بعد اقتحام الكابيتول.. سجن قائد براود بويز يعيد الأنظار إلى تنامي اليمين المتطرف في أمريكا
قضت محكمة بالعاصمة واشنطن بسجن قائد جماعة «براود بويز»، إنريكي تاريو لمدة 22 عامًا، لاتهامه بالتخطيط والتحريض على واقعة اقتحام مقر الكابيتول هيل التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 4 أشخاص.
ووصف القاضي
تيموتي كيلي واقعة اقتحام الكونجرس بأنها كانت محاولة لكسر التقاليد الأمريكية
الراسخة الخاصة باالتداول السلمي للسلطة في البلاد، وذلك خلال كلمته بالمحاكمة
التي جرت في 6 سبتمبر الجاري.
وتعد تلك
العقوبة هي الأكبر من نوعها فيما يخص العقوبات الصادرة ضد المتهمين في القضية، إذ
اعتبرت المحكمة أن إنريكي البالغ من العمر 39 عامًا هو الزعيم الرئيس للمؤامرة
المؤسفة التي شهدتها الولايات المتحدة.
التمرد
ضد الديمقراطية وواقعة الكونجرس
اقتحمت عناصر
اليمين المتطرف مبنى الكابيتول هيل في 6 يناير 2021 لتعطيل سير جلسة الإجراءات
الدستورية لتنصيب جو بايدن رئيسًا للبلاد، وذلك اعتراضًا على فوزه ورغبة في تنصيب
المرشح الخاسر دونالد ترامب بدلًا منه.
وتسببت تلك
الفوضى في مشاهد عنف تخللها قتلى وجرحى، واتُهمت جماعة براود بويز بالتخطيط والحشد
لتلك الواقعة الشهيرة، التي باتت نقطة جوهرية في استيعاب السلطات الأمريكية لخطر
جماعات اليمين المتطرف ومدى التطور الحاصل لديها على مستوى التواصل والقدرة على
الحشد ودعم الأيديولوجيات العنصرية.
ونتيجة لتلك
الواقعة، أعلنت وزارة
الداخلية في 11 مايو 2021 تدشين وحدة جديدة بهيئة الاستخبارات التابعة لها لمكافحة
الإرهاب المحلي، وإعطاء صلاحيات أوسع لسلطات إنفاذ القانون لمواجهة التطرف العنيف،
ولفتت الوزارة إلى أن هذه الوحدة تشكل خطوة مهمة ضمن إستراتيجية مُحكمة لتقويض خطر
اليمين المتطرف.
كما أن الرئيس جو بايدن طلب فور توليه
السلطة تقييم أنشطة اليمين المتطرف بالبلاد ومدى خطورته وقدرته على تكوين
ميليشيات، وذلك على وقع النشاط المتنامي للتيار في البلاد، وفي 15 سبتمبر 2022 نظم البيت الأبيض قمة (نحن متحدون) أو (we stand united) بحضور
الرئيس جو بايدن ومسؤولي منظمات المجتمع المدني للنقاش حول مخاطر اليمين المتطرف
وانتشار خطاب الكراهية والإرهاب على أمن وسلامة المجتمع وديمقراطيته.
إشكاليات
اليمين المتطرف في الولايات المتحدة
استطاع التيار
تنفيذ هجمات مؤثرة خلال الفترة الماضية، من أبرزها طعن إمام مسجد عمر بن الخطاب بمدينة باترسون في ولاية
نيوجيرسي على يد شخص يدعى شريف زوربا في 11 أبريل 2023، بينما هاجم إرهابي يميني اسمه
بايتون جندرون وعمره 18 عامًا مجموعة من الأمريكيين أصحاب الأصول الإفريقية بسلاح
ناري في أحد المتاجر بمدينة بوفالو في ولاية نيويورك في 15 مايو 2022 ما تسبب في مقتل عشرة أشخاص وإصابة
ثلاثة آخرين، واستخدم المتطرف هاتفه لبث الهجوم مباشرة على مواقع التواصل
الاجتماعي.
ومن الإشكاليات التي تعمق أزمة اليمين
المتطرف في الولايات المتحدة هي مواد الدستور التي تبيح للأشخاص حمل السلاح
الناري، فسهولة تداول الأسلحة وبيعها تجعل من مهام التطرف أكثر سهولة.
ومن جانبها أشارت رابطة مكافحة التشهير ADL إلى
تنامي اليمين المتطرف في بعض الولايات وذلك عبر تقرير أصدرته في سبتمبر 2022،
وكانت ولاية فلوريدا هي أبرز الولايات الأمريكية التي يتصاعد فيها التيار.
وأعلنت الرابطة عن رصدها زيادة قدرة
اليمين المتطرف في الولاية على توظيف شبكة الإنترنت في نشر أيديولوجيات العنف
وتجنيد العناصر، لافتة إلى أن 34,4% من المنتمين للتيار بفلوريدا ينتمون لمجموعات
براود بويز، و three
percenters ، ومجموعة Oath Keepers.
