ad a b
ad ad ad

هل تشعل استفزازات «مسعود» موجة جديدة من المواجهات في أفغانستان؟

الأحد 05/نوفمبر/2023 - 06:38 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

يواصل أحمد شاه مسعود، زعيم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، هجومه على حركة طالبان  الحاكمة في البلاد، وسط المعارك والسجالات الدائرة بين الجانبين، والتي تأتي هذه المرة خلال احتفالات الجبهة بالذكرى الثانية والعشرين لوفاة والده أحمد شاه مسعود، وسط استعراض مسلح لعناصر الحركة بإقليم بنجشير، في صورة استفزازات واتهامات من مسعود لطالبان بدعم الجماعات والعناصر الإرهابية داخل أفغانستان.

هل تشعل استفزازات
هجوم واستفزاز

خلال الاحتفالية التي أقامتها جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، بذكرى وفاة أحمد شاه مسعود والد زعيم الجبهة، قال: إن حركة طالبان حافظت على علاقاتها مع الجماعات الإرهابية الإقليمية والخارجية.

وقال "مسعود" إن الحركة تركت لتلك الجماعات تسهيلات بمليارت الدولارت، منذ استيلائها على السلطة حتى الآن، مشيرًا إلى أن جبهة المقاومة تواصل القتال ضد الحركة.

وأضاف أن مصلحة الشعب الأفغاني والعالم تتمثل في إنشاء نظام شرعي في أفغانستان يستمد شرعيته من الشعب، محذرًا من أي تفاعل مع حركة طالبان؛ لأن التفاعل معها لن تكون نتائجه مقبولة، خاصة في مجال مقاومة الإرهاب وحقوق المرأة ومكافحة المخدرات، وسط غياب النظام الشرعي في البلاد.

وأشار إلى أن المقاومة طرحت مرات عديدة مع طالبان مسألة أن الشرعية في أفغانستان يجب أن تمر فقط عبر الشعب لكن الحركة لا تهتم بهذه القضية.

وقال إن سيطرة هذه الجماعة "لم تُسفر إلا عن العنف، وتفاقم الفقر والبطالة، واستمرار القسوة والجريمة، وانتشار التهديدات الإرهابية في المنطقة والعالم".

موقف طالبان

من جانبها، لم تبد حركة طالبان أي ردة فعل على تصريحات زعيم جبهة المقاومة الأفغانية، رغم أنها هدمت في السابق قبر والده الذي يحتفل بذكرى وفاته، في إقليم بنجشير، ولم تُصدر الحركة حتى الآن أي بيان ترد فيه على تصريحات أحمد شاه المسعود التي تعتبرها مستهلكة.

وكانت الحركة سيطرت على المعقل الرئيس الذي تنشط فيه الجبهة ومعها فصائل المعارضة الأخرى بإقليم بنجشير بعد أسابيع قليلة من وصولها للسلطة في أغسطس 2021م بعد سلسلة طويلة من المعارك كانت الأخطر أمام طالبان خلال معاركها الأخيرة قبل الوصول إلى كابول مرة أخرى.

وبعد انتصار طالبان في بنجشير، نشطت المعارضة الأفغانية بقيادة أحمد شاه مسعود، الذي تمكن من عمل تحالفات مع فصائل المعارضة التقليدية ضد حركة طالبان، وتمكن من حشد عدد كبير من قياداتها في الداخل وفي عواصم العالم؛ من أجل التنديد بحركة طالبان.
هل تشعل استفزازات
صورة السياسي المعتدل

يحاول أحمد مسعود الظهور في صورة السياسي المعتدل الذي يمكن أن يكون فصيله بديلًا لحركة طالبان، مستغلًا في ذلك سلوك الحركة المتعاطف مع الجماعات المتشددة.

ويقول الدكتور محمد عبد الرازق، الخبير في الشؤون الآسيوية، إنه من الطبيعي أن تأتي تصريحات مسعود ضد حركة طالبان في سياقها الطبيعي للصراع على السلطة، مشيرًا إلى أن جبهة مسعود لا تقل خطورة عن حركة طالبان، فتاريخ أسرة زعيمها الحالي ابن القيادي الإسلامي أحمد شاه مسعود يوضح أن تأصيل العمل الحركي في أفغانستان لم يخرج عنها، فقد لعب والده دورًا كبيرًا في الحركة الإسلامية في أفغانستان التي استمدت أفكارها من جماعة الإخوان، واحتفت بكتابات سيد قطب المنظر العملي للعنف.

وأوضح "عبد الرازق" في تصريح لـ"المرجع" بأن حبهة مسعود كغيرها من الجماعات الراديكالية تقدم نفسها في الظاهر على أنها الفصيل الأكثر اعتدالًا، بينما تخفي في الباطن أمورًا أخرى لا تظهر إلا عند الوصول إلى التمكين كغيرها من الجماعات العنقودية التي نشأت عن جماعة الإخوان.

وتاريخ عائلة مسعود معروف بهذا التوجه، فقد كتب والده في إحدى مذكراته نهاية الستينيات من القرن الماضي يقول: "لقد توصلت إلى هذا القرار باتخاذ خطوات لتنظيم "جيش إسلامي" وطني داخل أفغانستان"، وبالتالي فالعمل المسلح داخل لا محالة في أفكار وأيديولوجية الجبهة، بهدف الوصول في النهاية إلى السلطة.

وختم الخبير في الشؤون الآسيوية بأن استفزازات مسعود لطالبان حاليًّا ليست جديدة على الحركة، ولذلك لم تعلق طالبان عليها هذه المرة، كما أن الصراع بينهما لن ينتهي.
"