قطار السلام الروسي يوطد العلاقات السعودية ــ الإيرانية
يحاول النظام الإيراني الفكاك من الوضع الاقتصادي المتأزم عبر الانفتاح على دول الجوار، لاسيما المملكة العربية السعودية، عن طريق كف أيدي الميليشيات عن شن هجمات على دول الجوار.
وعلى نفس المسار، بدأت روسيا في مشروعات اقتصادية عابرة للحدود تتضمن مشاركة كل من المملكة العربية السعودية وإيران معًا، تمخض عنه دخول أول قطار حاويات روسي إلى الحدود الإيرانية في طريقه إلى الأراضي السعودية.
ويأتي ذلك عقب توقيع المملكة العربية السعودية اتفاقًا مع النظام الإيراني في شهر مارس الماضي في بكين برعاية صينية؛ بهدف نزع فتيل التوتر في المنطقة، وإيقاف إيران دعم الحركات الإرهابية المنتشرة في الدول العربية.
وذكرت وكالة أنباء "فارس" الحكومية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن القطار التجاري الروسي يحمل 36 حاوية بضائع، ووفقًا لخط سيره المعد مسبقًا، يدخل إيران من منفذ إينجه برون الحدودي الواقع بين إيران وتركمنستان التي تجاور إيران من الشمال الشرقي، ويسير القطار ضمن ممر شمال - جنوب، وهو طريق تجاري مستحدث ينافس طرق التجارة الدولية التقليدية عبر البحار، ويمر الطريق بمنطقة فارما تشوا، ثم آكيلا الواقعة في دولة تركمنستان، ومنها إلى بلدة إينجة برون الإيرانية وكذلك منفذ سرخس أحيانًا ثم إلى ميناء بندر عباس المطل على سواحل الخليج العربي.
وتخطط هيئة جنوب الأورال للسكك الحديدية الروسية، لإرسال قطاري حاويات شهريًّا على طول ممر النقل بين الشمال والجنوب، بدءًا من الربع الثالث من هذا العام.
ومن المقرر أن يساهم هذا المشروع في خفض التوترات بين الدول المشاركة به، خاصة بين إيران والمملكة العربية السعودية، وذلك لما ينطوي عليه من فرص اقتصادية تتمثل في تقليل فترة نقل البضائع لعدة أيام، ويزيد فرص إرسال مزيد من البضائع من منطقة جنوب الأورال في جنوب روسيا نحو دول الخليج العربي عبر الطريق السككي، كما أن خفض الرسوم الجمركية أدى إلى مزيد من خفض رسوم إرسال البضائع عبر ممر شمال - جنوب إلى ما يقارب النصف.
وكانت تقارير إعلامية كشفت في شهر يونيو الماضي عن انطلاق أول قطار حاويات من محطة شحن تشيليابينسك الروسية متجها إلى المملكة العربية السعودية، ضمن ممر النقل الدولي الجديد المعروف باسم شمال - جنوب، مارًا عبر أراضي كازاخستان وتركمانستان وإيران، وتشمل شحنة القطار القطار الأولى عشرات الحاويات المحملة بمعدات خاصة بمجال الطاقة وكذلك معادن.
واستطاعت المملكة العربية السعودية وقف إطلاق الصواريخ عبر الحدود من جانب ميليشيات الحوثي المدعومة من طهران بعد اتفاق بكين في مارس الماضي، والتمهيد لعقد جلسات الحوار اليمني ــ اليمني لحل عدد من الملفات العالقة كمقدمة للحل السياسي الشامل في اليمن.
كما انضمت طهران والرياض معًا إلى مجموعة بريكس خلال اختتام قمة المجموعة بجنوب إفريقيا الشهر الماضي، بهدف دعم العلاقات الاقتصادية في إطار أكثر استقلالًا عن القوى الغربية، كما دعت "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، ممثلي المملكة العربية السعودية وإيران كمراقبين في مناورات المنظمة التي ستجري على أراضي بيلاروسيا الحليف المقرب لروسيا.





