«نزاع الغاز».. تربص تركي باليونان ووساطة أوروبية لنزع فتيل التوتر
تستخدم تركيا إعلانها عن اكتشاف الغاز في البحر الأسود؛ للضغط على اليونان، في ملف التنقيب في البحر المتوسط، فيما تسعى دول أوروبية للوساطة في النزاع الذي تشعله أنقرة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن عن اكتشاف ما وصفه بـ«أكبر حقل غاز طبيعي» في تاريخ بلاده بالبحر الأسود، مضيفًا أن أنقرة تأمل البدء في توزيع الغاز عام 2023، مشيرًا إلى أن مخزونه يُقدّر بـ320 مليار متر مكعّب.
وإلحاقًا لهذا الإعلان، قال أردوغان: إن بلاده لن تقدم أي تنازل في الدفاع عن مصالحها في شرق المتوسط، داعيًا اليونان إلى الاستعداد لإجراء محادثات في حال لم تفرض الأخيرة شروطًا مسبقة، وذلك بشأن خلافات مسألة غاز المتوسط الذي دفع بالبلدين المنضويين في حلف شمال الأطلسي إلى إجراء مناورات عسكرية متقابلة.
وقال «أردوغان» خلال حفل إحياء لذكرى معركة ملاذكرد عام 1071 التي تمثل دخول الأتراك إلى الأناضول بعد انتصار السلطان ألب أرسلان التركماني على البيزنطيين: «تركيا ستأخذ ما هو حقها من البحر الأسود، وبحر إيجه والمتوسط لن نقدم أي تنازل إطلاقا على ما يخصنا».
وأضاف: «نحن مصممون على القيام بكل ما يلزم على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري».
فيما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو: إن بلاده مستعدة لحوار من دون شروط مسبقة من أجل «تقاسم عادل» للثروات، وتدارك: «لكن الأمر غير ممكن إذا فرضت اليونان شروطا مسبقة».
التلويح بالقوة
وتلوح تركيا باستخدام القوة في البحر المتوسط، ففي الوقت الذي صرح فيه أردوغان بتلك التصريحات، نشرت وزارة الدفاع التركية صورًا على صفحتها على «تويتر» لفرقاطتين تركيتين تشاركان في عملية «درع البحر المتوسط» في البحر مع سفينة دعم إيطالية.
وبينما تحاول تركيا استفزاز اليونان، في وقت من المتوقع أن تضغط اليونان على التكتل الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا، تسعى دول أوروبية للوساطة لتهدئة النزاع.
ويدعم الاتحاد الأوروبي بكامل أعضائه مطالب اليونان البحرية، لكن التكتل الأوروبي امتنع حتى الآن عن فرض عقوبات شديدة على أنقرة؛ خشية أن ينفذ أردوغان تهديده بإطلاق موجة هجرة جديدة باتجاه أوروبا.
وأثنى «تشاوش أوغلو» على جهود الوساطة الألمانية، لكنه قال إن أنقرة قامت ببادرة حسن نية عبر الإعلان عن تجميد نشاطاتها التنقيبية الشهر الماضي.
وأضاف أن تركيا استأنفت نشاطها فقط عندما وقعت اليونان في 6 أغسطس اتفاقًا مع مصر لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، في انتهاك صريح للنوايا الحسنة.
وقال أوغلو: «أود أن أنصح اليونان بالتخلي عن تصرفها المؤذي»، محذرا «تصرفوا بمنطق سليم» لأن تركيا جاهزة للقيام بما يلزم بدون أي تردد.
وقررت تركيا الأحد 23 أغسطس تمديد مهمة سفينتها المخصصة للأبحاث والاستكشاف «عروج ريس» لأربعة أيام تنتهي الخميس 27 أغسطس 2020؛ ما دفع اليونان إلى اتخاذ قرار بالمضي بمناورتها البحرية في مكان مجاور.
وأجرت اليونان تدريبات مع القوات الأمريكية جنوب جزيرة كريت، وتخطط لمزيد من المناورات الحربية مع القوات الجوية الإماراتية.





