خارطة صراعات الإرهابيين في «الجنوب السوري»
الخميس 05/يوليو/2018 - 10:13 م
آية عز
أصبح الجنوب السوري في الوقت الحالي مطمعًا لجميع التنظيمات الإرهابية والفصائل المعارضة المسلحة، وخلال الفترة السابقة أعلنت ما تُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» عن رغبتها للتوجه إلى مناطق «درعا» و«القنطيرة» جنوب سوريا، ودخلت في صراعات وصلت للقتال مع عدد من العناصر المنشقة من أجل تحقيق هذه الرغبة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ففي التوقيت نفسه الذي أعلنت فيه الهيئة رغبتها في التوجه إلى الجنوب السوري، أعلن تنظيم «داعش» عن توجهه إلى «درعا»، وأنه سيُقاتل أى فصيل يحاول أن يذهب للجنوب وخاصة «هيئة تحرير الشام»، وهو الأمر الذي ردت عليه الهيئة بتكفير «داعش» وعناصره.
مطامع إرهابية
يأتي هذا بالتزامن مع مطامع تنظيم القاعدة أيضًا في السيطرة على الجنوب السوري، خاصة أنه أعلن عن تأيسس تنظيم إرهابي جديد هدفه الأساسي شن هجمات على الجيش السوري وقوات التحالف الدولي.
والغريب في الأمر أن منطقة الجنوب السوري تشهد في الوقت الحالى هجومًا عنيفًا من قبل القوات التابعة للنظام والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في منطقة «درعا» ومحافظتي «القنيطرة» و«السويداء»، إضافة إلى ذلك فإن منطقة الجنوب السوري تتميز بموقعها الجفرافي لأنها قريبة من العاصمة السوريَّة دمشق ولها حدود مع إسرائيل والأردن.
وتقع محافظة «السويداء» تحت سيطرة الفصائل السورية المعارضة بالكامل، ومعظم تلك الفصائل لا تنتمي لداعش أو هيئة تحرير الشام، لذلك يتنافس كل من التنظيمين على الاستحواذ عليهم وتجنيد أكبر عدد منهم لضمهم إلى صفوفهما.
وجميع الفصائل السورية المعارضة توحدت خلال عام 2014 فى فصيل واحد وأطلقت على نفسها اسم «الجبهة الجنوبية»، ويبلغ عدد عناصر تلك الفصائل نحو 30 ألف مقاتل، وبالتالى هم فريسة مغرية بالنسبة لداعش الذي فقد عددًا كبيرًا من عناصره الإرهابية وكذلك الهيئة.
ويُعتبر ما يُعرف بـ«جيش الثوار» و«شباب السنة» بالتنظيمين الأبرز والأكثر نفوذًا في الجنوب السوري، بسبب امتلاكهما عددًا كبيرًا من العناصر البشرية وكذلك المعدات العسكرية والأسلحة.
كما توجد أيضًا في الجنوب السوري ما تُعرف بـ«حركة أحرار الشام»، وهى من أبرز الفصائل المعارضة والمسلحة، ولكن تنشط فى محافظة «درعا»، لكنها حركة ضعيفة مقارنة بغيرها من الفصائل الموجودة في الجنوب السوري، وعلى الرغم من ذلك تتمسك بالبقاء فى الجنوب السوري.
وتزامنًا مع ذلك الأمر يُسيطر ما يُعرف بـ«جيش خالد بن الوليد» المبايع لداعش في وقت سابق، على جزء محدود من محافظة «درعا» لأنه يمتلك نحو 1000 مقاتل.
وبالتالي تسيطر التنظيمات الإرهابية على نحو 60% من الأراضي في الجنوب السوري، وجميع تلك التنظيمات تشهد حالة من الصراعات والقتال الدموي بسبب رغبة كل منها في السيطرة على منطقة الجنوب.
موقع جغرافي متميز
ويؤكد محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن منطقة الجنوب السوري من أهم المناطق السورية، وتتمتع بموقع جغرافي متميز والكثير من الثروات الطبيعية التي تعتبر مصدر تمويل مهمًّا للجماعات المتطرفة، لذلك جميع التنظيمات الإرهابية تطمع في السيطرة عليه.
وأوضح «إسماعيل»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الأمر الثاني الذي يجعل الجنوب السوري محل أطماع للفصائل والتنظيمات الإرهابية المختلفة، هو أنه يطل على عدد كبير من الدول العربية، وبالتالي تستطيع أي جماعة إرهابية التسلل إلى تلك الدول وتجنيد عناصر جدد بها.
وأشار مدير مركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجة، إلى أن منطقة الجنوب السوري قريبة للغاية من شمال مصر وبالتحديد قريبة من محافظة سيناء، وعدد كبير من التنظيمات الإرهابية خاصة داعش يرغب في الوصول إلى تلك المحافظة.
وتابع «إسماعيل»، أن هناك عددًا كبيرًا من الجماعات الإرهابية ومنها داعش يرغب فى ترك منطقة شمال سوريا والذهاب إلي الجنوب، بسبب سيطرة قوات الجيش السوري عليها وأمريكا وروسيا، إضافة إلى كل ذلك فإن تركيا ترغب في السيطرة على الشمال السوري ودخلت فى قتال مع الدولتين، لذلك أصبحت تلك المنطقة تُشكل خطرًا على الإرهابيين.





