ad a b
ad ad ad

النيجر على شفير المجاعة.. دول غرب إفريقيا في مأزق شح الغذاء

الإثنين 04/سبتمبر/2023 - 04:11 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

يواجه سكان دول غرب إفريقيا، معضلة ارتفاع أسعار الغذاء، جراء انقلاب النيجر، إذ ارتفعت أسعار اللحوم وبعض أنواع الحبوب بأكثر من 40%، كما يعاني مواطنو النيجر شحًّا كبيرًا في عدد من السلع الغذائية، ما دفع برنامج الغذاء العالمي للتحذير من خطر مجاعة قد تحاصر أكثر من عشرة ملايين نسمة من سكان البلد الواقع في غرب إفريقيا والغارق في الفقر. 

وتعتمد الكثير من أسواق غرب إفريقيا خصوصًا فى جمهوريات نيجيريا وبنين وبوركينا فاسو على واردات اللحوم والمنتجات الغذائية الجافة من النيجر، التي تعيش منذ أكثر من شهر في عزلة عن محيطها الإقليمي بسبب الإجراءات التي اتخذتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، احتجاجًا على الانقلاب الذي أطاح بموجبه بالرئيس المنتخب محمد بازوم.

وبشكل كبير تعتمد النيجر على الدول المجاورة لها، وتحديدًا نيجيريا في عملية استيراد السلع الغذائية اليومية، إذ عطلت العقوبات والإمدادات آلاف الشاحنات على الحدود بين البلدين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع شديد في أسعار السلع الغذائية بشكل مبالغ فيه، بنسب تتراوح بين 20 و30%.

ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية فمن المتوقع أن تتسبب تلك الأزمة، في تدهور الأوضاع الإنسانية لعدد ما يقرب من 7.3 مليون شخص، مؤكدًا الحاجة لتطبيق إعفاءات إنسانية من العقوبات وإغلاق الحدود لتجنب التدهور السريع للأمن الغذائي والوضع التغذوي في النيجر.

خطة استجابة إنسانية

وتسعى خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بالنيجر إلى حشد 584 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية، إلا أنها لم تتلق حتى الآن سوى 39% من إجمالي المبلغ المطلوب.

وقال المتحدث الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة جاونسيد ماجيانغار: إن نحو ستة آلاف طن من السلع التابعة للبرنامج عالقة خارج الحدود بما في ذلك الحبوب وزيت الطهي وأغذية الأطفال الذين يعانون سوء التغذية.

وشهدت النيجر الواقعة على حافة الصحراء الكبرى، سلسلة من الانقلابات وفترات طويلة من عدم الاستقرار السياسي في العقود التي أعقبت الاستقلال عن فرنسا في عام 1960.

مخاوف جدية

من جانبه، قال محمد عز الدين، الباحث في الشأن الإفريقي: إن الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر، بعد الإطاحة بمحمد بازوم، وإغلاق المنافذ البرية والجوية بالبلاد، أثار مخاوف جدية بشأن تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد وانعكاساتها السلبية على المحيط الإقليمي ككل، وكذا عودة موجة الانقلابات إلى إفريقيا من جديد، بعد سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية.

وأكد "عزالدين" في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه مع توالي الأزمات الاقتصادية جرّاء الحرب في أوكرانيا وما فرضته من بحث عن موارد جديدة لمصادر الطاقة، وأخرى تدعم الأمن الغذائي، سيؤدي ذلك كله إلى خطر كبير للمجاعة، حيث لا توجد أي طرق أخرى توقف انتشارها.

وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في تلك المنطقة ستعمل خلال الفترة القادمة، على وقف دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى البلاد.

"