ad a b
ad ad ad

في ذكرى ميلاد أيقونة الإرهاب العالمي.. مستقبل غامض لـ«تنظيم بن لادن»

الأحد 10/مارس/2019 - 08:33 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تحل اليوم ذكرى ميلاد أيقونة الإرهاب العالمية، أشهر الشخصيات الإرهابية وأكثرها إثارة للجدل، «أسامة بن لادن» الذي ترك للإنسانية إرثًا ملوثًا بتقرحات فكرية وعقائد دموية لاتزال أصداؤها تدوي إلى الآن، وربما تحمل للمستقبل احتمالية إثراء ساحة التطرف العالمي.


تأتي الذكرى الـ62 لميلاد مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، الذي قتل في غارة جوية أمريكية، في ظل توارد التقارير المخابراتية عن تجهيز ابنه حمزة بن لادن لقيادة التنظيم المتطرف؛ تمهيدًا لسيطرة «القاعدة» على ما فقده تنظيم «داعش» من قوة وعتاد في المعارك الأخيرة، وعودة «القاعدة» أقوى مما كان عليه حتى يتصدر المشهد المتطرف.


مولد إرهابي

في 10 مارس 1957 ولد أسامة بن لادن في المملكة العربية السعودية، لعائلة ثرية استغل أموالها في دعم التيارات الإرهابية، فطبقًا لحديث والدته علياء غانم التي أجرت مقابلة حصرية مع صحيفة «الجارديان» البريطانية في أغسطس 2018، فإن «بن لادن»، تعرف في العشرينيات من عمره على الإخواني الفلسطيني عبدالله عزام، الذي قام بدوره بغسل مخ ابنها وحشوه بأفكار الجماعة المختلة، كما استعملوه للحصول على أمواله لخدمة أهدافهم الخاصة.


للمزيد حول والدة أسامة بن لادن.. اضغط هنا

للمزيد حول حياة بن لادن.. اضغط هنا


وسواء كان «بن لادن» سيد قراره في الانضمام للفكر المتطرف، أو تم السيطرة عليه، فإنه أسس لإمبراطورية إرهابية أوجعت العالم بهجمات كانت من الأشد ألمًا في تاريخ العنف الذي تبناه تيار السلفية الجهادية، وتعد خطوات تأسيس «القاعدة» معروفة لدى الجميع بدءًا من إشتراك «بن لادن» في تمويل الحركات المقاومة في أفغانستان، مرورًا بمكتب خدمات المجاهدين وعلاقته بأيمن الظواهري الزعيم الحالى للتنظيم وبداية أنياب القاعدة.


إرث الإرهاب


ينسب إلى الإرهابي أسامة بن لادن ومجموعته إرساء بعض القواعد التنظيمية والتكتيكية المهمة، التي رُسخت كقواعد ثابتة للإيدلوجيات المتطرفة التي أعقبتها في التأسيس، إذ طرحت «القاعدة» نفسها كتنظيم إرهابي دولي يتخطى المقاومة الداخلية داخل الحدود، للوصول إلى الهجوم العابر للقارات، وهو ما يفسره الباحثون المتخصصون بـ«نظرية العدو القريب والعدو البعيد»، ففي أغسطس 1998 نفذ «القاعدة» هجومًا على مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة الكينية نيروبي، وبدار السلام في تنزانيا، أدى إلى مقتل 224 شخصًا، ومنذ ذلك الحين عرف العالم التنظيم الإرهابي، إلا أن اسمه أصبح متداولًا إعلاميًّا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ظلت عدوًا واضحًا لتهديدات القاعدة.


علاوة على الأهداف الدولية البعيدة وتشكيل المجموعات لتنفيذ هجمات يخطط لها من خارج الحدود، أرسى التنظيم المتطرف قواعد للعمل العسكري والتأميني بداخله وهو ما تحدث عنه رئيس قسم البحث عن أسامة بن لادن في المخابرات الأمريكية، الضابط السابق مايكل شوير، الذي قال إن الإرهابي «سيف العدل» الذي انضم لـ«القاعدة» في الماضي استغل خبرته العسكرية لوضع استراتيجية محكمة مكنت التنظيم من البقاء لفترة أطول.


وارتكزت تلك الاستراتيجية العسكرية على وضع العناصر الإرهابية في مجموعات صغيرة، حتى إذا ما وقع هجوم لا تكون الخسارة فادحة، إلى جانب الحفاظ على زعيم التنظيم بشكل جاد، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات ضد العدو في دولته لإرباك صفوفه وهو ما يفسر من وجهة نظره نجاح التنظيم في تحقيق أهدافه في أحداث 11 سبتمبر.


للمزيد حول «سيف العدل» ودوره في عمليات التنظيم.. اضغط هنا


أما بالنسبة لنظرية «القائد الملهم» التي تحدث عنها شوير وذكرتها مؤسسة راند للأبحاث فإن «بن لادن» تمتع وفقًا للأوراق البحثية التي قدموها بكاريزما خاصة جعلته مقبولًا لدى العناصر المتطرفة ذات الهويات المضطربة.


احتمالات مستقبلية

يعتقد البعض أن مقتل أسامة بن لادن في 2 مايو 2011 في «أبوت آباد» في باكستان، أثرت على قوة التنظيم وأفقدته القائد المؤثر صاحب الملكات الخطابية المؤثرة، وعليه يعول البعض على ابنه حمزة في استعادة إرث والده من خلال تجهيزه ليحتل موقع القيادة ويستعيد للتنظيم ما فقده من بريق.


ومع اقتراب إعلان سقوط تنظيم «داعش» فى آخر معاقله فى قرية «الباغوز» السورية، تتخوف الإدارة الأمريكية من صعود أقوى لـ«القاعدة»، ولذلك خصصت مليون دولار لمن يقدم معلومات تفيد في القبض على «حمزة»، كما أسقطت المملكة العربية السعودية جنسيته.


ووفقًا لمؤسسة «راند" للأبحاث» فإن أيمن الظواهري زعيم القاعدة يفتقد فن الخطابة والحديث الذي تمتع به «بن لادن»، كما إنه لا يمتلك ذات التأثير على العناصر وخسر الكثير من وجوده لصالح «داعش»، ولم يستطع زرع التنظيم في المناطق التي انهارت بعد ما عرف بثورات الربيع العربي.


إلا أن الظواهري، حافظ بعض الشيء على إرث رفيقه وعلى بقاء التنظيم لفترة أطول، صحيح ليست بالقوة التي كانت في عهد «بن لادن»، لكن التنظيم لا يزال موجودًا بعكس «داعش» مثلاً الذي صعد سريعًا وانهار أسرع، وربما يرجع ذلك إلى تجربته مع حركة الجهاد المصري، ولفت إلى ذلك «أيمن دين» الجاسوس البريطاني في صفوف القاعدة والذي أوضح أن الظواهري رفض تنفيذ عملية لتفجير إحدى محطات المترو بالولايات المتحدة مبررًا ذلك بأن رد الحكومة الأمريكية سيكون عنيفًا ولن يأمن أي عنصر على حياته بعد ذلك.

"