ad a b
ad ad ad

تكريس الطائفية في اليمن.. الحوثي يدشن دورات لترسيخ العنف والكراهية

السبت 30/سبتمبر/2023 - 06:02 م
المرجع
آية عز
طباعة
مع تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في اليمن، لا يزال الحوثي يرتكب انتهاكات وجرائم بحق المدنيين، ويهدر ملايين الريالات على دوراته الطائفية التي تهدف إلى تلقين الأطفال والشباب والفتيات أفكاره المتشددة والمنحرفة، وتجنيدهم للقتال في صفوفه.

وبمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، أطلق الحوثي دورات صيفية طائفية في كل المناطق التي يسيطر عليها، تحمل شعار «علم وجهاد»، وحث الآباء والأمهات على تسجيل أولادهم وبناتهم في هذه الدورات، التي يزعم أنها تساهم في تعليم المبادئ والقيم الإسلامية، ولكن الحقيقة هي أن هذه الدورات تستخدم كأداة للتعبئة الطائفية والأيديولوجية لزرع الولاء للميليشيا وخدمة مشروعها.

ففي هذه الدورات، يتعلم المشاركون مواد دينية وسياسية وعسكرية، تروج لفكرة أن الحوثي هو المدافع عن حقوق أهل البيت، وأن كل من يخالفه هو خائن وكافر، كما تحث على التبرع بالأرواح في سبيل نصرة الميليشيا ومقاومة قوات الشرعية والتحالف العربي.

وكانت آخر الدورات التثقيفية التي قدمها الحوثي، تقدر بـ11 مليون ريال، فهذه تكلفة دورة تدريبية واحدة فقط من عشرات الدورات التي يعقدها.

وفي هذا السياق، أدانت الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية ممارسات الميليشيا الحوثية بحق الأطفال والشباب في اليمن، وطالبت بوقف استخدامهم كأدوات للحرب والإرهاب.

وأكدت أن هذه الممارسات تنتهك القوانين والمواثيق الدولية التي تحمي حقوق الطفل وتضمن حقه في التعليم والصحة والأمن.

كيف يتم تنظيم تلك الدورات

يمكن تلخيص طريقة تنظيم هذه الدورات بالنقاط التالية:

- الدورات الطائفية تقام في أماكن مختلفة، مثل المساجد والمدارس والجامعات والمعسكرات العسكرية، في مناطق سيطرة الميليشيا.

- و تستهدف فئات مختلفة من المجتمع، مثل الأطفال والشباب والفتيات والموظفين والقادة والعلماء والأئمة والخطباء.

- الدورات الطائفية تستمر لفترات زمنية متفاوتة، قد تصل إلى عدة أشهر، حسب نوع الدورة والفئة المستهدفة.

- و تشمل تلك الدورات مواد دينية وسياسية وعسكرية، تروج لفكرة أن الحوثي هو الممثل الشرعي للإسلام وأن كل من يخالفه هو عدو لله والرسول.

- الدورات الطائفية تنفذ بإشراف قادة وخبراء من الميليشيا أو من إيران، يُطلق عليهم أسماء مستعارة، مثل "سيدي عبد العالم" أو "سيدي حسام" أو "سيدي حسن".

- تفرض تلك الدورات بالقوة أو بالإغراء على المشاركين، حيث يتم تهديدهم بالعقاب أو إسقاط رواتبهم أو حرمانهم من المزايا، أو يتم إغراؤهم بالمكافآت أو الشهادات أو الأسلحة أو الزي العسكري.

مضمون تلك الدورات

تتضمن الدورات الحوثية، العديد من مواد نشر العنف والتحريض على القتل وتكفير المسلمين لمجرد أنهم لا يتبعون الفكر الشيعي.

إذ تحث تلك الدورات الطائفية الحوثية تعليم المشاركين نظرية "الولاية"، التي تقول إن الحوثي هو ولي أمر المسلمين في زمانه، وأنه يجب طاعته والجهاد معه، وأن من يخالفه يستحق القتل.

كما تتضمن تعليم المشاركين نظرية "الإمامة"، التي تقول إن الإمام هو خليفة الله في الأرض، وأنه يجب اختياره من بين أهل البيت فقط، وأنه يمتلك صفات خارقة للطبيعة.

وتعلم تلك الدورات المشاركين نظرية "الغيبة"، التي تقول إن الإمام المهدي قد اختفى في سرداب منذ قرون، وأنه سيظهر في آخر الزمان لإقامة دولة عادلة، وأن الحوثي هو نائبه ووصيه.

كذلك تعلمهم نظرية "التقية"، التي تقول إن المسلم يجوز له إخفاء دينه أو نفاقه أو كذبه أو خيانته، إذا كان ذلك في مصلحة دعوته أو حفظ نفسه.

وأيضًا تعلمهم نظرية "البراءة"، التي تقول إن المسلم يجب أن يبرأ من كل من يخالف مذهب أهل البيت، وأن يعاديهم ويحاربهم، وأن يستباح دماؤهم وأموالهم.

كل هذه الأمور افكار مغلوطة ومزاعم ينشرها الحوثي ويروج لها.

الآثار النفسية للدورات التدريبية الطائفية

للدورات التدريبية الثقافية الطائفية التي تقدمها جماعة الحوثي عنوة على الطلاب والأطفال لها العديد من الآثار السلبية على نفسية الأطفال، فبحسب تقرير نشره مجلس حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء ، فإن تلك الدورات تتسبب في الآتي..

- تسبب اضطرابات نفسية وعاطفية للمشاركين، مثل الخوف والقلق والاكتئاب والانزعاج والغضب والانتحار.

- تؤدي إلى فقدان الهوية والانتماء للمشاركين، وتغيير معتقداتهم وقيمهم وسلوكهم، وتزييف رؤيتهم للواقع والحقائق.

- الدورات تولد حالة من التطرف والعنف والتشدد للمشاركين، وتجعلهم يرون أنفسهم كأبطال أو شهداء، ويرون غيرهم كأعداء أو خونة.

- تضعف قدرة المشاركين على التفكير النقدي والإبداعي، وتجعلهم يقبلون كل ما يسمعونه أو يرونه من دون تحليل أو نقد.

- تؤثر سلبًا على علاقات المشاركين مع أسرهم وأصدقائهم وجيرانهم، وتجعلهم يشعرون بالغربة أو العزلة أو التهميش.
"