " للغرب، إذ ينظر الإعلام الغربي لتنظيم القاعدة كمرجعية فكرية تستمد منها التنظيمات التكفيرية نظريات تبرير الهجوم على المصالح الغربية.
ووسط تلك التحديات انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية في 2021 من أفغانستان تاركة البلاد لحركة طالبان لتعتلي الحكم بعد سنوات من محاربتها، بينما أشار الاتفاق المبرم بين الطرفين (اتفاق الدوحة) إلى أن عدم الهجوم على المصالح الأمريكية والغربية كان أبرز الشروط للخروج الأمريكي من كابول، والذي أعقبه مباشرة عودة طالبان للحكم.
معاقل القاعدة بإفريقيا
تأثر المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة بالضربات الأمريكية ولكن لم ينتهِ التنظيم، إذ لا يزال مؤثرًا واستطاع تكوين معاقل جديدة له لا سيما في إفريقيا مستخدمًا تمركزاته بداخل القارة لتأسيس ولايات أكثر فعالية في الهجمات والتدريب والتجنيد على الأرض من تلك التي يستحوذ عليها المعقل الأساسي في أفغانستان.
وتعد مالي من أهم الدول الإفريقية التي ينتشر بها تنظيم القاعدة عبر ذراعه هناك والمسماة بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وكذلك يوجد التنظيم في الصومال من خلال حركة الشباب التي يستخدمها لتهديد المصالح الدولية في منطقة القرن الإفريقي.
أما فرعه في بوركينا فاسو فينشط في مجالات التمويل عبر السطو على مناجم الذهب والمعادن، وفي 4 أكتوبر 2019 قتل التنظيم 20 شخصًا في هجوم على منجم دولمان في أربيندا، كما يتوسع لتمديد نفوذ التنظيم في المنطقة، فضلًا عن فروعه في النيجر، ومنطقة الساحل والصحراء.





